الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمراض «عصرية» جديدة على القاموس الطبي

أمراض «عصرية» جديدة على القاموس الطبي
11 يوليو 2010 20:13
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء». إن الصراع بين المرض والدواء مسألة أزلية وقديمة قدم البشرية، ولم يدخر العلماء والباحثون جهداً في أى زمان ومكان في سبيل التوصل إلى نتائج علمية وطبية دقيقة على صعيدي التشخيص والعلاج. ومما لا شك فيه أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة علمية عالمية ملموسة على صعيدي التشخيص الدقيق والعلاج بشتى أشكاله وأساليبه. إلا أن هناك إخفاقات عديدة تمثلت في عدم اكتشاف حقيقة كثير من الأمراض أو العلل، وتحديد هويتها وأسبابها ومآلها العلاجي، ومن ثم الإخفاق في التوصل إلى التداوي الناجح أو العلاج الفعال، وظلت أمراض كثيرة إلى الوقت الحالي أسيرة احتمالات وتقديرات وتفسيرات مختلف الدوائر العلمية والطبية البحثية، ولا يزال يكتنفها الكثير من اللبس والغموض وعلامات الاستفهام التي تذكر الإنسان دائماً- رغم ما حقق من تقدم ونجاحات - بعجزه ووهنه وقلة حيلته. وبات العالم يسمع بين حين وآخر حالات مرضية غريبة ونادرة هنا أو هناك، تضع أمامها آلافاً من التساؤلات الحائرة، وعلامات الاستفهام الكبيرة، التي لا نملك إلا أن نقف أمامها مكتوفي الأيدي، وندعو لأصحابها بأن يمن الله عليهم بالشفاء. بحسب تقارير المنظمة العالمية للأمراض النادرة (nord)، فإن المرض النادر عموما يعرف بأنه المرض الذي يصيب حالة واحدة من كل 200 ألف من السكان، وأن 80% من هذه الأمراض النادرة لها علاقة بالوراثة بشكل أو آخر، فضلاً عن العوامل البيئية الناتجة عن التلوث البيئي بمختلف أسبابه. فما هي الأمراض النادرة؟ ولماذا يطلق عليها هذا الوصف؟ وكيف نتعرف عليها؟ ومن الذين يصابون بها أو الذين تزداد فرص الإصابة بينهم أكثر من غيرهم؟ وما هي نسب العلاج الممكن لهذه الأمراض؟ صعوبة التشخيص يقول الدكتور عباس السادات استشاري الأمراض الباطنية بمركز الخليج الطبي التشخيصي في أبوظبي وزميل الجمعية الملكية للأطباء في إنجلترا:» الأمراض النادرة عادة هي أمراض وراثية تظهر عند الولادة أو بعد وقت متأخر، وهي أمراض غير شائعة أؤ غير معروفة لدى عدد كبير من الناس، وتشكل والمتابع لهؤلاء المرضى ليسوا على دراية كافيه بهذه الأمراض. ومن أشهر الأمراض النادرة مرض «ويلسون»، وهو مرض نادر الانتشار، حيث يصيب فردا من كل 30000، بسبب خلل في أحد جينات الكروموسومات الجسدية، بحيث يتجمع النحاس في الأنسجة، وهذا يؤدي إلى أعراض عصبية وعقلية، بالإضافة إلى أمراض الكبد، ومعظم المرضى يظهرونها في العشرينيات من أعمارهم. والعلاج يركز على إزالة النحاس من الجسم، وهناك 5% فقط من المصابين يتم تشخيصهم عندما يصابون بتشمع وفشل كبدي وغيبوبة، ومن ثم حدوث انتفاخ مميت في الدماغ. ولوحظ أن معظم الحالات يلزمها زراعة كبد». ويضيف الدكتور السادات: «هناك أيضاً مرض «باركنسون» الذي يطلق عليه «مرض المشاهير»، الذى يظهر لدى البعض بعد سن الخمسين، ويُصنّف كخلل ضمن مجموعة اضطرابات النظام الحركي التي تنتج بسسب خسارة خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين، إلا أنه أثبت وجوده في عائلات بعينها دون الأخرى. ومن أعراضه هزّة، أو رجفة في اليد والذراع والساق والفكّ والوجه، وتصلّب الأطراف والجذع، وبطيء الحركة، وعدم القدرة على استقرار الوقوف أو التوازن، وصعوبة المشي والكلام، وصعوبة في الابتلاع والمضغ والكلام. وتتلخص أسباب المرض في الأسباب الجينية أو اتحاد العامل الجيني مع التعرض لأحد السموم من البيئة المحيطة. ورغم التقدم الكبير في المعالجة الدوائية والجراحية لمرض «باركنسون»، إلا أنه لا توجد حتى الآن معالجة شافية له، ولا تزال هنالك تحديات كثيرة تنتظر الحل». ويكمل الدكتور السادات:»هناك أيضاً ما يعرف بمرض «رتق القناة الصفراوية»، وهي حالة نادرة تحدث في الأطفال حديثي الولادة، وغالباً ما تكون القناة المرارية في هذه الحالة مسدودة أو غير موجودة. وإذا لم تشخص الحالة أو لم تكتشف فسوف تؤدي إلي فشل كبدي، ولاتؤدي - كما يعتقد البعض- إلي يرقان نووي. وسبب هذه الحالة غير معروف. والعلاج الوحيد الفعّال لها هو التدخل الجراحي. وهو مرض يصيب الفتيات بنسبة أكبر من الذكور. وليس له علاقة بالتطعيمات والأدوية التي تعطى أثناء الحمل. ويمكن تشخيص المرض عن طريق زيادة البلوروبن في الدم، أو عن طريق السونار أو أخذ عينة من الكبد». مرض أديسون يشير الدكتور عبدالحميد النشار، استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحات الرقبة، إلى حالة أخرى من الأمراض النادرة، ويقول:»هناك ما يعرف بمرض أديسون، أوما يعرف بمرض «القصور الكظري الأولي»، وهو يحدث نتيجة تلف أكثر من 90% من قشرة الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى نقص هورمون الكورتيزون. ويعتبر مرض أديسون مرض نادر، حيث يصيب 8 من كل مليون شخص سنوياً. ومعضم الحالات تكون على شكل مرض مناعة ذاتية، أو بسبب الإصابة بالدرن أو الأورام اللمفاوية أو النزيف الكظري. وأعراض مرض أديسون تظهر في شكل ضعف العام واجهاد ونقص الوزن، واضطراب الجهاز الهضمي، والدوار، وآلام المفاصل والعضلات، وانخفاض ضغط الدم، وارتفاع في درجة الحرارة، وجفاف الجسم، ونقص في الصوديوم، وارتفاع في البوتاسيوم بالدم، واصطباغ في الجلد، وقد يصاحب نوبة قصور الغدة الكظرية الحاد حدوث صدمة في الشخص المصاب بهذا المرض عند تعرضه إلى إجهاد فسيولوجي حاد، ومن أعراض هذه الصدمة، نقص الشهية، والقيء مع ألم في البطن وضعف عام وإجهاد وتشوش في التفكير أو غيبوبة. ومن المهم أن نعرف أن نوبة القصور الحاد للغدة الكظرية تعود إلى نقص في هورمون الألدوسترون إلى جانب هورمون الكورتيزول. ويعتمد العلاج على تعويض الكورتيزول في الجسم ويتم عن طريق حقن الهيدروكورتزون. ويتم زيادة الجرعة في حالات الضغط النفسي والتوتر كما في العدوى والعمليات الجراحية، وتتم السيطرة على نوبة قصور الغدة الكظرية الحادة عن طريق حقن محاليل الملح والجلوكوز وحقن الكورتيزول في الوريد، والتأخير في علاج هذه النوبة الحادة قد يفضي إلى الوفاة». الزهايمر يعد من أكثر الأمراض النادرة شيوعا وشهرة وإثارة للقلق مع تقدم الناس في السن، اكتشفه العالم الألماني ألزماير عام، 1906، وهو داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم. وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو ما يشبه حالات الجنون المؤقت. ولا يوجد حتى الآن علاج فعال لهذا المرض الخطير الذي يسبب تدميراً للذاكرة، إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام إلى آخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلى أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة. ولا يعرف العلماء بعد السبب الحقيقي للمرض، بالرغم من اعتبار التقدم بالسن أحد العوامل الرئيسية المؤدية له. كما أن المرض يتضاعف كل خمس سنوات بين الأفراد الذين تعدوا سن الخامسة والستين، فيما نجد نصف الذين تعدوا 85 عاما من أعمارهم مصابين به. ويبدأ الزهايمر بإصابة المريض بفقدان غامض للذاكرة ، ويتطور سريعا، ويفقد المصابون به القدرة على التعرف على الأماكن، أو من يحبونهم، ولا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم. ويستمر المرض عادة ما بين ثماني إلى عشر سنوات، بالرغم من أن بعض المصابين به، قد يموتون في