الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصيحتي.. تخلّص منها يا “شقيري”!

11 يوليو 2010 20:15
يحاول أحمد الشقيري “على قدر أهل العزم” أن يعيد السمعة الطيبة إلى برنامج “خواطر”، الذي حاد رمضان المنصرم، عن طريقه، وظهر للمشاهدين في صورة “مشوشة” بألوان صارخة وغير متناسقة، وهو ما أفقده اللمسة الجمالية “المعتادة” لبرامجه، وبالتالي انصرف المشاهدون عنه، لأنهم لم يقتنعوا به، حتى والبرنامج يحاول فرض رأيه بالقوة على متابعيه، عبر سلسلة المقارنات التي ساقها مقدم “خواطر 5” بيننا “المتخلفين العرب” - كما يظن - وبين اليابانيين “الأذكياء و الأسوياء” - كما يظن هو أيضاً -، فتصويره اليابان على أنه مجتمع ملائكي أمر مبالغ فيه ويجنح بقوة إلى الخيال، والأخطاء التي يرتكبها العرب، ترتكب بالشكل نفسه في اليابان وربما أنها تأخذ شكلاً أكثر سوءاً، لكن “المذيع العربي” سلط عدسته على مواطن الجمال في اليابان، متجنباً الدخول في مناطق القبح، وهو خداع، لم يكن لائقاً استخدامه لتوصيل فكرة معينة. والانتقادات اللاذعة، التي واجهها الشقيري طوال شهر رمضان الفائت، والشهرين اللذين أعقباه والملاحظات القاسية التي سجلها ضده إعلاميون وكتاب ومواقع إلكترونية، بسبب إصراره على وضع اليابانيين في مرتبة رفيعة ليس في العلم ودرجة الانضباط فحسب، وإنما في كل شيء، لم تحد أبداً عن “الصواب”، إذ لمس كل واحد منها، مكمن قصور في البرنامج الذي نافح عنه الشقيري بما أوتي من حجة، لكنه عجز عن تغيير قناعة غالبية المشاهدين، الذين رأوا في البرنامج “ترويجاً سياحياً لليابان”، خصوصاً والشقيري يدون في تتر البرنامج عبارات شكر للسفارة السعودية في اليابان، والقنصلية اليابانية في جدة، والجمعية السعودية لخريجي اليابان، وهو ما يُلزمه - إن بقصد أو غير قصد – بإبداء الصورة الطيبة عن “اليابان”، ولا شيء غيرها. وأتساءل، إن كان الشقيري يثني بشدة على الطلاب الذين يكنسون القمامة في فصولهم الدراسية، لماذا لم يعرج بالقول على الطلاب الذين رموا هذه القمامة؟! هذا ما أسميه إظهار الوجه الحسن وإخفاء السيئ، وهذا ما فعله المقدم طيب الذكر، ففي العالم العربي أيضاً، هناك من يرمون القمامة في الفصول وهناك من ينظفونها “على الأقل حدث هذا أمامي”. وأستغرب صراحة من ثناء الشقيري على استغلال كل المساحات المتاحة في المباني وتحويلها إلى مواقف سيارات أو ملاعب لكرة القدم والتنس الأرضي، وفي المقابل تأكيده على أن إقامة مثل هذه الفكرة في الخليج إنما تأتي من باب التفاخر بالثراء والتباهي بالمقدرة!. ولا أعلم ما الذي يريده منا بالضبط، أن ننشأ ملاعب فوق سطوح العمارات أم لا؟!، لا أنتظر إجابة، لأن قوله هذا يكشف في شكل جلي تعاطفه اللامحدود مع الشعب الياباني، وثمن هذا التعاطف كان الإساءة إلينا نحن أبناء جلدته من العرب.وبحسب الأخبار المتداولة أخيراً، فإن الشقيري لن يبتعد في “خواطره” الجديدة عن “خط المقارنات” الذي بات ينتهجه، إذ جمع مقارنات ومقاربات بعدد أصابعه وأصابع الذين يعملون معه، بين إبداعات المسلمين الفكرية والعلمية والحضارية في عهد الأمويين والعباسيين، وإنتاج المسلمين اليوم سواءً على مستوى الدول أو الأفراد. يصر “المذيع اللامع والذكي” على حصر نفسه داخل هذا الإطار الضيق، فيما “نحن” نعلم ما كان عندنا وما كان عند غيرنا، ونعلم ما عندنا الآن وما عند غيرنا، ولسنا بحاجة إلى من يذكرنا، فلن يشكل الأمر فرقاً، وكان الأجدى لو قدم” الشقيري، ما يراه جيداً في أي مكان أو زمان، من دون إدراجه تحت خانة “المقارنة”. ، لأن المقارنة بحد ذاتها سلوك عربي محض “فيه من السوء ما يكفي ليرغب المرء في التخلص منه”، لذا نصيحتي “للمتألق دائماً” أحمد الشقيري، أن يفكر جاداً في “التخلص منه” وألا يكون وصياً على عقول الذين يشاهدونه ويستمتعون به. أرجوك، امنح هولاء الواثقين فيك فرصة ليقرروا ماذا يريدون من دون أن تحشرهم في حلبة المقارنة، دع عقولهم تعمل، هل تقدر على ذلك؟! حمد الفهيد alfheed@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©