الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن... واغتنام فرصة الجواسيس الروس

11 يوليو 2010 21:21
كارين يونج محللة سياسية أميركية في تصريحات يوم الجمعة أول من أمس، قال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية إن فريق الأمن القومي لأوباما أمضى أسابيع قبل القبض على 10 جواسيس روس، في الإعداد للكيفية التي سيتم بها الإيقاع بهم من ناحية، وإعداد قائمة بأشخاص مسجونين في السجون الروسية قد ترغب موسكو في مبادلتهم بهؤلاء الجواسيس. كما قالوا كذلك إن مسؤولين أميركيين من أجهزة مختلفة قد بدؤوا في التفاوض مع نظرائهم الروس بعد القبض على الجواسيس أواخر الشهر الماضي بوقت قصير، وأن الطرفين لم يستغرقا وقتاً طويلاً في التوصل لاتفاق تضمن تعهداً من كل طرف بعدم القيام بإجراءات انتقامية إضافية، مثل تجميد العلاقات الدبلوماسية أو طرد دبلوماسيين، أو مضايقة مسؤولي ومواطني البلد الآخر. وقد قدم هؤلاء المسؤولون - الذين تحدثوا بشرط عدم ذكر أسمائهم على أساس أن ما تم كان نتيجة عمل جماعي مفوض به من قبل أوباما - تفصيلات عن الكيفية التي تتم بها العملية برمتها، مركزين بشكل خاص على ما وصفوه بالتكامل السلس بين أجهزة تنفيذ القانون، والاستخبارات، والفرق الدبلوماسية الأميركية، في تعقب العملاء الروس، والإيقاع بهم، وتحويل الموضوع برمته إلى نصر في مجال الأمن القومي، بدلاً من أن يكون مصدراً لقلق سياسي وشعبي ونقد محتمل. وبعد إتمام عملية تبادل العملاء على مدرج مطار فيينا، والتي كانت الأكبر من نوعها بين البلدين منذ انتهاء الحرب الباردة، تأمل الإدارة الأميركية ألا يسبب هذا الموضوع مشكلة بين "أوباما" و"ميدفيديف"، وأن يتم التعامل معه باعتباره مجرد عقبة عابرة في طريق ممهد أمام تطوير العلاقات بين الدولتين. كانت المرة الأولى التي يعرف فيها مسؤولو البيت الأبيض شيئاً عن وجود هذه الشبكة في فبراير الماضي عندما قدم ممثلون عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) ووزارة العدل، إيجازاً أوضحوا فيه الخطوط العريضة للتحقيقات، التي كانوا يجرونها حول شبكة روسية من العملاء "النائمين" المزروعين في الولايات المتحدة تحت هويات مزيفة. وبعد أن توافرت معلومات أن أحد هؤلاء العملاء يخطط لمغادرة الولايات المتحدة، ناقشت هذه الأجهزة التوقيت الملائم الذي يجب أن يتم فيه القبض عليهم، (كانت المرة الأولى التي يتم فيها إخبار أوباما عن تلك التحقيقات في الحادي عشر من يونيو الماضي). وقبل أن يتم اتخاذ قرار نهائي في هذا الصدد كانت(سي.آي.إيه) ووزارة الخارجية، قد أعدتا قائمة بالأفراد المسجونين في روسيا الذين سيتم مبادلتهم بالعملاء الروس في الولايات المتحدة، مركزتين في ذلك على معايير معينة تتراوح ما بين الاعتبارات الإنسانية ونوع النشاط الاستخباراتي، الذي كان بعض هؤلاء العملاء الأميركيين في روسيا منخرطين فيه. منذ البداية طرح المسؤولون الأميركيون جانباً اقتراحاً بمطالبة موسكو بالإفراج عن أشخاص ليس لهم علاقات بالجاسوسية، قبل أن يستقر رأيهم في نهاية المطاف على قائمة تضمنت ثلاثة من ضباط "كي.جي.بي" السابقين، وباحثا كان يعمل في أحد مراكز البحوث والدراسات في موسكو كان قد قبض عليه، ووجهت إليه تهمة تمرير معلومات حساسة لشركة كانت تعمل في موسكو وادعت السلطات الروسية أنها واجهة لـ"سي.آي.إيه". وقد اضطر جهاز (إف.بي.آي) ووزارة العدل، إلى تحديد السابع والعشرين من يونيو للقبض على العملاء الروس - على الرغم من أن ميدفيديف كان قد غادر واشنطن تواً، بعد أن عقد لقاءه السابع المباشر مع أوباما- بعدما تبين أن أحد العملاء كان قد حجز مقعداً على طائرة مغادرة للولايات المتحدة في الليلة ذاتها. لم يكن هناك أحد في الإدارة يعرف على وجه التقريب كيف سيكون رد الفعل الروسي تجاه القبض على أعضاء الشبكة. وعندما أنكرت موسكو في البداية أن لها شبكة جاسوسية تعمل في أميركا ثم تراجعت عن هذا الموقف للنقيض في اليوم التالي فإن ذلك شجع البيت الأبيض، وجعل أوباما يوافق بسرعة على مقترح فريق الأمن القومي التابع له بالتقدم باقتراح لروسيا لتبادل السجناء، وتكليف رئيس وكالة الاستخبارات المركزية "ليون باريتا" شخصياً لإجراء الاتصال الأول حول هذا الموضوع مع نظيره الروسي "ميخائيل فرادكوف". وعندما أبدى الروس استعداداً للاستماع للمقترح الأميركي، تم إبلاغهم بأسماء الأشخاص الأربعة المسجونين لديهم، والذين ستتم مبادلاتهم بعملائهم في أميركا. بعد ذلك بدأت المفاوضات حول التفاصيل. في الولايات المتحدة بدأ المدعون العموميون يناقشون ترتيبات التقدم بالتماس من جانب الجواسيس العشرة الروس للإفراج عنهم. وفي روسيا، بدأ المسؤولون المختصون يرتبون لإصدار عفو رئاسي عن الأشخاص الذين سيتم تسليمهم إلى أميركا. ولكن الترتيبات القانونية طالت حتى دخلت في الأسبوع الثاني بعد تاريخ القبض. وكان السبب أن أعضاء الشبكة الروسية العشرة، كانوا يريدون معرفة ماذا سيكون وضعهم عند عودتهم لروسيا، وما الذي سيتم بالنسبة لأطفالهم، كما أن الباحث المسجون في روسيا، أحجم في البداية عن الموافقة على العفو الرئاسي، على أساس أن ذلك سيكون اعترافاً ضمنيا منه بالجرم. هناك أسئلة لازالت من دون إجابة حتى الآن حول توقيت عمليات القبض على الجواسيس، حيث يكتفي المسؤولون الأميركيون هنا بالقول إنه كانت هناك دلائل في السادس والعشرين من يونيو الماضي أن واحداً على الأقل من المشتبه بهم، وهي العميلة "آنا شابمان" قد شكت أن شخصيتها الحقيقية قد كشفت بعد أن حاول أحد رجال (إف.بي.آي) الاقتراب منها والحديث معها بطريقة أثارت ريبتها. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©