الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طائرات من دون طيار .. سجال أمني- عسكري

13 مايو 2014 22:24
كين ديلانيان واشنطن بعد وقت قصير على مقتل نحو عشرة أشخاص على طريق ناءٍ في وسط اليمن في الثاني عشر من ديسمبر الماضي، بوساطة طائرة من دون طيار تابعة للجيش الأميركي، طفت على السطح قصة مزعجة، حيث قال شهود وزعماء قبليون إن صواريخ «هيلفاير» استهدفت موكباً كان في طريقه إلى حفل زفاف، وقامت الحكومة اليمنية بدفع تعويضات لبعض عائلات الضحايا، وبعد تحقيق في الموضوع، أعلنت منظمة «هيومان رايتس ووتش» بدورها أن «بعضاً، إن لم يكن كل، من قُتلوا وجُرحوا كانوا من المدنيين». والواقع أن مثل هذه الأقوال أضحت شائعة ومألوفة في حرب الطائرات من دون طيار الأميركية، تماماً على غرار رفضها من قبل مسؤولي إدارة أوباما الذين يؤكدون أن ضربات الطائرات من دون طيار تستند إلى معلومات استخباراتية قوية ولا تؤدي إلى إصابات غير مقصودة إلا في ما ندر. غير أنه في حالة هجوم اليمن اختلفت الـ«سي آي إيه» والجيش اختلافاً حاداً. ونتيجة لذلك، تحّول هذا الهجوم إلى ذخيرة في جدل متزايد حول مقترح للبيت الأبيض يقضي بتسليم وكالة الـ«سي. آي. إيه» لطائراتها من دون طيار وبرنامجها الخاص بالاغتيالات إلى الجيش. «القيادة المشتركة للعمليات الخاصة» التابعة للبنتاجون، التي نفذت هجوم ديسمبر، تشدد على أن كل من قُتلوا أو جُرحوا في الهجوم كانوا من مقاتلي «القاعدة»، وبالتالي هدفاً عسكرياً مشروعاً، كما يقول مسؤولون أميركيون. وفي هذا الصدد قال مصدر من الكونجرس مطلع على إحاطات الجيش: «لم يكن ذلك حفل زفاف... لقد كانوا أشراراً». ولكن الـ«سي. آي. إيه»، التي تدير برنامج اغتيالات منفصلاً بوساطة الطائرات من دون طيار في اليمن، تنظر إلى الأمر على نحو مختلف. فوفق مسؤولَين أميركيَين طلبا عدم الكشف عن اسميهما، فإن «سي. آي. إيه» أخبرت «القيادةَ المشتركة للعمليات الخاصة» قبل الهجوم بأن الوكالة غير واثقة من دقة المعلومات الاستخباراتية الأساسية. وبعد أن ضربت الصواريخ هدفها، وجد محللو «سي آي إيه» أن بعض الضحايا ربما كانوا من القرويين المحليين، وليسوا مقاتلين. أما «المركز الوطني لمحاربة الإرهاب»، الذي يقوم بتنسيق المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالإرهاب الواردة من وكالات متعددة، فيوجد في الوسط نوع ما إذ يقول إن الأدلة غير حاسمة. وحسب جل التقارير، فإن هدف «القيادة المشتركة للعمليات الخاصة»، كان هو شوقي علي أحمد البعداني، وهو زعيم متوسط المستوى في تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». ويُعتبر البعداني، الذي نجا من الهجوم ونجح في الفرار، الزعيم المفترض للمخططات التي أرغمت وزارة الخارجية الأميركية على إغلاق 19 منشأة دبلوماسية أميركية بشكل مؤقت في الشرق الأوسط وأفريقيا في أغسطس الماضي. الخلاف بين المحللين الاستخباراتيين الأميركيين – وجميعهم لديهم إمكانية الوصول إلى صور الفيديو الجوية، والمكالمات الهاتفية، التي يتم اعتراضها، والمعلومات التي يدلي بها يمنيون ومعلومات استخباراتية أخرى – تُظهر أن هجمات الطائرات من دون طيار تستند أحياناً إلى معلومات غير أكيدة. ولكن بعض أعضاء الكونجرس يرون أن ضربة اليمن تُظهر شيئاً آخر: أن «القيادة المشتركة للعمليات الخاصة» لا تتوخى الدقة والحذر بالقدر الذي تتوخاه الـ«سي آي إيه»؛ وبالتالي، فإنه ينبغي ألا تُمنح مسؤولية تنفيذ الاغتيالات بوساطة الطائرات من دون طيار. وعلى ما يبدو، فإن الحكومة اليمنية تتفق مع هذا الرأي؛ حيث طالبت «القيادةَ المشتركة للعمليات الخاصة» بوقف ضربات الطائرات من دون طيار في البلاد، ولكنها سمحت لـ«سي. آي. إيه» بالاستمرار. وقد نفذت الـ«سي آي إيه» ثلاث ضربات الشهر الماضي قتل نحو 67 شخصاً. وفي هذا السياق، قال مساعد الكونجرس نفسه: «إن المدة الزمنية التي يستغرقها الإعداد لضربة في «سي. آي. إيه» أطول من ضربة يتم الإعداد لها «في وزارة الدفاع»، مضيفاً «أن معاييرهم بخصوص من هو المقاتل مختلفة، ومعاييرهم بخصوص الخسائر الجانبية مختلفة». ولكن مسؤولي «البنتاجون» يطعنون في هذا الرأي، ويقولون إن «القيادة المشتركة للعمليات الخاصة» تتبع السياسة التي كشف عنها أوباما في خطابه في مايو الماضي؛ حيث تحظر تنفيذ ضربات بوساطة طائرات من دون طيار إذا لم يكن ثمة «شبه يقين» بأن مدنيين لن يُقتلوا في الهجوم. السيناتورة «ديان فاينشتاين»، الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، التي ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أدخلت مؤخراً في المرفق السري لمشروع قانون يتعلق بالإنفاق لغة تمنع أي محاولة لنقل برنامج الطائرات من دون طيار من الـ«سي. آي .إيه» إلى الجيش. وكانت «فاينشتاين» قد أشادت في مارس 2013، أي قبل الحادث اليمني بوقت طويل، بصبر «سي. آي. إيه» و«سلطتها التقديرية» في تنفيذ الضربات بوساطة طائرات من دون طيار إذ قالت: «إن البرنامج العسكري لم ينفذ ذلك بالقدر من الجودة والدقة نفسها، وهو ما يثير قلقي». غير أن الطائرات من دون طيار مثيرة للجدل داخل «سي. آي. إيه» نفسها، ذلك أنه إذا كان العديد من ضباط الاستخبارات يقولون إن الوكالة قضت على «القاعدة» بفضل طائراتها من دون طيار، فإن بعض مسؤولي «سي. آي. إيه» يقولون إن التركيز على الاغتيالات والعمليات شبه العسكرية منذ 2001 صرف الوكالة عن مهمتها التجسسية التقليدية. ولكن النائب آدم شيف، الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، قال إنه يعتقد أن الجيش يتمتع بالقدرة نفسها التي لدى «أي وكالة أخرى» في تنفيذ الضربات بوساطة الطائرات من دون طيار طالما أن الهجوم يستند إلى معلومات استخباراتية مؤكدة. وقال شيف: «في النهاية، أعتقدُ أنه لا يهم كثيراً من يضغط على الزناد!» . ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي .إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©