أعلنت وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية أمس ان عدد العائلات المسيحية المهجرة من الموصل اثر عمليات القتل التي طالت 12 شخصا منهم وتفجير ثلاثة منازل ، ارتفع الى 1307 عائلات· وبينما حمل نواب عراقيون المليشيات الكردية (البيشمركة) مسؤولية الوقوف وراء تهجير المسيحيين، أرسلت الحكومة العراقية وفدا من 6 وزراء والناطق باسم الحكومة لمعالجة القضية·
وقال جودت اسماعيل مدير فرع وزارة المهجرين والمهاجرين العراقية في الموصل ''إن العدد الاجمالي للعائلات المسيحية المهجرة بلغ 1307 عائلات حتى الآن''· وحمل النائب أسامة النجيفي البرلماني أمس المليشيات الكردية مسؤولية الوقوف وراء تهجير الميحيين، مشيرا إلى أن عددهم بلغ أكثر من 1400 مسيحي · وقال إن ''المليشيات الكردية المتغلغلة في قوات الجيش العراقي وليس تنظيم القاعدة هي من يقود عمليات تهجير العائلات المسيحية لأغراض سياسية خطيرة''· وأضاف قائلا ''إن إخراج المليشيات الكردية من مدينة الموصل هو الحل الوحيد لإنهاء مشكلة نزوح المسيحيين من المدينة وعلى الحكومة العراقية الإسراع في استبدال القوات العسكرية الموجودة حاليا في المدينة بقوات أخرى قادمة من بغداد''·
وقال النجيفي: ''لدينا شواهد وحقائق تؤكد تورط المليشيات الكردية بعملية النزوح من ديارهم ولجوئهم إلى أديرة وكنائس وتجمعات مسيحية أكثر أمنا''· وأضاف أن ''عمليات التهجير مازالت متواصلة وهناك عائلات مسيحية غادرت مدنها خوفا من تعرضها إلى أعمال عنف وإحراق المنازل وأن المسيحيين يعيشون الآن في حالة من الخوف والهلع وهي سابقة خطيرة ، وعلى أهالي مدينة الموصل الأصليين الوقوف بوجه هؤلاء وحماية أهلهم من المسيحيين والدفاع عنهم بقوة من تهديدات المليشيات الكردية''·
إلى ذلك أكد رئيس لجنة المهجرين والمهاجرين في البرلمان العراقي عبد الخالق زنكنة أمس أن عمليات تهجير واستهداف المسيحيين في مدينة الموصل هذه الأيام ليست جديدة وأنها تكررت في عدد من مدن العراق منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 · وقال إن ''المسيحيين مكون أساسي في المجتمع العراقي وإن عملية إخراجهم من ديارهم وخاصة في بغداد والبصرة والآن في الموصل هو عمل خطير وعلى الحكومة العراقية الانتباه إليه واتخاذ كل التدابير لإنهائه''·
وفي السياق أرسلت الحكومة العراقية وفدا وزاريا للموصل لمعالجة قضية المسيحيين ، وقال بيان صادر عن الناطق الصحفي باسم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس ان الحكومة قررت ارسال وفد وزاري عالي المستوى من وزراء الدفاع والتخطيط والصناعة والهجرة والشباب والمرأة والبيئة والناطــــــــق الرسمي باسم الحكومة لمحافظــــــة الموصل لمعالجة تداعيات ازمة تهجير عوائل مسيحية، وقد منح الوفد الصلاحيات الكاملة للقيام بعمله·
وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة ان مجلس الوزراء استعرض في جلسة أمس الأوضاع المؤلمة في مدينة الموصل، مضيفا أنه شدد على التحرك الفوري والسريع لدعم الجهد الأمني من خلال عمليات عسكرية وأمنية مكثفة تفرض القانون والأمن في الموصل وتطمئن المواطنين وكذلك إجراء تحقيق شامل وفوري عن الظروف التي أدت الى هذا الوضع المؤلم من خلال هيئة التنسيق الاستخباري·''
واضاف ان وفدا مسيحيا التقى مع الحكومة العراقية وطالب بإعلان حالــــــة منع التجوال في المناطق التي هجرتها العوائــــــــل وعددها حوالي عشر حارات كي يمكن السيطرة عليها من قبل القوات الامنية، ومنع وقوع حالات سلب ونهب·
ودان المرجع الديني الشيعي علي السسيستاني أمس عمليات تهجير المسيحيين في الموصل ، وأعربت السفارة الاميركية في بغداد عن شجبها للهجمات ، كما دان الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو أمس تهجير المسيحيين واصفا اياها بأنها جريمة غير مسبوقة·
عدد اليوم
