السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهية الجمهور متجددة حيال سرديات الصراع

شهية الجمهور متجددة حيال سرديات الصراع
15 أكتوبر 2008 01:16
لم يغب موضوع أحداث 11 سبتمبر عن فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، حيث شهدت فعاليات اليوم الرابع من المهرجان جلسة حوارية ناقشت تفاصيل كتاب للمؤلف ويلر ديكسون بعنوان ''السينما والتلفزيون بعد 11/·''9 وأكد مشاركون في الجلسة الحوارية أن السينما الأميركية استطاعت من خلال برامجها التلفزيونية والأفلام وعبر استغلالها لانهيار برجي التجارة في نيويورك و''البنتاجون'' في واشنطن أن تكرس نوعاً من الأيدولوجيا والجماعات والاتجاهات والصراعات والمواقف· وأكد مترجم الكتاب ثائر ديب أن الكتاب استطاع أن يعكس أفكار كثيرين في الوسط السينمائي والإعلامي ممن يستشعرون ضرباً من التغير في الطرائق التي جرى بها تصور وإنتاج واستقبال أفلام تدل على شهية لدى الجمهور متجددة حيال سرديات الصراع على نحو يذكر بموجة الأفلام التي رافقت انخراط أميركا في الحرب العالمية الثانية· ويلفت مؤلف الكتاب إلى أن الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك وعلى ''البنتاجون'' في واشنطن عملت على دفع الجمهور الأميركي للدعوة إلى العمل ومقارعة العدو، وجاءت الأفلام على نحو يعكس التعدد في الدوافع، فبعضها يبدو أنه يشجع الروح القتالية، وبعضها الآخر يسائل هذه الروح، أما بعضها الثالث فيتجنب الأمر برمته· وطرح الكتاب الذي نشر في العام 2004 تساؤلات حيال نوع الحوار الذي تقيمه الأفلام التي تتناول أحداث انهيار البرجين، وما نوع الجمهور الذي تبنيه بوصفه مشاهدها المثالي؟ وتساءل مشاركون في الجلسة الحوارية عن دور السينما العربية في ظل الأحداث العالمية وانهيار البرجين، موجهين انتقادات لعدم عرض الكتاب إلا لفيلم واحد تناول بشكل صريح أحداث 11 سبتمبر· كما أن الكتاب لا يتطرق إلى الطريقة التي تم بها تناول أحداث 11 سبتمبر في الأفلام التي تعرض لها· وأشاروا في الوقت نفسه إلى أن العديد من أفلام السينما الأميركية لم تدخل في سياق أحداث 11 سبتمبر ولاقت نسبة مشاهدة عالية· ولفت الكتاب إلى أن عدداً من التغييرات الأساسية في حقوق الأميركيين حدثت بعد أحداث 11 سبتمبر بما في ذلك حرية الاجتماع، حرية المعلومات، حرية الكلام، حرية التمثيل القانوني، حرية الحماية من التفتيش غير المبرر، والحق بمحاكمة سريعة وعلنية· وأوضح مترجم الكتاب ثائر ديب أن الكتاب يقع في مكان ما من تقاطع فرعين معرفيين هما ''الدراسات الثقافية'' من جهة و''تحليل الخطاب'' من جهة ثانية· وأكد أن الكتاب بفصوله الأربعة المتعددة من حيث موضوعاتها وكتابها يكشف أن الأفلام بعد 11 سبتمبر جاءت على نحو يعكس تعدد الدوافع، فبعضها يشجع الروح القتالية وبعضها يسائل هذه الروح، فيما هناك من يتجنب هذا الأمر برمته· ولفت إلى أن معظم السينما الأميركية السائدة منذ 11 سبتمبر تبدو متركزة على رغبة في ترداد فكرة ''الحرب العادلة'' والتشجيع على خوضها ضد ما يدعى بـ''الإرهاب'' ثأراً ليوم 11 سبتمبر· وفي قراءة سريعة للكتاب ''السينما والتلفزيون بعد 11/،''9 أشار ديب إلى أن الكتاب لا يقتصر على الحاضر بل يعود أيضاً إلى أفلام عن الماضي ليراجعها في ضوء الأحداث الأخيرة، طارحاً السؤال: ما تأثير هذا التاريخ على مختلف الأنواع السينمائية؟ وقال إن الأيام والأسابيع التي تلت 11 سبتمبر، شهدت تخلي هوليوود لوهلة عن مشاهد العنف التي عمت التيار السائد في سينما تسعينيات القرن العشرين، فوضعت مثل هذه الأفلام على الرف وقطعت اللقطات التي تصور مركز التجارة العالمي، كما كانت هناك فورة في عرض وإنتاج الأفلام ''العائلية'' التي توفر مهرباً عن رعب 11/·9 ويتعرض الفصل الثاني من الكتاب إلى الحنين المعماري وصورة مدينة نيويورك في السينما لستيفن جاي شنايدر والذي يرى من خلاله مؤلف الكتاب أن شيئاً معيناً في العالم قد تغير على نحو حاسم بعد 11 سبتمبر، وهو استقبال الجمهور المشاهد لأفلام السينما التي تصور مانهاتن قبل تدمير البرجين أو بعده، متناولاً الكتاب عدداً من الأمثلة على إستراتيجيات الإنتاج واستجابات الجمهور بعد 11/ ،9 فيما يتعلق بصور مدينة نيويورك في أفلام هوليودية وما تثيره الصور من حنين معماري للمشاهدين· وفي الفصل الثالث، ''ظل مركز التجارة العالمي يتسلق ذاكرتي الحضارية'' ينظر في فلم كينغ كونغ بطبعاته المختلفة في ضوء 11 سبتمبر· أما الفصل الرابع، فيتناول ضروب التشابه والاختلاف بين تمثيلات الأفلام التي تتناول الهولوكوست وتلك التي تناولت أحداث 11 سبتمبر، فيما تميز مؤلف الكتاب بالفصل التاسع الذي حمل عنوان ''فتنة الاستهجان: صور 11/ 9 الخاضعة للرقابة'' بتناوله لتلك الصور التي حجبت عن الرؤية مثل سقوط الناس من نوافذ مركز التجارة العالمي· وقال ديب إن ''الخيط المشترك بين فصول الكتاب كافة تجسدت في الرغبة في فهم الكيفية التي تمكننا منها الصور التي نشاهدها يومياً في فهم العالم والأنظمة السياسية والاجتماعية التي تحكمنا''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©