الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأطفال يستمتعون عندما يرون الكبار صغاراً

الأطفال يستمتعون عندما يرون الكبار صغاراً
11 يوليو 2010 20:11
يحل فصل الصيف وتصبح الأسرة على موعد مع البرامج والرحلات الترفيهية، والمصايف، والسفر وتلبية حاجة الأبناء من اللعب والتحلل من مسؤولية الدراسة، وفي الجانب الآخر يجد الوالدان أنفسهما مطالبين بتحقيق وعودهما للأبناء خلال العطلة الصيفية. ومن جانب آخر، يعتبر كثير من الآباء أيام العطلة فرصة سنوية ذهبية للاقتراب من أبنائهم وقضاء أطول وقت ممكن معهم ولا سيما أولئك الذين ينشغلون بأعمالهم عن أطفالهم معظم أيام السنة، وبالتالي يجدون أنفسهم مطالبين بتعويض أطفالهم عما حرموا منه طيلة العام. عموماً.. قد لا أتحمس كثيراً في أن يفتعل الأب صداقة مزيفة مع الأبناء، أو أن يكره الأب ويجبر على قضاء وقت طويل بالبيت حتى يمرح ويلعب مع طفله، لأنه في النهاية لا يشعر بهذا المرح المفتعل، إنما أشجع أن يتبادل الطرفان فكرة أو رغبة قضاء وقت ممتع معاً. كثير من الآباء يودون أن يرجع بهم الزمن إلى الوراء لتمضية ساعات مع أطفالهم خالية من الهموم، وعندما تحل العطلة الصيفية يحتار الكثيرون في كيفية قضائها ولا سيما مع الأطفال الصغار، لأن الصبية والمراهقين والشباب ينغمسون في صحبة رفاقهم من نفس السن. لو سألنا أنفسنا ما الذي يريده الابن من صحبة أبيه؟ انه يريد أن يتنازل الأب مرة أخرى عن دور الرجل كثير الهموم والمشغول. فالطفل يريد أن يلعب مع الأب ألعاب الأطفال المختلفة لكن في أغلب الأحوال يسعى الابن لأن يقلد الكبار وأن يشترك مع أبيه في هذه المسألة. وتريد البنت أيضاً أن تقوم بمهمة العناية بالطفل الوليد أو القيام بأعمال المنزل. إن الطفل سواء كان ذكراً أم أنثى يرغب حقيقة في أن يصبح كبيراً، ومن خلال تقليد الكبار فهو يصل إلى النضج وتنمو شخصيته. إن الأب له بطبيعة الحال صفات تختلف عن أي أب آخر. هناك والد له رهبة ويعامله الأطفال باحترام مبالغ فيه. وهناك والد يحب اللعب والضحك مع أبنائه. وهناك والد ثالث يملك مهارة يدوية ويجيد تصليح أي شيء في المنزل بيديه. وهناك والد له هوايات فكرية كالقراءة، أو فنية كالاستماع إلى الموسيقى، وهناك الآباء المتزمتون للغاية. ولكل واحد علاقة ما بأطفاله. وهذه العلاقة تولّد في الطفل حب طبيعة الابن والأب. أنماط شخصيات تقول الدكتورة موزة المالكي، أستاذ علم النفس بجامعة الدوحة: «على الرغم من الاختلاف بين أنماط شخصيات الآباء فإن أي أب يستطيع أن يكون والداً محبوباً من أطفاله إذا استطاع أن يغرس في ابنه الإحساس العميق بأنه يحبه ويغتبط بالوجود معه ويقبله بحسناته، ولهذا فليس هناك جدول مفروض من الألعاب يجب أن يلعبه الوالد مع ابنه.. وليس هناك عدد محدد من الساعات يجب أن يقضيه الأب مع أبنائه. لأن هذا نوع من الافتعال يرفضه الأب والابن معاً. ويؤلم نفسية الأب ويؤذي نفسية الابن لأنه يشعر أن والده موجود معه تحت ضغط ضرورة اللقاء، إنني أفضل اللقاء النابع من القلب لأنه يسعد الابن فعلاً. إذا كان الأب رياضياً ويحب أن يلعب الكرة مثلما يحب أبناؤه أيضاً اللعب بالكرة، أو السباحة أو غيرهما، فإن قضاء يوم من اللعب معاً بين الأب وأبنائه يسعد الأبناء فعلاً. وأريد أن أقول كلمة أيضاً بشأن أنواع الرياضة العنيفة كالمصارعة أو الملاكمة أو ألعاب القوى. إن هذه الألعاب لا تناسب الأبناء قبل المراهقة. هذه الألعاب قد يقبل عليها الطفل بحماس وهذا يشجع الأب على أن يكرر هذه الألعاب مع الابن، لكن الحقيقة أن هذه الألعاب مزعجة للطفل كل الازعاج خصوصاً الأطفال الصغار الذين لا يتبينون الفرق الواضح بين ما هو تمثيل وبين ما هو حقيقة. وهذه الألعاب تجعل الطفل ينفعل بصورة جادة، وكثيراً ما تسبب الفزع الحقيقي في نفوس الأطفال، ولهذا لا يجب أن يستسلم الآباء لهذه الأنواع من الألعاب. إن القليل منها يسعد الطفل