الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استهداف الطائرات... تهديد للأمن الأميركي

28 ديسمبر 2009 20:51
أضيف اسم الشاب النيجيري الذي اتهم يوم السبت الماضي بمحاولة تفجير طائرة أميركية قادمة من أمستردام، إلى إحدى قواعد البيانات الأميركية الخاصة بالإرهاب، إثر تلقي السلطات الأميركية تحذيرات من والده أعرب فيها عن قلقه من معتقدات ابنه المتطرفة وارتباطاته بالجماعات الإسلامية المتطرفة. وكان قد أضيف اسم الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب إلى قائمة عامة للإرهابيين بعدما عبر والده الذي يعمل صرافاً في أحد البنوك النيجيرية عن قلقه إزاء تصرفات ابنه وعلاقاته لدى مسؤولي السفارة الأميركية في نيجيريا، حسب تصريح أحد كبار مسؤولي الإدارة. غير أن اسم عبد المطلب لم يوضع في أي قائمة لمراقبة القادمين إلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب عدم وجود ما يكفي من معلومات تؤكد خطورته على الأمن القومي الأميركي، كما قال مسؤول آخر من الإدارة. وكان هذا الشاب النيجيري قد منح تأشيرة دخول سياحية مدتها عامان من السفارة الأميركية في لندن في شهر يونيو من عام 2008. واستخدم عبد المطلب تلك التأشيرة في رحلتين سابقتين إلى أميركا. ولكن تمكن طاقم وركاب الرحلة رقم 235 على متن إحدى الطائرات التابعة لخطوط طيران "نورث ويست" من السيطرة عليه إثر ما يزعم عن محاولته تفجير الطائرة التي يستقلها بواسطة جهاز قابل للانفجار أثناء استعداد الطائرة للهبوط في مطار ديترويت يوم الجمعة الماضي. وحسب التقارير، اشتعلت النيران بالفعل في بنطاله وقدمه إضافة لاشتعال جزء من الطائرة عند هبوطها. وتكشف هذه المحاولة عن آخر المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون في سبيل تفجير الطائرات الأميركية بواسطة مثل هذه المتفجرات، ما دفع السلطات إلى تشديد الإجراءات الأمنية وعرقلة قيام الكثير من الرحلات الجوية في موعدها المحدد على النطاق العالمي خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. على صعيد آخر أثارت هذه المحاولة الأخيرة حواراً حزبياً يجري في واشنطن حول ما إذا كانت إدارة أوباما تبذل ما يكفي من جهد لحماية الأمن الوطني والبلاد من وقوع هجمات إرهابية جديدة في أميركا، خاصة إثر حادثة إطلاق النار من قبل جندي مسلم في قاعدة فورت هود بولاية تكساس خلال شهر نوفمبر المنصرم، وهي الحادثة التي أدت إلى مصرع 13 جندياً من جنود تلك القاعدة. وتعين على المسافرين القادمين إلى الولايات المتحدة يوم السبت الماضي الخضوع لإجراءات أمنية أكثر تشدداً قبل دخولهم إلى الطائرات، إضافة لإلزامهم بالجلوس في مقاعدهم طوال الساعة الأخيرة السابقة للإقلاع باتجاه أميركا. هذا ما صرحت به جانيت نابلويتانو وزيرة الأمن الوطني. وقالت الوزيرة كذلك إنه ربما يلاحظ المسافرون في الرحلات الداخلية الأميركية تشدداً في الإجراءات الأمنية خلال الأيام القليلة المقبلة، دون أن تحدد متى يبدأ تشديد الإجراءات على الرحلات الداخلية. واتهم عبد المطلب أمام محكمة ميتشيجان الشرقية يوم السبت الماضي بتهمة محاولة تدمير طائرة أميركية، ووضع جهاز قابل للانفجار على متن الطائرة، مع العلم أن عقوبة كل واحدة من التهمتين تصل إلى السجن لمدة 20 عاماً. وأبلغ بول دي بورمان قاضي المحكمة المذكورة المتهم بالاتهامات الموجهة إليه أثناء جلسة استماع عقدت بمركز الرعاية الصحية التابع لجامعة ميتشيجان في آن أربور حيث يتلقى المتهم علاجات للحروق التي حدثت في رجله جراء محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها. وكان قد جيء به إلى إحدى قاعات المؤتمرات لحضور جلسة الاستماع القضائي تلك. وعند توجيه السؤال إليه عما إذا كان قد فهم التهم المثارة ضده أجاب بنعم. ومما يزعم أن المتهم أبلغ سلطات مكتب التحقيقات الفيدرالي عن أنه تلقى تدريباته وحصل على المواد المتفجرة التي صنع منها الجهاز من عناصر لها صلة بتنظيم "القاعدة" في اليمن، وهو زعم لا يزال مسؤولو إنفاذ القانون يعملون على التحقق منه حتى يوم السبت الماضي. وذكر مسؤولو مكتب التحقيقات أن الجهاز الذي حاول عبد المطلب تفجيره يحوي مادة PETN وهي نفسها المادة التي استخدمها ريتشارد سي رايد -عضو تنظيم "القاعدة"- في تفجير إحدى الطائرات الأميركية في ديسمبر من عام 2001، عن طريق إخفائها داخل حذائه. ومما يلاحظ أن عبد المطلب لم يثر أي إنذارات أمنية بالخطر لدى خضوعه للتفتيش في مطار شيبول في أمستردام، الذي يعرف بأنه من أكثر منشآت الطيران الدولي تشدداً في إجراءاته الأمنية. من جانبهم اعترف المسؤولون الأميركيون بأن اسم عبد المطلب كان قد أضيف إلى قاعدة بيانات "تايد" وهي القاعدة التي تحوي أسماء نحو 550 ألفا من المشتبه في علاقتهم بالإرهاب، وتخضع لإدارة وإشراف مكتب مدير الأمن القومي بمركز مكافحة الإرهاب القومي. وعادة ما تحال بعض الأسماء التي تحويها قاعدة "تايد" إلى قاعدة البيانات الخاصة بعمليات المراقبة التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، التي تعد منها قوائم المراقبة التي ترسل إلى القنصليات وقوات حماية الحدود وشركات الطيران. ولدى إدارة أمن الطيران قائمة تحظر سفر نحو 4 آلاف شخص في أي من الرحلات الداخلية أو الخارجية القادمة إلى الولايات المتحدة. إلى ذلك توجد قائمة أخرى بأسماء "مختارة" لنحو 14 ألفاً يطلب تشديد الإجراءات الأمنية معهم، ولكن دون حرمانهم من السفر إلى أو داخل أميركا. وعلى رغم أن اسم عمر الفاروق كان قد أضيف إلى قائمة "تايد" في شهر نوفمبر المنصرم، فإنه لم يتوفر ما يكفي من المعلومات لإضافة اسمه إلى قائمة الأشخاص المطلوب مراقبتهم. ومما كشف عنه المسؤولون الفيدراليون أن عبد المطلب لم يخضع لإجراءات الفحص الأمني الجسدي أثناء خضوعه للتفتيش في مطاري نيجيريا وأمستردام، مع العلم أن من شأن تلك الإجراءات المساعدة في كشف الجهاز الذي حاول استخدامه في تفجير الطائرة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©