أزهار البياتي (الشارقة)
بينما كان أسبوع الموضة في نيويورك حافلاً بالعروض المهمة، إلا أن المصمم الأميركي الشاب زاك بوزن فضل أن يكون خلال الموسمين المقبلين خارج «كلندر» المصممين، مستعرضاً ملامح من تشكيلته الربيعية الأخيرة لخط الملابس للعام 2018، ضمن جدران الاستوديو الخاص به، لتأتي ضمن إطار كلاسيكي أنيق وراق، وتحمل نفحات ملهمة من زمن الماضي الجميل.
موديلات آسرة
ولعل المتابع لطراز هذا المصمم المبدع منذ بداية انطلاقته في عالم الموضة في العام 2000، سيلاحظ كيف أنه رسم لذاته خطاً متميزاً في التصميم، لافتاً أنظار اتجاهات الموضة العالمية إلى موهبته المميّزة وأسلوبه الكلاسيكي المترف في هذا المجال، مقدماً موسماً بعد آخر نماذج آسرة من القطع والموديلات، من تلك التي تتسم بعناصر الأنوثة، الرومانسية، والجمال، بحيث تغلف من ترتديها من النساء بهالة من السحر والغموض، وتجعلها جذابة ومدهشة في كل مناسبة ومكان.
موهبة وشغف
نشأ بوزن وترعرع في مدينة منهاتن الأميركية في العام 1980، منحدراً من أسرة مثقفة لأب فنان ورسام وأم محامية وحقوقية، ما هيأ له أجواء أرضية خصبة للفن والإبداع، مطوراً شغفه المتنامي وموهبته الفتية، ومرتقياً بأدواته شيئاً فشيئاً إلى مراتب التألق والنجاح، ليستأنف مشوار صعوده في فضاء الموضة بعد التخرج مباشرة من الأكاديمية الأميركية للفنون، مستقطباً لنمطه الآسر في عالم التصميم اهتمام نخبة من نجمات السينما والاستعراض، أمثال جنيفر لوبيز، بوينسيه، ريهانا، وكاميرون دييز، وغيرهن الكثيرات، ليصبح وخلال زمن قياسي اسماً لامعاً بين أشهر مصممي الأزياء العالميين.
لموسم الربيع المقبل اختار المصمم أن يعود إلى ذكريات زمن الماضي الجميل، حين كان طراز النساء آنذاك يتسم بحس مثير من لمسات النعومة، الأنوثة، والرقي الشديد، مغلفات بأيقونات كلاسيكية من الفساتين التي تحيط تضاريس الجسد بغواية مدروسة ومستترة في ذات الأوان، كما تنسجم مع حنايا القوام بمنتهى الرشاقة والرقة، آخذاً استشراقات متعددة ومتفرقة ما بين فترتي العشرينيات إلى الستينيات من العصر المنصرم، ليصوغها وفق أسلوبه الخاص، ويجعلها أكثر ديناميكية وحياة، راسماً ضمن هذا النهج فساتين سهرة متكلفة وبديعة، تذكرنا بطراز المصمم العالمي الفذ كريستيان ديور في البدايات، مع أيقونات مدام كوكو شانيل في أوج شهرتها.
نحت الجسد
اعتمد Zac Posen لتشكيلة الربيعية للـ Ready-to-Wear، خطوطاً ناعمة ومبسّطة، مع قصّات تقليدية وأنيقة إلى حد بعيد، من تلك التي تنحت انحناءات الجسد وتظهر أجمل ما فيه، منفذاً إياها بنوعيات وثيرة وفاخرة من الأقمشة والخامات، بعضها نهارية ويومية بملمس مسامي خفيف وناعم مثل الأقطان الطبيعية، الكتان، واللينين، فيما حضر بعضها الآخر مميّزا بالثقل والقوام المطلوب، بحيث يجسد ببراعة تفاصيل قصّات الأثواب وينسجم مع أجواء السهرة والمناسبات، برز من بينها قماشة التفتا، البروكار، الفاي،
والساتان، مشغولة بشك يدوي نافر، ومطرزة بورود وشتلات من خيوط البريسم و الحرير.
عدد اليوم
