الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة السورية... وحدود مهمة «المراقبين»

30 ابريل 2012
يحذر عدد مـن الخبراء المهتمين بمتابعـة تطورات الأزمة السورية من أن بعثة المراقبين التابعين للأمم المتحدة لن يكون لها أي تأثير فعال في تهدئة وقع العنف المتواصل في سوريا ما لم تزدد أعدادها بشكل أكبر، وما لم تمُنح أيضاً قدراً أوسع من الحرية وإمكانية التحرك والمبادرة بحيث تستطيع أداء المهمة الصعبة الموكلة إليها. يشار هنا إلى أن سبعة مراقبين أمميين غير مسلحين تم نشرهم في سوريا من أجل مراقبة سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في الثاني عشر من أبريل الجاري، وأيضاً من أجل الإعداد لوصول مجموعة أكبر من المراقبين الدوليين يصل عدد أفرادها إلى 250 مراقباً تقريباً. غير أن أعمال العنف المحتدمة في الأزمة السورية تواصلت على رغم الهدنة المفترضة، في وقت يجادل فيه النشطاء ومنظمات المساعدات الدولية بافتقار البعثة إلى إمكانية التصرف من أجل وقف الانتهاكات الجارية في مختلف مناطق البلاد. وفي هذا الإطار، يقول آدم سايمونز، مدير "المركز العالمي لمسؤولية الحماية"، إن البعثة "في حاجة إلى أن يتم توسيعها بسرعة من حيث الحجم والنطاق"، محذراً من أن النزاع يمكن أن يتطور إلى أزمة إنسانية حادة في حال لم يقم المجتمع الدولي بشيء مما يلزم القيام به لوقف اتجاه تصاعد الأزمة في الاتجاه الأسوأ. وأضاف سايمونز قائلاً: "إن التاريخ لم يكن رحيماً بخصوص طريقة الرد غير الفعالة والمتسمة عموماً بقدر كبير من الضعف والجمود الدولي في محنتي رواندا والبوسنة خلال عقد التسعينيات". هذا ومن المفترض أن يتحقق المراقبون من مدى تطبيق مخطط مؤلف من ست نقاط يقضي بوقف أعمال العنف كان قد اقترحه كوفي عنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. ويدعو الاتفاق الأولي بين دمشق والأمم المتحدة بشأن نشر المراقبين الحكومةَ السورية إلى أن "تطبق على نحو مرئي" التزامها بوقف إطلاق النار، وضمان حرية المراقبين في التنقل إلى أي مكان في البلاد، وأن يكون في مقدورهم التقاط الصور واستعمال التكنولوجيا بقصد التحقق من الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل جميع فرقاء الأزمة السورية. غير أن المراقبين لم يغامروا حتى الآن بالذهاب إلى خارج ضواحي دمشق ومُنعوا من زيارة حمص، المدينة التي تعتبر من قبل البعض مركز الانتفاضة، حيث تواصلت الاحتجاجات هناك على رغم القصف المستمر والعنف الواسع الذي تمارسه القوى التابعة للنظام ضد معارضيه. وحتى الآن، لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن ما إن كان بالإمكان استعمال الطائرات كجزء من بعثة المراقبين، لتسهيل مهمتها على رغم دعوات من قبل أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" إلى إرسال طائرات هليكوبتر من أجل الحصول على صور أوضح للتطورات. وفي هـذا السيـاق، اعتبر كريـس دويل، مدير "مجلـس التفاهـم العربي- البريطاني"، أن حتـى قـوة مـن بضــع مئـات ستكـون أصغـر من أن تعمل، بشكـل فعـال ووفق المعايير المطلوبـة لتحقيـق نتائج إيجابيـة، في بلد يفـوق عدد سكانـه 22 مليـون نسمـة. وعن ذلك يقـول "دويل": "إن النظـام السوري هو من يتحكـم في المنافـذ وفـي من يدخل ومـن يخرج"، مضيفـاً: "في عالم مثالي، قد تكون هذه بعثة مستقلـة وشفافـة على نحو مثالي، غير أن النظام السوري بالطبع لا يرغب في أن يكون الأمر كذلك". وتعليقاً على هذا الموضوع، يرى عقيل هاشم، العميد الركن المتقاعد في الجيش السوري الذي يعيش الآن في العاصمة الفرنسية باريس والمنخرط في المعارضة، أن بعثة المراقبين العسكريين ليست سوى تكرار لمبادرة الجامعة العربية الفاشلة في يناير الماضي، التي فشل خلالها مراقبون تم إرسالهم إلى سوريا في تهدئة الوضع، وقد استمرت أعمال العنف قبل وبعد مجيء مراقبي الجامعة العربية، الذين لم تحقق مهمتهم الغايات المرجوة منها، وذلك ما أدى بالجامعة إلى وضع حد لمهمة مراقبيها وسحبهم من سوريا. واتهم هاشم المجتمع الدولي بـ"الافتقار إلى الحزم أو التصميم على التدخل في سوريا"، داعيّاً الأمم المتحدة إلى إنشاء مناطق عازلة على الحدود السورية، بهدف تأمين حد مقبول من الحماية للمدنيين العزل في مواجهة عنف النظام والقوى المؤيدة له. ومضى المعارض السوري مستطرداً ليتساءل بمرارة: "كيف يمكن لبلدان عظيمة أن تقبل حقيقة أن النظام يقول إنه يقبل المخطط ولكنه يواصل قتل الناس حتى الآن، حتى هذه اللحظة؟"، مضيفاً "إن التدخل آتٍ، ولكن ليس قبل أن يموت 20 ألفاً أو 30 ألفاً من الناس". ومن جانبه، اعتبر رضوان زيادة، العضو في المجلس الوطني السوري المعارض، أن الفكرة بمجملها -فكرة إرسال مراقبين- غير موفقة إذ قال في هذا السياق: "إنني لا أرى أي فائدة في توسيع مهمة المراقبين لأنها بكل بساطة لن تنجح"، مضيفاً "ماذا عساهم يفعلون؟ لقد تم توثيق الجرائم ضد الإنسانية جيداً ونحن بحاجة إلى طريقة عملية لوقف أعمال القتل". وأضاف زيادة قائلاً: "إذا ذهبتم إلى المدن ستجدون أن الدبابات لم تبرح أماكنها. كما أنه لم يتم الإفراج عن أي واحد من قائمة السجناء السياسيين التي قدمناها للأمم المتحدة. ولذلك، فإننا نشعر بخيبة أمل كبرى!". بوبي ماكفرسون مراسل منظمة «معهد الصحافة زمن الحرب» في لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©