العطية يؤكد أهمية تعزيز جسور الحوار مع الدول الأوروبية

انطلقت أمس فعاليات ''أيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية'' في جامعة مدريد المستقلة وسط حضور رؤساء ومديري الإعلام الخارجي بدول المجلس ومحمد عمر عبدالله وكيل دائرة الاقتصاد والتخطيط في أبوظبي وحشد من المسؤولين والخبراء الاقتصاديين والأكاديميين والإعلاميين من الجانبين الخليجي والإسباني· وأكد الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن بن حمد العطية، في كلمة افتتح بها الجلسة الأولى ضمن الفعاليات، أهمية دور المرأة في التنمية المستدامة في دول المجلس، مشدداً على أهمية تعزيز جسور الحوار والتواصل مع إسبانيا والدول الأوروبية· وتقوم إدارة الإعلام الخارجي بالمجلس الوطني للإعلام بتنسيق مشاركة الدولة في هذه الفعاليات التي تستمر حتى يوم 15 أكتوبر الجاري· وأكد معاليه حرص دول المجلس على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إسبانيا وإعطائها قوة دفع جديدة في المرحلة المقبلة للوصول إلى الشراكة الاقتصادية وتطوير التعاون الاستثماري والتجاري والصناعي والثقافي لدى الجانبين· وقال العطية إن هذه الندوة تفتح أبواباً للتواصل والتعارف بين المرأة في دول المجلس وشقيقاتها في المجتمع الإسباني، وأعرب عن ثقته في أن تؤدي هذه اللقاءات إلى جلاء الفهم وتصحيح الكثير من الصور التي قد تكون منمطة أو مغلوطة· وقال إن مجتمعاتنا في دول مجلس التعاون حديثة عهد بالتنمية، معرباً عن الفخر بما أنجزته من مراحل لتطوير ذاتها وصولاً إلى مستوى التنافسية العالمية في فترات قياسية، مؤكداً أن الحديث عن المرأة وماحققته من نهضة خلال العقود القليلة الماضية يبعث على المزيد من التفاؤل بالوصول إلى مستويات متقدمة، مشيراً إلى أن المرأة الخليجية حققت المعدلات نفسها التي بلغها الذكور في جميع مستويات التعليم· وقال العطية إن المرأة في مجتمعات دول المجلس وصلت إلى مواقع متقدمة في صناعة القرار والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية في عدد من دول المجلس، واستطاعت أن تقتحم العمل السياسي وتشارك في البرلمانات والمجالس الوطنية، كما تمكنت من تبوؤ مراكز متقدمة في الحكومة مثل الوزيرة والوكيلة والمسؤولة في أعلى المراتب القيادية وفي مختلف المواقع· وأشار معاليه إلى أن مشاركة المرأة في قوة العمل تزداد في التنمية الاقتصادية، حيث دخلت عالم الأعمال والقطاع الخاص مالكة لرأس المال أو مسؤولة تنفيذية، معرباً عن ثقته في أن الطريق أصبح ممهداً أمام المرأة لتأخذ أدواراً قيادية رائدة ولتشارك بقوة في حركة التنمية التي تشهدها المجتمعات الخليجية·وأكد أن قضايا المرأة في دول المجلس تأخذ مواقع الأولوية في الخطط التنموية والسياسات والتشريعات والأنظمة والقوانين؛ لأنه لا تنمية حقيقية دون مشاركة حقيقية للمرأة· وأعرب في ختام كلمته عن أمله في أن يسفر هذا الحوار عن فهم مشترك للعديد من القضايا التي تخص العلاقة بين ثقافتي دول التعاون وإسبانيا وان يبرز الدور الذي يمكن أن تساهم به المرأة في تمتين هذه العلاقة انطلاقاً من تاثيرها المباشر في التنشئة الاجتماعية والتربوية وثقة بقدرتها علي المساهمة الفاعل في إحداث الحراك الثقافي المنشود·وقامت إدارة الإعلام الخارجي بالمجلس الوطني للإعلام على مدى الأشهر الماضية بالتنسيق مع إدارات الإعلام الخارجي بدول مجلس التعاون لإقامة هذه الفعاليات باعتبارها خطوة مهمة تهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي والاقتصادي والإعلامي بين دول مجلس التعاون وإسبانيا· وتعتبر هذه الفعاليات، حسب غالبية المشاركين بها، نتاجاً لروابط تاريخية عريقة بين منطقة الخليج وأوروبا· من جانبه، رحب رئيس جامعة أوتونوما بمدريد انجيل جابيلوندو بالوفود الخليجية، وأكد ضرورة استمرار الحوار والتعاون وإرساء قواعد العدل والسلام والمساواة في إسبانيا ودول مجلس التعاون الخليجي لإحراز التنمية الحقيقية لجميع الشعوب· وشهد اليوم الأول من فعاليات الأيام الخليجية ندوة دور المرأة في التنمية شاركت فيها كل من منى البحر أستاذ مساعد بجامعة الإمارات العربية المتحدة بورقة عمل في هذه الندوة بعنوان ''المرأة والمؤسسات الاقتصادية''، وقالت منى البحر إن المستشرقين الغربيين لم ينصفوا المرأة الخليجية، وبالتالي فإنهم ظلموا القارئ الغربي لأنه لم يعرف الحقيقة وقدمت خلفية تاريخية عن دور المرأة الإماراتية في الاقتصاد قبل وبعد ظهور النفط، وقالت إن المرأة في الإمارات ودول المجلس حققت إنجازات كبيرة في الاقتصاد، مؤكدة أن مشروع ''انطلاق'' في الإمارات يعتبر خطوة مهمة لإقامة المشروعات الخاصة بالمرأة الإماراتية من خلال ورش العمل والتدريب· وأشارت إلى أن هناك نحو تسعة آلاف سيدة أعمال في دولة الإمارات حالياً يعملن في قطاعات الصناعة والخدمات والإعلان والبحوث والتدريب والتجارة، مؤكدة أهمية دور مجلس سيدات الأعمال في الإمارات خاصة في أبوظبي ودبي والشارقة علي النهوض بالمرأة وفتح مجالات الأعمال والاقتصاد أمامها· ونوهت بأن عضوات مجلس سيدات الأعمال في الإمارات يمتلكن ثروة تصل إلى 5,12 مليار درهم، كما تدير المرأة الإماراتية 14 بالمائة من الاستثمارات المحلية· إلى ذلك أكد العطية أمس متانة وقوة الاقتصاد الخليجي في ظل الظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي بسبب الأزمة المالية العالمية· وأشار إلى تمتع اقتصادات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنمو اقتصادي ملحوظ وملاءة مالية عالية نتيجة الفوائض المالية التي حققتها دول المجلس خلال السنوات الخمس الماضية