الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشروط الأربعة والنقطة الفاصلة

الشروط الأربعة والنقطة الفاصلة
11 يوليو 2010 20:12
المشكلة عزيزي الدكتور : أنا فتاة عمرى 23 عاماً، من عائلة محافظة، وملتزمة.وهناك شاب من أقاربى يكبرنى بثلاث سنوات تقريباً يحاول أن يتقرب مني منذ عامين تقريباً، وألمح لي أنه يحبني، وقال أكثر من مرة أنه يحبني كثيراً ويتطلع إلى الارتباط بي، وهو إنسان رومانسي جدا، وجاد، وكنت أرد عليه دائما بالرفض، ليس لإعتراضي على شخصه، لكن لمعرفتي بظروفه، لأنه خريج جامعي منذ عامين، لكنه لم يوفق بعد في الحصول على عمل مناسب، كما أن الظروف المادية لأسرته غير جيدة، لكنني في الوقت نفسه لم أرفضه بشكل قاطع، لأنني أجد نفسي أميل إليه أيضاً، واحترم مشاعره، لكنني فقط أرى أن الوقت غير مناسب، وكان معظم كلامنا في الفترة السابقة من خلال «الايميل»، ومع طول الوقت ومع اقترابي من تفكيره، شعرت أنني أحبه رغم أنني لم أفصح عن ذلك صراحة له، وزاد اهتمامي به، لكنه يشعر بما أشعر به تجاهه، وعلمت أنه أخبر والدته برغبته في الزواج مني، وقد باركت ذلك، لكن الظروف المادية تحتاج مزيداً من الوقت. ومع ذلك فإن أهلي لم يعلموا بالأمر، ومن المؤكد أنهم سوف يرفضونه حسب ظروفه الحالية، وهو عمره الآن 25 سنة، ويحتاج على الأقل سنتين حتى يرتب أوضاعه، ولا أعتقد أنني سأستطيع الاستمرار في رفض كل من يتقدم للزواج مني، ولاسيما أن بينهم نماذج جيدة ومناسبة جداً. المهم أننا نتواصل حالياً عبر الهاتف باستمرار، تقريباً كل يوم، وأحياناً أكثر من مرة في اليوم، ومن الطبيعي أن يعبر عن مشاعره، وأحرص على عدم تطور العلاقة بيننا لأن تبادل زيارته لنا وزيارتي لبيتهم ممكنة في كل وقت بحكم القرابة، خاصة أن هذه هي أول تجربة لي مع شاب، وأخشى من تجاوبي معه ثم لا يكون من نصيبي، لذا أفكر أن أضع حداً لعلاقتنا حتى يحين الوقت المناسب، فكيف أستفيد من هذه الفترة؟ فلا أعرف كيف أتصرف؟ وكيف أحافظ على حبي له دون أن أغضب ربي؟ وبم تنصحني؟ تغريد س النصيحة ابنتي العزيزة: أنت تحاولين إقحام حديث القلب والعواطف في كلامك رغم أنك تحترمين عقلك بوضوح فمنذ بداية قصتك وأنت تتعاملين معها بالعقل، فلماذا لا تتحلين بالشجاعة وتعترفين أنك لم تحبيه بعد! فحال المحبين غير حالك يا ابنتي، فالمحب لا يهمه الانتظار ما دام هناك أمل . أحيي فيك حرصك على التزامك الأخلاقي، لكن دائما ما يبحث المحب عن بدائل يرتقي بها عيوب محبوبه أو عيوب ظروفه وهو مدرك لها وراغب في التكيف معها.والمحب لا يشغل باله بالفرص الضائعة. إذن نتفق دون مراوغة أن قصة الحب ليس لها مساحة كبيرة لديك وإن خانك شعورك بعض الوقت وهذا طبيعي، فضلاً عن كونها تجربة أولى، والتجربة الأولى تستمد قوتها من أنها أول مشاعر وأول إحساس وأول كلمة حب وقد لا تكون تجربة حقيقية أو تجربة ناضجة. لنعد إذن إلى لغة العقل التي تتطلب على الأقل أربعة أشياء هامة ليوافق على الارتباط: أهمها التكافؤ الاجتماعي، ولا أقصد به التكافؤ المادي وإنما أسلوب ممارسة الحياة بشكل عام. والتكافؤ الفكري أي التوافق النفسي وطريقة التفكير والنظر للأمور المختلفة والآراء التي نتبناها في الحياة ونسعى للسير وفقاً لها، خاصة ما يتعلق بالأبناء. والثالثة درجة التدين، هل ترضيك؟ أم أن الفرق كبير؟ وحينها لن ترضيك ولن تتحمليها. والرابعة والأخيرة القبول والارتياح النفسي. وأرى من خلال سطورك أن الشروط الأربعة غالباً متوافرة بشكل مرضي، يبقى أن تعرفيه جيداً وستكون هذه هي النقطة الفاصلة في قبولك لخوض تلك التجربة بشكل جاد ينتهي بالزواج أم لا. وكل ما تفعلينه الآن لن يوصلك لشيء، وستظل المكالمات حالمة تحمل الكثير من الشوق والمشاعر «غير المسؤولة» فعليك أن تلقي نظرة على باقي المشهد لتحكمي بشكل أفضل، وهذا يتطلب منك أن تبصريه عن قرب، فلا معنى لقيدك العجيب لنفسك بعدم الذهاب إلى منزلهم أو مجيئه إلى منزلكم خاصة أن صلة القرابة تزيل هذا الحرج. وما المانع من مكاشفة الأهل لكي يكونوا على دراية وعلم بما ينوي، وحتى يكتسب الدعم اللازم إلى أن يكون جديراً بك؟ عليك أن تعي أنك ستقومين بتلك الخطوة لا لتقتصر على الزيارات البلهاء التي تكتفي بالمجاملة والخجل والحديث الخافت عن الحب «الخفي» بينكما، لكن سيكون من أجل الوصول لقرار واضح بالارتباط أو لا، وسيحدث ذلك عندما تركزين في أنك ستعرفينه وسيكون ذلك من خلال المواقف، والتصرفات، وتحمل المسؤولية، وخططه للعمل للمستقبل، ومدى جديته في السعي له والحصول على إمكانيات مقبولة لبداية مشروع الارتباط . فإذا وضحت الأمور أكثر نحو إمكانية الارتباط فلتتوكلي على الله، فسنكما بعد عامين أو أكثر ليس كبيرا، وإذا اتضح غير ذلك فعليك توضيح الأمر بشكل جاد ولا يجدي كثيرا حينها التفكير فيما سيؤول إليه حاله، بل ستكون تجربته معك أول ما يسطره في وجدانه وخبراته ليعرف نفسه ويعرف حياته ويعرف كيف يختار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©