الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميرة الشيباني: التقاعد منحني فرصة السفر والاطلاع على حضارات الشعوب

أميرة الشيباني: التقاعد منحني فرصة السفر والاطلاع على حضارات الشعوب
28 ديسمبر 2009 20:11
يرى كثيرون أن مرحلة «التقاعد» تتيح لهم ممارسة ما حرموا منه في مراحل سابقة كانوا خلالها في حالة انشغال دائم والتزام بالعمل. هذا ما يمكن اعتباره نتيجة يمكن الخروج بها بعد الحوار مع أميرة محمد الشيباني التي قضت نحو 35 عاماً في قطاع العمل الاجتماعي إثر حصولها على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الإمارات عام 1982، وانتقلت إلى مرحلة التقاعد فبات أمامها متسع من الوقت لممارسة ما لم تكن قادرة على القيام به أثناء سنوات العمل الطويلة، بدءا من الجلوس إلى الأولاد والأهل فترات أطول مرورا بممارسة هواياتها في جمع التحف القديمة انتهاء بالسفر والتجوال بين دول العالم التي تعرفت إلى عادات وسلوكيات شعوبها، واطلعت على مختلف الحضارات والثقافات الإنسانية عن قرب. مارست أميرة تلك الهوايات المحببة إلى قلبها ومثلت لها خير عوض عن متعة العمل والتجدد التي كانت تشعر بها يوميا أثناء عملها في «مركز رعاية المعوقين» في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية حتى عام 1994، بعدها انتقلت للعمل في «مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصّر» فعملت في أقسامها إلى أن جاء وقت التقاعد في العام 2007. عطاء وتفاعل عند إحالة الشيباني إلى التقاعد لم يراودها شعور بالضيق، تقول في ذلك: «لم أتضايق أو أشعر أنني مقبلة على فترة مملة وجافة في حياتي، على العكس من ذلك، كنت أشعر براحة ضمير لأنني أعطيت الكثير للعمل، والآن جاء الوقت للتركيز أكثر البيت والأولاد، وممارسة هواياتي التي حرمت منها بسبب انشغالات أعباء العمل. لكن المهم أن حياتي الجديدة بعد التقاعد لا تثنيني عن العطاء للمجتمع والتفاعل معه ومع قضاياه، لكوني في الأصل ذا نشاطات اجتماعية تطوعية عديدة». تصمت ثم تعدد قائلة: «لدي عضوية جمعية الهلال الأحمر في بداية تسعينات القرن الماضي. وكنت أعمل قائدة مرشدات في مفوضية أبوظبي لأدرب البنات على العمل الإرشادي. وكنت أقيم أنشطة ومخيمات وندوات ثقافية لتعليم البنات كيفية الاعتماد على النفس وكثير من المهارات الإسعافية والتعامل مع حالات الطوارئ المختلفة، مثل حالات الحرائق والحوادث. وكانت هذه الأنشطة تستهدف فتيات المرحلة الإعدادية، والثانوية، وأيضا بنات الجامعة». وتلفت الشيباني أن أبرز الأنشطة التطوعية التي قامت بها سابقا، تتمثل في عملها مديرة فرع الأولمبيات الخامس لذوي الإعاقة الذهنية في أبوظبي، وإشرافها على الفريق الإماراتي المشارك في بطول دول مجلس التعاون التي أقيمت في أبوظبي عام 1997، وكانت تحت رعاية سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، الذي كان يرأس اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين آنذاك. مصباح علاء الدين حول الهوايات التي صارت الشيباني تمارسها بشغف، تقول: «لدي هواية مهمة أعطيها جل وقتي الآن وهي جمع التحف والأثريات من مختلف دول العالم، التي زرتها بغرض السياحة وجمع هذه التحف. حيث زرت كلا من: سورية والأردن ومصر وعمان واليونان وإيران والصين وتايلاند، ومن أهم ما حصلت عليه من الأخيرة، هو ما يعرف بـ «السماور» وهو عبارة عن إناء معدني مزخرف بأشكال جميلة، يستخدم في عمل الشاي، ورغم