الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البيت الأبيض: بن لادن لم يكن مسلحاً عندما قتل

البيت الأبيض: بن لادن لم يكن مسلحاً عندما قتل
4 مايو 2011 00:12
أكد البيت الأبيض مساء أمس، أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي لم يكن مسلحاً عندما اقتحمت القوات الأميركية الخاصة مجمعه في باكستان لكنه قاوم قبل أن يقتل رمياً بالرصاص، وقال إن صورة جثة المطلوب الأول في العالم «بشعة» إنه يخشى من إثارة الحساسيات إذا نشرها، مبيناً أن زوجة بن لادن أصيبت في ساقها ولكنها لم تقتل، في تراجع عن تقرير سابق قال فيه إنها قتلت أثناء استخدامها درعاً بشرياً خلال تبادل إطلاق النار. وكان جون برينان كبير مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب أبلغ الصحفيين الليلة قبل الماضية أن البيت الأبيض يبحث فكرة نشر صور لجثة بن لادن على أقرب تقدير لتأكيد مقتله، في حين ذكرت شبكة «ايه بي سي» الإخبارية أن نشر الصور سيكون قبيل زيارة أوباما لموقع مركز التجارة العالمي في نيويورك، حيث من المقرر أن يزور الموقع غداً برفقة أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001. في غضون ذلك، تلوح بوادر أزمة دبلوماسية بين واشنطن وإسلام آباد، إثر إعلان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي.آي.ايه” ليون بانيتا أمس، أن واشنطن لم تبلغ باكستان بالعملية التي استهدفت بن لادن لأنها كانت تخشى أن تبلغ الأخيرة زعيم “القاعدة” بحدوثها. وسارعت إسلام آباد للإعراب أمس عن قلقها حيال العملية الأميركية قرب إسلام آباد، معتبرة أن “مثل هذه الأعمال غير المصرح بها” يمكن أن تهدد السلام العالمي، نافية تماماً أن يكون لدى قيادتها المدنية أو العسكرية أي علم مسبق بالغارة مؤكدة عدم مشاركتها فيها وأن المروحيات الأميركية التي نفذت العملية لم تقلع من قواعد باكستانية. وأفادت التقارير الصحفية أن وكالة الاستخبارات الأميركية لم تكن متأكدة بشكل تام حتى وقت قريب مما إذا كان بن لادن موجودا فعلاً في مدينة أبت أباد، في حين قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركي إن مستشاري أوباما كانوا منقسمين خلال اجتماع حاسم عقده الرئيس الأميركي الخميس الماضي بشأن الغارة حيث جرى بحث ثلاثة خيارات للتعامل مع المعلومات بالغة السرية بشأن المجمع الفاخر الذي كان زعيم “القاعدة” يختبئ فيه. وأظهرت صورة نشرها البيت الأبيض الليلة قبل الماضية الرئيس أوباما داخل غرفة المؤتمرات ومركز إدارة الاستخبارات، وقد انحنى إلى الأمام في مقعده في لهفة وهو يشاهد خطوات المهمة العصيبة التي استغرقت 40 دقيقة لوضع حد لبن لادن، فيما كانت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون وهي تضع يدها على فمها، وربما بدت غير مصدقة لما يحدث. وفي سياق متصل، أعلنت السفارة الأميركية بباكستان غداة مقتل بن لادن أنها بالإضافة إلى قنصليتين أميركيتين في لاهور وكراتشي، أغلقت أمام الجمهور، خصوصاً فيما يتصل بالتأشيرة، وذلك “حتى إشعار آخر”. وأبلغ جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الصحفيين بقوله مساء أمس، “كان هناك مخاوف من أن يقاوم بن لادن عملية اعتقاله، وبالفعل فقد قاوم”. وأضاف أن زوجة بن لادن كانت في نفس الغرفة معه عندما اقتحم رجال القوات الخاصة المجمع ليل الأحد الاثنين. وتابع “تقدمت نحو المهاجم الأميركي وأصيبت في ساقها ولكنها لم تمت”. وزاد “وبعد ذلك تم إطلاق النار على بن لادن وقتله. ولم يكن مسلحاً”، مضيفاً أنه كان يوجد العديد من المسلحين في المبنى ووقع “اشتباك مسلح عنيف”. والاثنين