الزراعة بالمياه المالحة لم تعد مستحيلة

دن هورن (أ ف ب) يقدم حقل صغير في جزيرة تكسل شمال هولندا، يشهد باستمرار هبوب رياح عنيفة مصدرها بحر وادن، حلا لمشكلة الجوع في العالم، عبارة عن محاصيل بطاطا تنمو في المياه المالحة. هذا المشروع الذي ينسف النظريات الزراعية الحالية التي تؤكد أن الزراعات لا تنمو في المياه المالحة، يمكن أن يشكل حلا لمشكلة تملح الأراضي التي تهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص. فبين الماعز والسدود في جزيرة تكسل، يزرع مارك فان ريسيلبيرجي حوالى ثلاثين نوعاً من البطاطا. وليست البطاطا وحدها في هذا المشروع، إذ أن مارك وفريقه يدرسون بدعم من جامعة امستردام إمكان زرع الجزر والفراولة والبصل وأنواع أخرى من الخضار والفواكه في المياه المالحة. وفي هذه «المزرعة للبطاطا المملحة»، بدأت التجارب مطلع العام 2006 مع فكرة رئيسية عامة للمشروع تكمن في مساعدة الأشخاص الذين يعانون سوء التغذية في العالم. وفي المكان، يعمد أعضاء الفريق الصغير المؤلف من باحثين ومزارعين وعمال زراعيين إلى إجراء تجارب من دون مختبر ولا كائنات معدلة وراثيا على كل النباتات المتوافرة لديهم لمعرفة ما إذا كانت ستعيش في بيئة شديدة الملوحة. وثمة ما يقارب خمسة آلاف نوع مختلف من البطاطا، رابع أكثر النباتات زراعة في العالم، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو). ويؤكد فان ريسيلبيرجي «إننا نختبر فقط أنواعا لم تحصل في السابق أي تجارب عليها. لا نسعى إلى معرفة لماذا تموت أو تعيش». ويضيف هذا المزارع «نلاحظ أن أنواعا عاشت قبل مئات أو الآف السنوات قرب البحر تتجاوب مع الملح بشكل افضل من غيرها». وفي حين تجرى بحوث عدة لزيادة إنتاج بعض أنواع النباتات، يجري فريق تكسل رهانا معاكسا: النجاح في زراعة نباتات على أراض كانت تعتبر غير مواتية أو غير صالحة بتاتا للاستخدام. وأكثر المناطق المعنية بهذه الظاهرة هي أحواض النهر الأصفر في الصين والفرات في سوريا والعراق والسند في باكستان. وأرسل فريق تكسل إلى هذه المناطق الآف نبتات البطاطا، في مشروع «تكلل بالنجاح» على حد تعبير هذا الفريق الذي يعتزم توسيع نطاق عمله العام المقبل. وقد تكون البطاطا المالحة نقطة تحول في حياة آلاف المزارعين في المنطقة، كما أنها قد تساعد على المدى البعيد الآف الأشخاص الذين يعيشون في مناطق شديدة الملوحة بحسب الفريق.