الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دمعة سالت من عين أمستردام

19 يوليو 2017 23:08
في الثامن من يوليو الماضي، لم يكن عبد الرحيم نوري من أصول مغربية يدرك أن المباراة الودية التي دخلها دفاعاً عن حلم يافع، وقد جمعت ناديه أجاكس الهولندي بنادي فردير بريمن الألماني بالنمسا، ستتحول إلى مأتم، سيسقط خلالها مغشياً عليه، لينقل على متن مروحية إلى أحد المستشفيات، ليخضع لإسعافات طبية حاولت إيقاظ قلبه المذبوح. حضرت في خلد الكثيرين صورة الكاميروني فيفيان فوي الذي سقط صريعاً في ملعب لكرة القدم، إلا أن نادي أجاكس طمأن العشاق برسالة نصية قالت إن نوري اشتكى من اضطرابات على مستوى نبضات القلب، وأنه اليوم في وضع نائم، ثم إنه أجبر طبياً على البقاء في حالة تنويم، ولكنه بات بعيداً عن الخطورة. وما كان لهذه الانفراجة أن تدوم طويلاً؛ لأن الإعصار الذي سيضرب أمستردام أولاً وبعدها كل العالم، سيقول إن نوري صاحب العشرين ربيعاً، تدهورت حالته الصحية بشكل سريع، وخلال الخميس الذي تلا حادث الإصابة القلبية سيخبر أجاكس بأن لاعبه الناشئ أصيب بأضرار خطيرة في المخ، وما سيفهم من هذا التقرير الأسود والكارثي، أن كرة القدم انتهت بالنسبة لنوري، بل إنه قد يكون بعدها عاجزاً حتى عن المشي، وجاء الزلزال الآخر على لسان شقيقه، الذي قال إن الأطباء أبلغوه أن أخاه إن أفاق، فلن يتمكن من التفكير أو من الأكل أو المشي، ولربما عجز عن التعرف إلى من حوله، صدمة مرعبة ما إن جالت العالم حتى تساقطت كالمطر الغزير عبارات المواساة. وكان من أبلغ وأقوى ما جرى التعبير عنه بشكل تلقائي، تلك المسيرة التي ضمت نحو ألف من مشجعي نادي أجاكس، كلهم وقفوا أمام منزل نوري ينشدون بصوت واحد «نوري، نوري»، حتى أن شقيقه لم يقو على مواجهة الأنصار ففتح النافذة وحيى الجموع بعينين دامعتين، ولم تفسح تلك الجموع الحزينة الطريق سوى لسيارة عائلة نوري، في مشهد يمكن القول إنه الصورة الأقوى والأبلغ لكرة القدم سنة 2017. يمكن أن نتصور قوة الانفجار العاطفي الذي تسبب فيه حادث مأساوي كهذا الذي عاشه لاعب في عمر الزهور، فما كان من تعاطف ومواساة ومشاطرة للحزن يلخص المأساة التي تعيشها اليوم أسرة نوري وأسرة نادي أجاكس أمستردام والمغاربة الذين كانوا يرتبون لضمه إلى عرين أسود الأطلس، مشهد جنائزي مؤثر عبر عنه أحد الصحفيين الرياضيين الهولنديين بشكل رائع عندما كتب: «دمعة سالت من عين أمستردام»، بل هي دموع كثيرة سالت تحت نوافذ بيت نوري وفي كل البيوت التي استوطنها الخبر الحزين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©