وأما الزائد فيزيد رعب الطفل». عمر الطفل ويضيف الدكتور خالد منتصر، الإعلامي ومقدم برامج طب الأسرة: «على الآباء والأمهات أن يراعوا عمر الطفل ومدى شغفه وحبه للعب، ولممارسة لعبة أو نشاط معين بعينه، وأن يتيحوا له أن يتدرج في استيعاب المسائل المعقدة. فالأب يشتري هذه الألعاب ليعوض الحرمان الذي عاناه في طفولته في بعض الأحيان، لكن ليس هذا هو الهدف الرئيسي من شراء اللعب للابن طبعاً، إن الهدف هو أن يسعد الابن فعلاً بالألعاب التي يلعبها، وأن تحقق هذه الألعاب الأهداف التربوية والتعليمية التي تتناسب مح مرحلته العمرية ونموه من مرحلة لأخرى. ومن أفضل الأشياء في إدخال السعادة على الابن هو أن يشترك مع أبيه في هواية معينة سواء كانت زراعة الزهور، أو أعمال النجارة أو صيد السمك أو رؤية مباريات كرة القدم، فمثل هذه الهوايات المشتركة لا نجد الأب فيها يفتعل شيئاً أو يجبر نفسه على شيء لا يحبه. بل يتعلم الابن أشياء عبر هذه الهوايات المشتركة من الأب وتقوى الروابط بين الاثنين. ولكن هنا يجب أن نشرح بعض «العيوب» في هذه الهوايات المشتركة. وهذه «العيوب» يعرفها الآباء من ذوي الخبرة، وأنا أنبه هنا الآباء الذين يفتقرون إلى خبرة في هذا المجال، ان القدرة على تركيز الانتباه تحتاج إلى وقت طويل، فالطفل الذي في عامه التاسع أو العاشر لا ينظر إلى مباراة كرة القدم التي يتفرج عليها من اللحظة الأولى، إنه يقضي على الأقل حوالي ثلاثين دقيقة مشتتاً بين بائعي الكوكاكولا والشوكولاتة والحلوى وغيرها ثم يتنبه بعد ذلك إلى وقائع المباراة. أما أثناء رحلة لصيد السمك فيجب ألا ينزعج الأب من أن الابن يفقد صبره بسرعة ويبدأ في الاستمتاع بإلقاء قطع الحجارة في المياه أو اللعب في الرمال». ويكمل الدكتور منتصر:» هناك بعض الأعمال الكثيرة التي يمكن أن نشرك فيها الابن مثل ترتيب حجرة الأب أو المكتبة أو غسل السيارة أو زراعة حديقة صغيرة في المنزل أو دهان حائط، صحيح أن الأب يفضل أن يصنع هذه الأعمال بنفسه لأنه يصنعها بصورة أسرع ولكن عندما نتذكر أن في ذلك تدريباً لشخصية الابن فإن علينا أن نضحي ببعض الوقت لأن هذا أيضاً يقوي صداقة الابن والأب ويجعل الوقت ممتعاً، ونجعل الابن يتعود على إنجاز أنواع من الأعمال المختلفة بقدرة رائعة ومهارة ممتازة. وهذا هو الطريق إلى تدريب الابن على إجادة المهارات التي يجيدها الأب، ومن المهم أيضاً أن نعرف أنه إذا غابت الهواية المشتركة بين الأب والابن فليس معنى ذلك أن العلاقة بينهما تكون فاترة، إن أمور الحياة اليومية بين الأب والأم يمكن أن تتصف بالحيوية الدائمة، ابتداءً من لحظة الاستيقاظ من النوم إلى الحديث أثناء تناول الطعام إلى اللحظات الصافية التي يجلس فيها الأب مع الابن ومدى قيام الابن بواجبه على نحو حتى أثناء عتاب الأب لإبنه على عدم إنجاز واجباته، كل هذه فرص لتقوية الروابط بين الأب والابن وما دام كل من الاثنين يحترم الآخر ويحبه فإن الفرصة متاحة دائماً لرابطة قوية بين الاثنين». مشاركة الابنة تؤكد الدكتورة المالكي أهمية أن تقضي الأم وقتاً في أعمال التدبير المنزلي ورعاية الطفل الصغير، فالفتاة تحب أن تشارك أمها في مثل هذه الأعمال وخصوصاً في الفترة قبل المراهقة، والأم الواعية المتزنة هي التي تستفيد من مشاركة ابنتها لها حتى ولو كانت هذه المساعدة ضئيلة ولا تذكر. إن توجيه الأم وترحيبها برغبة ابنتها في المشاركة في أعمال التدبير المنزلي يجعل الابنة عندما تكبر تقبل على هذه الأعمال بحب وحماس، بدلاً من أن تصبح هذه المشاركة أمراً إجبارياً ومكروهاً على نفس الفتاة أثناء المراهقة أو بعدها، كما أن الأم عموماً تحب أن تصحب ابنتها إلى السوق لرؤية الملبوسات الجديدة والأقمشة، وهذه فرصة تزيد من روابط الأم بابنتها إذا دار الحديث تلقائياً بعيداً عن التمثيل والمجاملة أو تغليب رأي على رأي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©