أنه معروف منذ مئات الأعوام إلا أنه لا يزال قيد الاستخدام حتى اليوم في كثير من دول شرق آسيا، لأنه يعطي نكهة مميزة للشاي». تبتسم الشيباني قبل أن تضيف: «لدي مصباح يشبه مصباح علاء الدين الذي جاء في الحكاية المشهورة «علاء الدين والمصباح السحري» وهو منحوت على حجر، وحصلت عليه أثناء زيارتي للأردن، وتحديدا من مدينة البتراء الأثرية التي تنتشر فيها التحف والمصنوعات اليدوية القديمة. وفي حوزتي أيضا لوحة معدنية نادرة منقوشة برسومات لحيوانات عديدة تم شغلها يدويا في إيران. فضلا عن مجموعة سيوف قديمة ومشغولات فضية تراثية جمعتها من بلدان الشرق الأوسط التي زرتها». أما من أبوظبي فلديها جرة أثرية تقول عنها: «لدي ذكرى جميلة من أبوظبي عبارة عن رسالة محفورة على جرة قديمة، وكانت مرسلة من شخص إلى آخر منذ زمن بعيد. وأكثر ما يلفت النظر في تلك الجرة، وجود عدد من أسماء القبائل العربية التي تقطن الجزيرة العربية، منقوشة على الجرة، وهي بذلك أشبه بالأسماء والكتابات الموجودة على جدران المعابد الأثرية المختلفة التي تؤرخ وتوثق تاريخ تلك الدول». رسالة هادفة تشير الشيباني إلى أن أهمية اقتناء وجمع التحف لديها ليست جديدة عليها، فهي شغفت بها منذ الصغر، ولكن مع وجود متسع من الوقت في المرحلة الحياتية التي تعيشها الآن استطاعت إشباع هذه الهواية. تقول في ذلك: «أرى أنها أكثر من مجرد هواية لملء وقت الفراغ، وتحمل في طياتها هدفا ورسالة، ألا وهي عدم نسيان القديم بأي حال من الأحوال، خاصة مع انتشار مظاهر التحضر والتمدن في سائر أرجاء العالم ومنها دولة الإمارات، التي تمثل بؤرة حضارية مميزة في منطقة الخليج والعالم العربي». وتؤكد الشيباني أن «التأمل في هذه التحف يجعل الأجيال الجديدة تعرف كيف كان يعيش الآباء والأجداد، وكيف كانت الحياة جميلة رغم بساطتها، ولذلك يجب أن يحافظوا على بساطتهم كأشخاص حتى مع استخدام أرقى وأحدث الصيحات التكنولوجية التي نشاهدها حولنا في كل مكان». مميزات التقاعد حول شكل العلاقة الأسرية بعد التقاعد، تقول الشيباني: «لاشك أنها صارت أفضل وأقوى من ذي قبل، لوجود فرصة أكبر للوجود مع الزوج والأولاد، والخروج معهم أثناء إجازاتهم، وكذا إمكانية التعرف إلى مشاكلهم وملامستها عن قرب من خلال المناقشة والحوار بشكل أفضل من الذي كان يتم في السابق حين كنت أعود من العمل وأنا محملة بأعبائه ومشاكله، فالجلوس إلى الأهل من أهم مميزات مرحلة التقاعد، لأن العمل رغم ماله من مميزات كثيرة، إلا أنه قد يحمل تأثيرا مضادا على الأسرة إذا لم تحسن ربة البيت تنظيم وقتها». تسترسل قائلة: «كل مرحلة عمرية لها إيجابياتها وسلبياتها، وأعتقد أن مرحلة التقاعد لها نفس مميزات فترة العمل، إذا ما أحسن الفرد استغلالها، لأن العمل غالبا ما يجعل الفرد ينشغل عن كثير من الأشياء التي يحبها، بينما التقاعد يمنحه الفرصة لممارسة الأشياء التي شغلتنا الحياة والعمل عنها، ومنها السفر، ممارسة الهوايات، المشاركة في الأنشطة التطوعية والخيرية». باقة من بطاقة - أميرة محمد الشيباني، حاصلة على جائزة ووسام أبوظبي للعمل سنة 1995، وتسلمتها من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. - لديها أربعة أبناء، عبدالله (17 سنة) يدرس في كلية التقنية، حمد (15 سنة) في المرحلة الثانوية. وابنتان، إحداهما في كلية تقنية أبوظبي، والأخرى في الصف الثاني الإعدادي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©