الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمسية تأبينية لمحمود درويش في مسقط

15 أكتوبر 2008 02:27
نظم النادي الثقافي العماني مؤخرا في العاصمة العمانية مسقط أمسية تأبينية في أربعينية الشاعر الفلسطيني محمود درويش، شارك في تقديمها الشاعر والكاتب عبدالله حبيب والقاص سليمان المعمري والشاعرة عائشة السيفية، إلى جانب مشاركة موسيقية، حيث عزف خليفة اليعقوبي على العود، وشارك كل من هشام وأسعد اليحمدي في العزف على أوتار الجيتار· وفي بداية الأمسية التي شهدت حضورا مكثفا غصت بهم القاعة قرأ عبدالله حبيب نصا مقاليا يحمل عنوان (إن التشابه للرمال وأنت للأزرق) كنص تقديمي بدأه بمقطع من قصيدة أحمد زعتر لدرويش ومنه: ليدين من حجر وزعتر هذا النشيد لأحمد المنسي بين فراشتين مضت الغيوم وشردتني ورمت معاطفها الجبال وخبأتني ·· نازلا من نحلة الجرح القديم إلى تفاصيل البلاد وكانت السنة انفصال البحر عن مدن الرماد وكنت وحدي ثم وحدي آه وحدي! وأحمد ·· ثم تواصل عبدالله حبيب في قراءة نصه النثري/المقالي بقوله: ولكن كيف تستطيع حتى الجبال أن تخبئك يا محمود درويش؟ كيف ولا مجال· لا مجال في هذا المحال· لا مجال سوى أن يكون الرأس بأقصى ما يمكن من الشموخ أمام السكين الحادة، أو السَّكينة الصدئة، أو السكينة المطمئنة، أو السكينة القلقة، السكينة التي يوغل نصلها في دم الغيلة وفي بريق بعيد· وقال عبدالله حبيب: لو تحرينا الدقة، فيما يخص النصل، لبحثنا عن الفراشة؛ لكن الفراشة طارت بعيدا قبل أن يبدأ التفكير في اللون، وفي رشاقة الأجنحة الضعيفة، وفي جبروتها· ومع ذلك، ليست حدودا بلاغية أنه لم يعد هناك فارق كبير بين القتل والقتل، بين الرحمة والسماء، بين النهر والنهار والطحالب، بين الصدأ وماء الشيمة أو المشيمة، بين ماء الوجه والوجه نفسه، بين الأخ والفخ، والشرف والمنفضة·· وفي موضع آخر من النص التقديمي يقول حبيب: ترى كيف يمكن التنصل من سؤال الوطن/ الشعر الصعب هذا؟ وهل لهذا السؤال أي معنى أصلا حين يتعلق الأمر بمحمود درويش؟·· سنتذكر هنا أنك في بدايات تكون ظاهرة ما أطلق عليه مسمى (شعر مقاومة) أطلقت صرختك الشهيرة في وجه النقاد العرب: ارحمونا من هذا الحب القاسي؛ ذلك أن الشعر يفرض معاييره الخاصة التي تختلف عن معايير التوق للوطن وحبه، وحين يتعلق بالشعر فإن القصائد ليست بالنيات·· كما تناوب في الأمسية القاص سليمان المعمري رئيس الجمعية العمانية للكتاب والآدباء والشاعرة عائشة السيفية في قراءة نصوص محمود درويش التي تجمع بين السرد والشعر، كان الحضور ينصت جدا لصوت الشعر في غياب الشاعر الذي زار سلطنة عمان عام 1993م إلا أنه لم يقيم أية أمسية شعرية فيها·
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©