الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يا مصر.. كلنا شرطة

20 يوليو 2017 00:00
جاء حادث الإرهاب الأخير في (البدرشين) بمحافظة الجيزة بمصر مؤلماً وموجعاً ومؤكداً أن الحلول الأمنية الحالية باتت غير فاعلة. قصص الشهداء البسطاء ممن يغادرون ديارهم مع شروق الشمس وهم يَعُولون أمهات وآباء وأبناء، ليعودوا إلى قُراهم في نعوش نحو مثواهم الأخير، تدمي القلوب فلا تستطيع البوح بألمك ووجعك وأنت ترى الأبرياء حماة الوطن تصرعهم أيادي الغدر ويقتلهم أعداء الإنسانية. ما يسترعي الانتباه في هذا الحادث الأليم الذي تم تصويره عبر الكاميرات، هو مرور العديد من السيارات والأفراد في مسرح الجريمة، دون اتخاذ موقف إيجابي أو تفاعل من هؤلاء «العابرين» «المتفرجين»، مع شبه غياب للمسؤولية الوطنية والمجتمعية تجاه أرواح تمت تصفيتها في وضح النهار، وكانت على موعد مع حرقها لولا تصادف تواجد أحد ضباط الشرطة البواسل بالقرب من المكان. كلنا شرطة... فلسفة عمل لها أهداف ومؤشرات، وهي ليست جديدة ولكنها نهج شرطي عصري تبنته العديد من الدول والمجتمعات في سعيها نحو الإشراك المجتمعي الإيجابي مثل دولة الإمارات الرائدة؛ تقوم على الرهان على أصحاب المواطنة الإيجابية وتأهيلهم وتمكينهم؛ ويكفي أن تبدأ الدولة بالتعاون مع شركاء العمل الحكومي وهم  أكثر من 6 ملايين موظف ليكونوا نواة «شركاء الشرطة» وضمن منظومة الأمن المدني الخاص المساند للشرطة عبر آلية تبدأ بنشر الوعي الأمني الميداني وكيفية التعامل مع شتى أنواع الجرائم لحماية المجتمع ودعم الاستباقية الأمنية. كلنا شرطة... ليست مؤتمراً صحفياً ولكنها مشروع استباقي شريطة أن تكون الإرادة والإدارة مجتمعتين على تبني حلول وتقديم أفعال واستحداث وحدات تنظيمية مجتمعية في الأجهزة الشرطية المختلفة بعيداً عن الزي الشرطي، وتبني إجراءات عمل استشرافية شرطية تكاملية، وإعادة هيكلة العلاقة الشرطية مع المجتمع، والاستثمار في رأس المال البشري؛ فإما أن نجعله عبئاً أمنياً أو «نستخرج» منه سواعد وعقول بشرية إيجابية لدعم تلك الجهود التي تنوء بحملها الجبال والتي تتحملها الأجهزة الشرطية المصرية وتتطلب أدوات عصرية وبشرية من خارج الصندوق الأمني. حفظ الله مصر ففيها خير أجناد الأرض.. Emad.Hussein@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©