مرحلة مبكرة، أو قد يعيشون لفترة 20 عاما. ويمكن للعلاج أن يساعد على إبطاء تطور المرض، ويُكتشف المرض بوجود رقع وكتل حول وداخل خلايا المخ. وتتكون الرقع من نوع من البروتين الموجود بالمخ، بينما تتكون الكتل داخل الخلايا العصبية بفعل تشوه يصيب بروتينا آخر. متلازمة داون يشير الدكتور حسن سالم استشاري النساء والتوليد وأطفال الأنابيب بمركز الخليج الطبي التشخيصي في أبوظبي، إلى متلازمة داون، ويقول:» متلازمة داون من المتلازمات المرضية المعروفة والنادرة عند الأطفال، وهي عبارة عن خطأ صبغي «كروموسومي» يحدث خللا في المخ والجهاز العصبي ينتج عنه إعاقة ذهنية واضطراب في مهارات الجسم الإدراكية والحركية، كما يظهر هذا الشذوذ في ملامح وجهية وجسمية مميزة وعيوبا خلقية في أعضاء ووظائف الجسم، ولا يحدث هذا الشذوذ الصبغي نتيجة خلل في جهاز من أجهزة الجسم أو نتيجة للإصابة بمرض معين، كما أنه ليس بالضرورة أن يكون حالة وراثية، بل هو خلل يحدث خلال انقسام الخلية عند بداية تكوين الجنين، عليه فإن أي زوجين وبدون تمييز معرضين لأن يولد لديهما طفل ذو متلازمة داون. وتختلف القدرات العقلية والجسدية لكل حالة من شخص لآخر، وهذا يعني أنهم قادرون على التعلم والاستيعاب، لكن لابد من بذل جهود إضافية لتحقيق ذلك من خلال عملية اتباع طرق وبرامج تربوية خاصة. أمراض نادرة «للغاية» عالمياً هناك بعض الأمراض النادرة، التي لا يتجاوز عدد المصابين بها بضعة آلاف على المستوى العالمي، ومن بين أبرز عشرة أمراض: 1- مرض «مورجيلونس»: يشكو من هذا المرض 14 ألف شخص حول العالم، وتظهر أعراضه من خلال ظهور ألياف سوداء وحمراء وزرقاء من الجلد، مع شعور بالوخز. 2- مرض»بروجيريا» يعرف هذا المرض بـ»الشيخوخة المبكرة»، حيث يبدو المصابون به أكبر من عمرهم الحقيقي بعشرين مرة، وكأنهم من كبار السن، رغم أنهم في الواقع أطفال. 3- مرض «التحسس من المياه» هناك 30 حالة فقط مصابة بهذا المرض في العالم كله، وتظهر عوارضه عادة في فترة متقدمة، وتنتج عن خلل هورموني يصيب النساء عند الولادة، وهو يتسبب للمرضى بحكة شديدة تترافق مع آلام حادة في الجلد عند الاستحمام أو حتى شرب المياه. 4- مرض «التحدث بلغات غريبة» يسجل الطب 60 حالة من هذا المرض حول العالم حتى الآن، حيث يجد المرضى أنفسهم يتحدثون بلغة يعجز أحد عن فهمها، وكان يعتقد أن المرض أساسه نفسي. 5- مرض «الضحك المميت»! يطلق عليه اسم «كورو»، ويظهر من خلال انخراط المريض بنوبة مفاجئة من الضحك الهستيري، وتنتهي الأعراض بوفاة المرضى. 6- «تحول المفاصل إلى عظام» ظهر لمرة واحدة عام 1938 لدى الأميركي هاري إيستلك، الذي بدأ يفقد القدرة على الحركة تدريجياً حتى بات عاجزاً عن تحريك أي عضو باستثناء فمه بعمر 39 عاماً. 7- متلازمة «أليس في بلاد العجائب» وهو مرض يصيب الحواس، بحيث يجعل المرء يعتقد أن ما يراه أو يسمعه أو يلمسه أصغر بكثير مما هو عليه في الحقيقة. 8- مرض «بروفيريا» على الرغم من ندرة هذا المرض، إلا أن شهرته تنبع من تعرض الملك الإنجليزي «المجنون» جورج الثالث له في القرن الثامن عشر، وتظهر أعراضه عبر تحول البول إلى اللون البنفسجي، بسبب تعقيدات تؤثر على إنتاج الجسم لبروتين «هيمي» الضروري لكريات الدم الحمراء. 9- متلازمة «بيكا» وهي كلمة لاتينية تعني الشراهة، حيث يقبل المصابون بهذا المرض على أكل كل ما يعترض طريقهم، حتى الطلاء والأشياء القذرة. 10- متلازمة «موبيوس» وهو مرض جيني نادر للغاية، ويظهر من خلال شلل يصيب كامل عضلات الوجه، بحيث يعجز المرضى حتى عن إغماض أعينهم أو تحويل أنظارهم، ويترافق المرض مع تشوهات في عظام الأرجل، أو نقص خلقي في عدد الأصابع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©