قال مسؤولون أميركيون إن زوجة بن لادن جعلت من نفسها درعاً بشرياً لحماية زوجها وقتلت في الاشتباك. وأكد كارني أن مشهد جثة بن لادن كان “بشعاً ويمكن لبثه أن يثير الحساسيات”. وأضاف “نحن ندرس الوضع. ونحن نتعامل مع هذه المسألة بطريقة منهجية ونحاول أن نتخذ أفضل القرارات”. وذكر كارني أن كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية يناقشون ما إذا كان من الملائم نشر صورة بن لادن بعد إطلاق النار عليه وإصابته في راسه من قبل أحد عناصر القوات الخاصة. وتردد أن بن لادن أصيب برصاصتين في الرأس إحداهما فوق العين اليسرى مباشرة. وذهبت تقارير إعلامية إلى أن رأس بن لادن “انفجر”. من ناحيته، قال بانيتا في مقابلة مع مجلة “تايم” الأميركية “اتخذنا قراراً بأن القيام بأي عمل بالتعاون مع الباكستانيين يمكن أن يقوض هذه المهمة حيث إنهم يمكن أن يحذروا المستهدفين” بالعملية. وطوال سنوات نفت حكومة باكستان أن يكون بن لادن مختبئاً على أراضيها، إلا أن القوات الأميركية الخاصة عثرت عليه على بعد 50 كلم من العاصمة الباكستانية بجوار أكاديمية عسكرية. وزادت العملية التي استهدفت بن لادن التوترات بين واشنطن وإسلام آباد، إذ انتقدت وزارة الخارجية الباكستانية أمس، الهجوم “الأحادي غير المصرح به”. وقال بانيتا للمجلة إن الخيارات التي جرى تقديمها للرئيس الأميركي اشتملت على قصف المجمع الذي كان يقيم فيه بن لادن بطائرات بي-1 أو توجيه “ضربة مباشرة” له بصواريخ كروز. وفي النهاية تم استبعاد القيام بضربة جوية بسبب خطر وقوع “أضرار جانبية كبيرة”، في إشارة إلى احتمال إصابة عدد كبير من المدنيين. وأضاف أن خيار إطلاق صواريخ كروز كان لا يزال قيد الدراسة حتى الخميس الماضي، أي قبل يوم من موافقة أوباما على القيام بهجوم بمروحيات. وقال بانيتا إنه خلال مشاورات البيت الأبيض أقر بوجود “أدلة ظرفية” فقط على وجود بن لادن داخل المجمع لأنه لم تكن توجد صور من أي أقمار اصطناعية تجسسية تظهر وجود زعيم “القاعدة” الإرهابية في المجمع. ورغم أن نسبة الثقة لدى مساعديه في السي اي ايه بوجود بن لادن في المجمع كانت لا تزيد على 60 إلى 80 %، إلا أن بانيتا قال لأوباما في الاجتماع المهم الخميس الماضي، إن الأمر يستحق المغامرة وأن هذه أفضل فرصة للقضاء على مؤسس “القاعدة” منذ المحاولة الفاشلة في 2001 والتي أعقبت الغزو الأميركي لأفغانستان. وأشار إلى أنه أثناء متابعته العملية من مقر السي اي ايه في لانجلي، كان جميع من في الغرفة قلقين ومتوترين. وطلب من الآميرال وليام ماكرافين رئيس قيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تشرف على العملية، شرح التطورات العسكرية أثناء العملية وتأكيد مصير بن لادن، الذي كان يشار إليه خلال العملية بالاسم الحركي “جيرونيمو”. وأضاف “ظللت أسأل بيل ماكرافين ..حسناً، ماذا يعني ذلك؟ وعندما قال ماكرافين في النهاية إنهم تأكدوا من هوية جيرنيمو ..تنفسنا الصعداء”. وعندما خرجت المروحيات من المجمع بعد 15 دقيقة، ضجت الغرفة بالتصفيق، بحسب بانيتا. وذكرت الحكومة الباكستانية أمس، أن أفراد عائلة أسامة بن لادن زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي، “في أيد أمينة ويتم الاهتمام بهم، ويعالج بعضهم في عدد من أفضل المستشفيات”، وقالت وزارة الخارجية في بيان “لقد طرحت أسئلة حول مكان وجود أفراد عائلة بن لادن.. إنهم في أيد أمينة ويتم الاهتمام بهم بحسب القانون”، وأضافت الوزارة أن “بعضهم يحتاج إلى الرعاية الطبية وهم يعالجون في أفضل المرافق الممكنة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©