الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الصافرات دخلت من أذن وخرجت من أخرى

الصافرات دخلت من أذن وخرجت من أخرى
11 يوليو 2010 23:08
نفى مهاجم أوروجواي لويس سواريز أن يكون أداؤه في المباراة التي خسرها منتخب بلاده أمام نظيره الألماني 3/2 في مباراة تحديد المركز الثالث لمونديال جنوب أفريقيا قد تأثر بسبب صافرات الاستهجان التي أطلقها مشجعو البلد المضيف ضده. وقال مهاجم أياكس الهولندي الذي تعرض لهجوم الجماهير في كل مرة كان يلمس فيها الكرة “لم يكن بالأمر الذي أمنحه الكثير من الاهتمام، بعض الوقت كنت أستمع إلى صافرات لكنها كانت تدخل من أذن وتخرج من أخرى، أنا كنت أدافع عن قميص بلادي”. واعتبر سواريز “شيطانا” في جنوب أفريقيا بعد أن أوقف بيده هدفا لغانا كان سيمنح الفريق الأفريقي المرور إلى الدور قبل النهائي للمونديال. وأهدرت ضربة الجزاء التي احتسبت في تلك اللعبة وعندما لجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح فازت أوروجواي. وعلق المدير الفني لأوروجواي أوسكار تاباريز على الاستهجان الذي تعرض له سواريز في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة التي أقيمت بمدينة بورت إليزابيث. وقال المدرب “هناك ردود فعل جماهيرية لا يكون لها تفسير واضح. سواريز كان بطلا لحادثة مثله مثل لاعبين كثيرين في هذا المونديال، كالأسترالي الذي فعل شيئا شبيها أمام غانا”. وأضاف “ما حدث هو أن لاعب غانا أخطأ، وكانت أوروجواي أفضل في ضربات الترجيح، كما ساعد في ذلك أن بعض الصحافة المغرضة، الإنجليزية على وجه التحديد، قامت بتغذية تلك الانتقادات (لسواريز) بين الجماهير”. وبسبب تلك اللعبة طرد سواريز وغاب عن مباراة الدور قبل النهائي أمام هولندا، ولم يتمكن من التسجيل أمام ألمانيا لكنه صنع الهدف الأول لزميله إدينسون كافاني. وقال هداف أياكس “على المستوى الشخصي سأرحل وأنا راض، لأنني ساعدت بأهداف وتمريرات لذا لا يمكنني إبداء التذمر، قدمت كل ما أمكنني للمنتخب وحتى الدقيقة الأخيرة”. وكان لويس سواريز نجم منتخب أوروجواي قد تعرض لموجات متلاحقة من صيحات الاستهجان والغضب من جانب الآلاف الذين تواجدوا في الملعب الذي احتضن مباراة تحديد المركز الثالث والتي جمعت بين أوروجواي وألمانيا مساء أمس الأول، فكلما وصلت الكرة إلى سواريز تتعالي صيحات الاستهجان، ولم يتغير الوضع طوال فترات تواجد سواريز في الملعب، وبدا اللاعب وكأنه يريد التخلص من الكرة في بعض المناسبات على الرغم من أن اشتهر بتفضيل الأداء الذي يميل إلى الفردية إلى حد ما. ويعود السر في الاستقبال الجماهيري الغاضب لسواريز لأنه تسبب في إقصاء المنتخب الغاني من دور الثمانية للمونديال، وكان نجم أياكس هو بطل دراما حرمان القارة السمراء من الوصول إلى المربع الذهبي للمرة الأولى في التاريخ، وتعود وقائع القصة إلى تعمد سواريز إبعاد الكرة بيديه من فوق خط مرمى منتخب بلاده في الثانية الأخيرة من الشوط الثاني الإضافي لمباراة دور الثمانية بين غانا وأوروجواي، واحتسب حكم المباراة ركلة جزاء لغانا مع طرد سواريز، ولكن أسامواه جيان نجم منتخب النجوم السوداء أهدر ركلة الجزاء، لتمتد المباراة إلى ركلات الترجيح والتي ابتسمت لمنتخب أوروجواي. وعقب المباراة المذكورة تسبب سواريز بفعلته في إثارة جدل لم ينقطع حتى الآن، فهناك من تعاطف معه وخاصة في بلاده، وأصبح بطلاً قومي لأنه ذهب بالمنتخب الأوروجوياني إلى دور الأربعة للمرة الأولى منذ 4 عقود، وهناك من وصف سواريز باللاعب الذكي نظراً لتصرفه بهذه الطريقة ومنعه هدفاً محققاً، وأشار البعض إلى أن اللاعب الذي يضحي بنفسه من أجل منتخب بلاده يستحق الاحترام. إلا أن أصحاب وجهة النظر المعارضة وصفوا يد سواريز بأنها “يد الشيطان”، لأنها تسببت في إهدار فرصة منتخب مكافح في تحقيق مجد تاريخي غير مسبوق، كما أشارت مقالات الكتاب والمحللين في الصحف العالمية إلى أن سواريز ضرب مبدأ اللعب النظيف في مقتل بفعلته تلك، بل ذهبت بعض الآراء إلى المطالبة بتغيير القانون ومنح اللاعب الذي يقدم على فعل من هذا النوع طرداً على أن يتم احتساب الهدف. وكان رد الجهات الرسمية في الفيفا منطقياً، حيث أكدت تلك الجهات أن احتساب كرة لم تتجاوز خط المرمى هدفاً يتنافى مع أبسط قواعد المنطق. وأجمعت الصحف في جنوب أفريقيا على أن سواريز غشاش، وأطلقت على منتخب أوروجواي منتخب الغشاشين، واحتفلت لخروجهم في دور الأربعة. يذكر أن سواريز الذي تألق في المونديال الحالي مطلوب في أندية توتنهام ومانشستر يونايتد ولن يكون من السهولة إقناع إدارة أياكس الهولندي بالتنازل عن خدماته، وتشير التوقعات إلى أن القيمة المالية لصفقة الحصول على سواريز لن تقل عن 30 مليون جنيه استرليني. وكان سواريز 23 عاماً قد بدأ مسيرته الكروية في صفوف ناسيونال الأورجوياني عام 2005 ونظراً لتألقه اللافت انتقل إلى جرونين الهولندي في العام التالي بمقابل مالي لم يتجاوز 800 ألف يورو، ونجح في جذب الأنظار مجدداً بعد أن أحرز 10 أهداف في 29 مباراة، فانتزعه فريق أياكس في عام 2007 بمقابل مالي للصفقة بلغ 7.5 مليون يورو،. وواصل سواريز تألقه وأصبح من أفضل نجوم القارة العجوز في معدلات التهديف، فقد أحرز خلال الموسم الأخير مع أياكس 35 هدفاً في 33 مباراة، كما سجل 40 هدفاً في مختلف المسابقات، وهي حصيلة قياسية لمهاجم في موسم واحد. كما تشير إحصائيات الأهداف إلى أن سواريز أحرز 124 هدفاً في 195 مباراة طوال مسيرته الكروية.
المصدر: بورت إليزابيث
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©