الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكائنات وقت الظهيرة

الكائنات وقت الظهيرة
4 مايو 2011 19:38
الرجل الذي عاد إلى البيت غائماً كان بوسعه أن يبتسم لكنه لم يفعل ذلك المرأة الجميلة التي تبحلق كثيراً بوجهها في مرآة الحقيبة كان بوسعها الكف عن مراقبة ثياب السيدات في الشارع لكنها لم تفعل ذلك الفتاة التي أخفت جرأتها في الموعد العاطفي كان بوسعها أن تمنح قبلة سريعة لكنها لم تفعل ذلك الأشجار اليابسة التي تكبر كان بوسعها أن تلاطف الطيور مجدداً لكنها لم تعرف ذلك الكائن الذي منحه العطش وجهاً يابساً جيباً عابساً وزوجة بأربعة ألسنة كان بوسعه أن يشتم النهر لكنه لم يفعل ذلك المحارب الذي اختفى لم يرغب في مسك البندقية جيداً لم يصفق حين نطق أحدهم باسم الرئيس لم يتحول إلى رقم خائف في متحف التقاعد ولم يكن بوسعه أن يفعل أكثر من ذلك فتحول إلى صورة على الحائط المجنون الذي يعشق التفاح كثيراً كان يرقص.. يشتم.. يتعرى وسط حجارة الأطفال لم يكن يعرف ذلك صاحبة الستين التي تيبست أطرافها تحت قفة الخبز في سوق الشواكة* لم يكن بوسعها أن تفعل أكثر من ذلك فقدت الذاكرة جلست في دكان بائع السمك الكائن المحشو بالديناميت كان بوسعه ألا يفعل ذلك لكنه ...... بعدها طافت شوارع المدينة جنائز كثيرة لصاحبة الخبز المرأة الجميلة، بائع السمك، الرجل الغائم صورة المحارب، مجنون التفاح، فتاة الموعد الطيور، الأشجار، كائن الأفواه الأربعة والكثير الكثير من كان بوسعهم ولم يكن. حساء فاضل الحياة التي يشربها من دون سكر هي نفسها المحلاة على لسانه الأوقات التي تمنحه رئة حافية هي ذاتها العالقة على دخان المرأة القادمة أشبه بصرير مفتوح في شبكة محكمة مشاهدة الناس يدخلون أو يخرجون من المنازل بنظرة مختلفة يشاطرهم الهواء ذاته المدينة نفسها استراحات الشاي جفون البحر في الصباح كلماته بالكاد تخرج حساء الحب يبلل فمه هاتفه يتحرك إنه صوتها الحياة تلك التي لا يعرف أن يشربها بالسكر. ما لا أعرفه عن الحب لا أحد يعود منه عاقلاً كل ما أعرفهُ عن الحب أنه ينظر إلينا بشفقة حاسرة كل ما أعرفه عن الوطن وكل ما أعرفه عن الظهيرة أنها قد تحمل أخباراً تأكل ما تبقى من شجرة العائلة أو تحمل النور لوجهكِ الشاسع في القلق كل ما أعرفه عنكِ أنك لا تعرفينني كل ما أعرفه عني أني أعرفكِ كلانا في مدينتين عالقتين في الحنجرة الخاطئة كلانا في شارع محروم من النظر إلى النجوم كلانا في غرفة ريانة قاسية كلانا على سرير مفتوح أعرج كلانا لم نعد عالقين بأفواهنا الشائكة لا نحدق ببعضنا لكننا نركض ثانية نركض نركض آه كم هو لذيذ هذا الحب . فسحة نادرة لا باس بالمنحدر لا بأس برصاصة لا تكف عن السرير لا بأس بزهرة حانية تغادر لا بأس بخطوة حالمة أخرى لا بأس بأقراص وجع الرأس لا بأس بالذي مضى ولم تفعله لا بأس بقميص يلازمك منذ دهر لا بأس بمقعد في آخر الحافلة لا بأس أن تمنح الصفحة التائبة أجنحة دافئة لا بأس بالتوقف قليلاً قرب دكان العطور لا بأس بأنثى لم تعد تفهمك لا بأس بالأكاذيب الصغيرة الضجر القصير والنخلة المنحوتة على الخد لا بأس انعطافة واحدة تكفي كي يصل وجه الأمل إلى قناعك الأخير القوارب المكتظة بالسعداء حيث الأفق الذي يمنح الغيمة خصراً أبيض العاشق برهة للتمني: بيت بثلاث جدران خلوة غافية وأطفال يلعبون يلعبون يلعبون في فسحة عظيمة . * الشواكة .. سوق شعبي قرب دجلة في بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©