الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات باكستان وتأثير العنف

30 ابريل 2013 22:44
حسين أفضل باكستان أسفر الهجوم الأخير في سلسلة الهجمات التي تقوم بها «طالبان باكستان» ضد مرشحي الأحزاب السياسية العلمانية عن سقوط 11 قتيلاً في المنطقة الشمالية الغربية، وذلك بهدف تعطيل العملية الانتخابية التي ستجرى خلال الشهر الجاري. وحسب إحصاءات الشرطة، وصل عدد قتلى الهجمات التي نفذها «طالبان» على مدى الأسابيع الماضية إلى أكثر من 60 قتيلاً، مع تركيز خاص على السياسيين الذين ينتمون إلى الأحزاب المعارضة لـ«طالبان»، وهو الأمر الذي أثار مخاوف من أن العنف الأخير، قد يصب في مصلحة المرشحين المنتمين إلى التيار الإسلامي المتشدد، ويستفيد منه آخرون أكثر تعاطفاً مع «طالبان» لأنهم أقدر على تنظيم حملاتهم الانتخابية بحرية دون التعرض للاستهداف. وكان المتحدث الرسمي باسم «طالبان»، «أحسن الله أحسن» قد أعلن مسؤولية الحركة عن الهجمات التي استهدفت السياسيين في الفترة الأخيرة، قائلاً: «نحن ضد جميع السياسيين الذين سيكونون جزءاً من أية حكومة علمانية وديمقراطية». وانطلقت سلسلة الهجمات بتفجير يوم الأحد الماضي الذي استهدف مكتب الحملة الانتخابية للمرشح «سيد نور أكبر» في ضواحي مدينة «كوهات»، موقعاً ستة قتلى وعشرة جرحى، فيما هز التفجير الثاني مكتب المرشح «ناصر خان أفريدي» بضواحي مدينة بيشاور، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وجرح 12 آخرين، ولحسن الحظ لم يتعرض السياسيون لأذى لعدم وجودهم في مقارهم وقت وقوع التفجيرات. ويخشى العديد من المرشحين في الانتخابات القادمة الذين يمثلون المناطق القبلية بين باكستان وأفغانستان، والذين تعرضت حملاتهم الانتخابية للاستهداف من عدم القدرة على التواصل مع الناخبين في مناطقهم، لا سيما في ظل الآراء التقدمية التي تتبناها الأحزاب غير الدينية وتعارضهم مع «طالبان». وهذه الأخيرة التي دخلت في صراع مع الحكومة في إسلام أباد امتد لسنوات، وأدى إلى مقتل الآلاف من المواطنين ورجال الأمن بهدف إسقاط الحكومة الديمقراطية في باكستان واستبدالها بنظام يطبق الشريعة الإسلامية. وفي شهر مارس الماضي هددت الحركة بشن هجمات ضد ثلاثة أحزاب علمانية من التي أثارت غضب «طالبان» لتأييدها العمليات العسكرية التي قام بها الجيش ضد الحركة في شمال غرب البلاد، والأحزاب المستهدفة هي: حزب «عوامي الوطني» وحركة «متحدة قوامي»، وحزب الشعب الباكستاني، وبسبب العنف المتصاعد الذي يستهدف الأحزاب العلمانية قررت هذه الأخيرة إغلاق عدد من مكاتبها، والامتناع عن تنظيم التجمعات الكبرى التي تعتبر حجر الزاوية في الانتخابات الباكستانية. والنتيجة أن عدداً من المرشحين اكتفى بتنظيم حملة انتخابية عن بعد، معتمداً على شبكات التواصل الاجتماعي والإعلانات، وإنجاز بعض الأفلام الترويجية، لكن ذلك غير كافٍ لحشد الناخبين ما يصب مباشرة في مصلحة الأحزاب الأخرى، وفيما تواجه الأحزاب العلمانية صعوبة كبيرة في تنظيم حملات انتخابية يتحرك مشرحو الأحزاب الإسلامية، التي دافعت عن التوصل إلى اتفاق سـلام متفاوض عليه مـع «طالبان» بدل الدخول في حرب معها بحرية تامة. وفي هذا الصدد، نظم حزب رئيس الوزراء السابق، نواز شريف، رئيس حزب العصبة الإسلامية- تجمعاً ضخماً ضم عدة آلاف من الأنصار في بلدة «موري» بالشمال يوم الأحد الماضي دون تسجيل أية مشاكل، بحيث يتوقع العديد من المراقبين تصدر حزب نواز نتائج الانتخابات المقبلة. ورغم رفض نواز شريف طلب الوساطة الذي تقدمت به حركة «طالبان» مطلع العام الجاري لوقف الصراع مع الحكومة، فإنه أوضح موقفه الرافض لاستمرار الحملة العسكرية ضدها، مؤكداً تأييده للحوار مع «طالبان»، هذا الموقف الذي تذكرته «طالبان» اليوم لتمتنع عن استهداف أنصاره وتعطيل حملته الانتخابية مثلما هو الحال مع الأحزاب العلمانية التي رفضت الحوار، وأيدت الحملة العسكرية، التي شنها الجيش الباكستاني على معاقل «طالبان» في المناطق القبلية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سياينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©