الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب أفريقيا.. عنف ضد المهاجرين

2 مايو 2015 21:45
لا يبدو أن الغوغاء الغاضبين الذين أحرقوا الأجانب وهم أحياء ونهبوا شركاتهم في جنوب أفريقيا كافون لردع تدفق المزيد من المهاجرين الذين يقولون إن الظروف في بلادهم أكثر سوءاً. وقد قتل سبعة أشخاص على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين، بينما نزح الآلاف وتم نشر الجيش في جوهانسبيرج ومدينة ديربان الساحلية الشرقية، لوقف على الهجمات التي يتعرض لها المهاجرون. وعلى رغم ذلك، فمن بين 30 مهاجراً غير شرعي تحدثوا إلى «بلومبيرج» في جوهانسبيرج، ذكر ثلاثة فقط أنهم ربما يغادرون. ويقول «تيكشور جومبو»، 26 عاماً، وهو نادل من زيمبابوي، في مقابلة رفقة ستة مواطنين آخرين من بلاده «أعود إلى ماذا؟ لقد غادرت بسبب العنف السياسي في 2008. والآن، هل يتعين علي الذهاب مرة أخرى من هنا بسبب العنف السياسي؟ لا، إن أسرتي بحاجة إلى الأموال التي أرسلها إليها، إنني أعمل بجد وأعيش في ظروف مزرية حتى أتمكن من إرسال معظم دخلي إلى الأسرة». وكانت موجة العنف الأخيرة هي الأسوأ منذ 2008، عندما قتل 62 شخصاً وشرد أكثر من 50 ألفاً آخرون. وبينما يلقى باللوم في اندلاع أعمال العنف على النمو الاقتصادي البطيء في جنوب أفريقيا، وارتفاع نسبة البطالة التي بلغت 24% إلا أن حجم اقتصاد زيمبابوي المجاورة انخفض إلى النصف منذ عام 2000 وهو ما دفع بكثير من المهاجرين. كما انتقل مهاجرون إلى جنوب أفريقيا من دول فقيرة للغاية أخرى مثل الصومال ومالاوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وبعض من هؤلاء، خاصة من دول مثل زيمبابوي، حيث يتحدث معظم الناس الإنجليزية ويتفوق نظام التعليم عن مثيله في جنوب أفريقيا، يجدون عملاً قبل السكان المحليين، ما يمثل مصدراً للتوتر. ويقول «جومبو» الزيمبابوي الذي تحدث إلينا وهو يهز رأسه «ليست غلطتي أن لدي مؤهلات للعمل أكثر من سكان جنوب أفريقيا، لأنني متعلم وهم ليسوا كذلك. فإذا كانوا يريدون العمل، عليهم إخبار حكومتهم بأن تحسن أحوال المدارس». وقد سجلت جنوب أفريقيا أسوأ الدرجات في الرياضيات والعلوم في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2014-2015 الذي ضم 144 دولة، في حين جاءت زيمبابوي في المرتبة الـ66. وفي جوهانسبيرج، حل مهاجرون من دول أفريقية أخرى محل سكان جنوب أفريقيا في وظائف مثل النوادل وعمال محطات البنزين. ويعملون أيضاً في حراسة السيارات مقابل مبلغ بسيط، علاوة على العمل كبستانيين أو كخادمات. أما المهاجرون من الصومال وإثيوبيا وشبه القارة الهندية فهم في الغالب يديرون متاجر بقالة في البلدات والمدن، حيث يجمعون الأموال لشراء السلع بكميات كبيرة، ما يتيح لهم بيعها بأسعار أقل مما يبيع به منافسوهم من أبناء جنوب أفريقيا. وترى «ويندي لانداو»، وهي باحثة بالمركز الأفريقي للهجرة والمجتمع بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبيرج أن «الأجانب يقوضون فرص عمال جنوب أفريقيا فيما يتعلق بالأجور، بيد أن هذا ليس اتجاهاً عالمياً. فهم غالباً ما يعملون في وظائف غير مستقرة دون الحصول على مزايا أو عقود رسمية، وهم في الغالب يعملون لحسابهم الخاص في القطاع غير الرسمي». وقد تضمنت الهجمات المعادية للأجانب التي حدثت في جوهانسبيرج في وقت سابق من هذا العام أساساً نهب المتاجر المملوكة للأجانب في بلدة «سويتو» التي تقع جنوب غرب المدينة. وشملت آخر أعمال العنف إحراق محال إصلاح السيارات وتجارة السيارات المملوكة لنيجيريين في وسط جوهانسبيرج. وتستضيف جنوب أفريقيا نحو 1,7 مليون أجنبي، بينما يبلغ عدد سكانها 54 مليون نسمة، وفقاً لبيانات التعداد الصادرة في 2011، وفي المقابل يبلغ عدد سكان زيمبابوي المقيمين في جنوب أفريقيا 1,5 مليون نسمة. ومقابل كل جنوب أفريقي يعمل في القطاع غير الرسمي، هناك ما يقرب من اثنين من المهاجرين، وفقاً لمسح وكالة إحصاءات الحكومة لعام 2012 وكذلك اتحاد أبحاث الهجرة من أجل العمل. وربما كانت التعليقات التي أدلى بها «كينج جودويل زويليثيني»، حاكم قبائل الزولو، هي التي أججت أعمال العنف الأخيرة. فقد نقلت عنه صحيفة «ديربانز ميركوري» الشهر الماضي قوله إن الأجانب يأخذون وظائف سكان جنوب أفريقيا ويجب عليهم مغادرة البلاد. غير أن مكتبه ذكر أن الخطاب أسيئ فهمه، ودعا هذا الأسبوع لإنهاء الهجمات. يذكر أن نحو 20 شخصاً قد قتلوا في أعمال عنف بسبب كراهية الأجانب خلال الفترة من 2009- 2010، بينما نزح 4000 آخرون، علاوة على نهب 200 متجر مملوك للأجانب. وفي عام 2011، بلغ عدد الوفيات 120 حالة، بينهم خمسة أحرقوا أحياء. براين لاثام - جوهانسبيرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©