الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أربعة أبواب للنصب الدعوي

12 يناير 2015 23:58
كثر الحديث هذه الأيام على تويتر في موضوع كيفية التأثير على الناس خاصة بعض المتدينين فظهرت هاشتا غات على توتير، بعنوان «كان أحد السلف» وهشتاغ ثاني بعنوان «حدثني ثقة» والمقصد هنا وقف استخفاف بعض الدعاة بعقول الناس، حيث قد تكون كلماتهم وأشكالهم جميلة وتجذب المشاهد ووجد بعض الدعاة في عبارتي «السلف الصالح» و«حدثني ثقة» الجسر الذي يعبرون من خلاله إلى عقول البسطاء من الناس. وقد تستمع ساعتين إلى محاضرة دينية لا يذكر فيها أكثر من آيتين والباقي «حدثني ثقة أو ذكر أحد السلف» أو ذكرت دراسة بريطانية (الأميركية غير مرغوب فيها عندهم) ولا يستشهد بآراء العلماء أو القرآن والسنة إما لأنه لا يوجد دليل حقيقي يستخدمه في تمرير ما يريد من انحرافات أو أن هذا الداعية (جاهل لم يتعلم في معاهد وجامعات إسلامية متخصصة .. وأغلب هؤلاء الدعاة تخصص علوم وجغرافيا ومحاسبة ونزلوا على الدين ببراشوت ماجستير الدراسات الإسلامية (بنظام المسلمين الجدد) بمعنى أنهم لم يتربوا أو يتخصصوا في علوم الدين ويريدون التأثير على عامة الناس وتوجيههم حسب خططهم واستراتيجيتهم في حين أن علماء الدين الحقيقيين حينما يطرحون موضوعاً يقدمون الدليل والحجة من القرآن والسنة مسجلة ومرقمة ومدققة لكي يسترشد بها الجميع. وبسبب الاستناد على «السلف الصالح» صدرت فتاوى بالجملة وأحاديث ملفقة، وحظي بعض هؤلاء الدعاة بالحظوة والسمعة والثروة وجاز لهم ما لم يجز لغيرهم.. وهذه مصيبة. وأبواب النصب عند بعض الدعاة 4 أولها إذا سمعتم أحداً يقول «كان أحد السلف» وقال آخر «سئل حكيم» بدون أن يذكر اسم الحكيم والباب الثالث للنصب قوله «حدثني شخص ثقة» والرابع أن يقول «أثبتت دراسة» دون أن يذكر مصدرها فهو نصاب، وأصبحت ظاهرة تغلغلت في النفوس حتى صارت من مفردات الحياة وباتت مرجعاً ودليلاً غير قابل للنقاش أو الطعن. إن الاستجداء بالسلف الصالح بدون دليل أنما هو دليل على الإفلاس الفكري المقنع ومحاولة للسيطرة على الناس عبر عباءة الماضي واليوم نحن في حاجة إلى مرجعيات دينية وفكرية وثقافية وعلمية تعيش أحداث الحاضر وحقائقه وتستشرف المستقبل والاستنارة برأيهم وفكرهم وعلمهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©