الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جنوب أفريقيا أبهرت العالم في 30 يوماً

جنوب أفريقيا أبهرت العالم في 30 يوماً
11 يوليو 2010 22:57
قدمت كأس العالم لكرة القدم 2010 وجهاً جديداً لجنوب أفريقيا أمام بقية دول العالم، مبدلةً الصورة النمطية عن هذا البلد الذي أبهر العالم بتنظيمه المتميز للمهرجان الكروي الأهم في العالم. وتصددرت صور أفضل لاعبي كرة القدم في العالم ومشاهد المشجعين المغتبطين والمدرجات الضخمة عناوين صحف العالم أجمع بعدما علقت في الأذهان على مدى سنوات صور حقبة الفصل العنصري وأخبار الجرائم والفقر اللذين لا يزال يعانيهما الملايين في بلاد “بافانا بافانا”. وقال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما “قبل 20 عاماً، لم يرد أحد زيارتنا، أما اليوم فأصبحت بلادنا مقصداً شعبياً”، بعد سنوات من سقوط نظام الفصل العنصري الذي هيمن على البلاد حتى عام 1994. وأضاف: “لقد شاهد العالم بلدنا بمنظار جديد”، وشاركت كبريات الصحف العالمية زوما في رأيه، إذ حيت الصحف الألمانية تنظيم جنوب أفريقيا “عيداً كبيراً وناجحا”، فيما وصفت “واشنطن بوست” كأس العالم 2010 بأنها “احتفالية عالمية”، أما صحف باريس فأشادت بـ”التنظيم الجيد للمونديال”. من جهتهم، استمتع الوافدون الأجانب إلى جنوب أفريقيا والذين لم يتسن لهم معاينة أحزمة البؤس في الدولة المضيفة بإقامة ممتعة مدى شهر كامل، مستفيدين من التسهيلات “العصرية” في البلاد والمحال التجارية الضخمة، إضافة إلى البنية التحتية الجديدة والملاعب الرياضية المميزة في هندستها. وتأتي هذه الإشادة الدولية بمونديال جنوب أفريقيا لترد على المشككين في قدرة هذه الدولة على إنجاح الحدث الرياضي العالمي. وفي هذا السياق، قالت صحيفة “صنداي ستار” المحلية في عددها الأخير: “لقد قالوا إن كأس العالم في جنوب أفريقيا ستكون إخفاقاً كبيراً، وإن المشجعين سيتعرضون للاعتداء والقتل، وإن الفوضى ستكون مسيطرة”. وتسجل جنوب أفريقيا أحد أكبر مستويات الجريمة في العالم بمعدل 50 جريمة قتل يومياً، يتركز معظمها في المناطق المحرومة. وأدت هذه النسبة المرتفعة إلى تغذية المخاوف قبل انطلاق المونديال، إلى درجة تحدثت إحدى الصحف البريطانية عن احتمال اندلاع “حرب سكاكين”. ولم يتم تسجيل أي إصابة لمشجع أجنبي خلال كأس العالم 2010 باستثناء إصابة أميركي واحد بالرصاص. ويعود الفضل في ذلك إلى انتشار كثيف للشرطة في مختلف المدن في البلاد. وقال الوزير المساعد للشرطة فيكيلي مبالولا: “لقد خضنا الحرب وانتصرنا فيها”، وحظي الزوار الأجانب أثناء المونديال باستقبال حار من جانب السكان المحليين، من أصحاب البشرة السوداء أو البيضاء على السواء، مقدمين بذلك صورة تصالحية عن شعب جنوب أفريقيا. ورأى الفرنسي بول ديتشي المتخصص في علم السياسة ومؤلف كتاب “كرة القدم والسياسة” أنه إجمالاً “قدمت هذه المسابقة (الرياضية) صورة إيجابية عن البلاد التي أوحت بعودة الأمور فيها إلى طبيعتها”. ودعا مع ذلك إلى الحذر في مقاربة التأثيرات الحقيقية للحدث الكروي، “إذ لا يمكن حل المشاكل الخاصة لأي بلد عبر مسابقة رياضية عالمية”. ولا تزال جنوب أفريقيا تعاني الآثار السلبية لعقود التمييز العنصري. فمنذ 16 عاماً، عادت الديمقراطية واستقر الاقتصاد، إلا أن لون البشرة لا يزال معياراً لتحديد مجمل الحياة الاجتماعية. لا يزال البيض والسود يعيشون في أحياء متباعدة بوضوح ولا يتزاوجون، وثمة تباعد كبير في مداخيلهم، فمعدل البطالة لدى السود يفوق 40 %، فيما لا يتخطى هذا المعدل عند البيض 4 %. وهذا الانقسام لا يستثني الرياضة، إذ لا تزال لعبة الرجبي محصورة بشكل أو بآخر في البيض، فيما كرة القدم تشكل اللعبة المفضلة في المناطق ذات الغالبية السكانية من السود. وقد تهاوت هذه الحواجز خلال فترة كأس العالم، ولكن السؤال: إلى متى؟. وفي هذا الإطار، لفت بول ديتشي إلى أن “الرياضة تشكل تعبيراً عن عاطفة مؤقتة، نستطيع التجمع في يوم ما لمتابعة إحدى المباريات، لكن هذا لا يعني أن السكان سيعيشون من بعدها معاً”.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©