تحسن معدلات الإشغال الفندقي ينعش آمال تعافي السياحة المصرية

أظهر التحسن في معدلات الإشغال الفندقي في مصر خلال شهر أبريل الماضي دلالات إيجابية على بداية عودة التحسن التدريجي للسياحة المصرية التي تكبدت خسائر مباشرة خلال شهري فبراير ومارس الماضين قدرت بنحو 1,8 مليار دولار، وفقا لمساعد أول وزير السياحة المصرية هشام زعزوع. وسجلت الفنادق المصرية نموا في الأشغال خلال أبريل بأكثر من 30% ليصل متوسط الإشغال الى 50% مقارنة بالهبوط الحاد في مستويات الإشغال في شهر فبراير الذي تراوح بين 8 الى 12%، وخلال شهر مارس الذي بلغ متوسط الإشغال خلاله 20%. واعتبر زعزوع التحرك الايجابي في مستويات الإشغال على مستوى الدولة مؤشرا قويا على امكانية تعافي السياحة المصرية تدريجيا بنهاية العام والاقتراب من الارقام التي سجلت العام الماضي والمقدرة بأكثر من 14 مليون سائح. ووفقا لأحدث لنتائج المسح الذي أجرته "ارنست اند ويونج" لأداء القطاع الفندقي في الشرق الأوسط خلال الربع الأول، فقد سجلت فنادق القاهرة متوسط إشغال خلال الربع الأول قدره 37%، بانخفاض نسبته 41% عن الربع ذاته من العام الماضي، بينما تراجع الإشغال في فنادق شرم الشيخ والغردقة بنسبة 47% و46%،بمتوسط قدره 40% و39% على التوالي. وتراجع عائدات الغرف في القاهرة بنسبة 44% الى 50 دولاراً مقارنة مع 90 دولارا في الربع ذاته من العام الماضي،ل تصل في شرم الشيخ الى 26 دولار وفي الغردقة 18 دولار. وكشف مساعد أول وزير السياحة المصرية خلال مشاركته في سوق السفر العربي بدبي، عن اطلاق مصر حملة ترويجية ضخمة في المنطقة تهدف الى تعزيز الثقة بالمناخ السياحي في مصر بعد ثورة 25 يناير، والتأكيد على أن القطاع السياحي في مصر قادر من خلال مقوماته وركائزه المتعددة من توفير كافة الأجواء التي تلائم متطلبات السياح العرب،مشددا على ان السياحة العربية الى مصر تأتي في صدارة اهتمامات السياحة المصرية. وقال زعزوع إنه على يقين من أن السياحة العربية الى مصر ستكون بمثابة الداعم الأساسي خلال الفترة المتبقية من العام والتي يعول عليها في تعويض جزء كبير من التراجع الكبير في التدفقات القادمة من الوجهات الأجنبية، مشيرا الى انه لمس خلال المعرض وجود رغبة من الشركات السياحية المشاركة في تكثيف ترويجها لمصر،لاسيما في ضوء اهتمام السياح العرب باستكشاف مصر ما بعد الثورة والتعريف عن قرب على ما أحدثته ثورة 25 يناير من تغيير حقيقي على كافة المستويات. وقال إن السياحة العربية شكلت 14% من اجمالي السياح القادمين الى مصر العام الماضي بعد أن تضاعفت عما كانت عليه في العام 2009، لافتا الى ان متوسط اقامة وإنفاق السائح العربي يعد أعلى مرة ونصف عن السائح الأجنبي. وبلغ عدد السائحين الذين قاموا بزيارة مصر من دولة الامارات خلال العام الماضي 53815 سائحا بزيادة تمثل 8,5% عن عام 2009 ، كما شهدت الليالي السياحية من الإمارات التي وصلت الى 778397 ليلة زيادة تقدر بـ 3,6% عن العام 2009. وفيما يتعلق بجهود استعادة ثقة السياح تأمين السياحة الوافدة الى مصر في المرحلة المقبلة، اكد زعزوع أن السياحة في مصر ليست بحاجة الى تأمين لانه على مدار الأحداث التي مرت بها مصر خلال الفترة الماضية لم تشهد اى اعتداءات على السياح مدللا على ذلك بخروج اكثر من 600 ألف سائح من مصر خلال أسبوعين فقط دون أي معوقات. وأضاف ان المقومات السياحية التي تتمتع بها مصر وتنوعها وثراها كفيلة بان تعيد القطاع الى سابق عهده على المدى المتوسط، مشيرا الى ان الوزارة ستكثف جهودها خلال الفترة المقبلة على الترويج للسياحة المصرية باتباع أدوات جديدة لتحفيز حركة السياحة وبرنامج طموح لتحفيز الطيران العارض لسبعة مناطق داخل مصر. وكشف عن قيام الوزارة بالعمل مع شركات السياحة وشركات الطيران لتشغيل المقاعد التي تم تخفيضها على رحلات الطيران القادمة الى مصر مرة اخرى وبشكل تدريجي مع المحافظة على المستويات الحالية وعدم تخفيضها. وقال إن وزارة السياحة ستقوم خلال الفترة القادمة بالعديد من الخطوات الترويجية المتعددة من خلال الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي لدفع وتنشيط الحركة السياحة الوافدة الي مصر من الدولة العربية ومن دولة الإمارات المتحدة بشكل خاص. وعلى صعيد الاستثمارات السياحية في مصر، اكد زعزوع ان هذه الاستثمارات متواصلة ولم تتوقف خاصة في المشاريع التي يجرى العمل على تشييدها والتي تقترب من الإنجاز، كما ان ثقة المستثمرين في القطاع السياحي المصري لم تتراجع على الإطلاق. وأشار الى أن الاستثمارات الجديدة من شأنها ان تضاعف الطاقة الفندقية في مصر خلال السنوات الثلاث المقبلة لتصل الى نحو 450 ألف غرفة مقارنة مع 225 ألف غرفة حاليا. وقال زعزوع إن مشاركة مصر في الدورة الثامنة عشرة لسوق السفر العربي الذي تستضيفه دبي تأتي باعتبار أكبر التجمعات السياحية الدولية بمنطقة الخليج العربي وذلك نظرا للإقبال الشديد على المشاركة من قبل صناع القرار وممثلي القطاع السياحي من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى أهم المنظمات السياحية العالمية وهى فرصة لتتلاقى معهم وتعرض خطط الترويج الجديدة التي تنتهجها مع استعراض خطة تحرك الوزارة لجذب السياحة من السوق العربي والتي تضمنت تحفيز الطيران العارض والحملات المشتركة والحملة الإعلانية بأهم الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية العربية . وأشار مساعد أول وزير السياحة إلى أن الوفد المصري سيعقد اليوم مؤتمرا صحفيا لشرح استراتيجية الوزارة وهيئة تنشيط السياحة لجذب السائحين العرب وكذلك دعوة الأخوة العرب، خاصة من منطقة الخليج لزيارة مصر هذا العام وذلك لدعم مصر فى ظل الظروف الحالية.