سوق السفر العربي ينطلق في دبي اليوم بمشاركة 2400 عارض

محمود الحضري (دبي) - تشارك 2400 شركة من 87 دولة في فعاليات الدورة التاسعة عشرة من معرض سوق السفر العربي «الملتقى 2012» التي تنطلق اليوم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وتقام فعاليات المعرض، والتي تستمر حتى الخميس المقبل، في مركز دبي التجاري العالمي، على مساحة 21,4 ألف متر مربع، بزيادة 7% عن العام الماضي. ويتوقع أن يستقطب المعرض أكثر من 23 ألف زائر من المتخصصين والعاملين في قطاع السفر والسياحة من المنطقة والعالم، حيث ينطلق وسط توقعات بأن يحقق القطاع السياحي في الدولة نشاطا ملحوظا مستفيدا من تداعيات الأحداث في الأسواق السياحية التقليدية، وإبرام العديد من شركات السياحة عقودا لاستقطاب أفواج سياحية خلال الموسم الجديد. وأشار والش مارك مدير محفظة المعارض في شركة ريد ترافل اكسيبيشنز المنظمة الحدث، خلال مؤتمر صحفي عقد بدبي أمس، إلى أن عدد الزوار المسجلين مسبقا هذا العام لحضور فعاليات المعرض ارتفع بشكل لافت قبل موعد انعقاده، حيث شهد المعرض إضافة 11 بلدا تشارك للمرة الأولى بما فيها موسكو ورومانيا وزيمبابوي وموريشيوس اضافة إلى 82 شركة جديدة تشارك للمرة الأولى. وذكر أن حجم التسجيل للمشاركة في المعرض من قبل وكالات السفر والسياحة ارتفع بنسبة 213% هذا العام، كما شهد حجم التسجيل من شركات السفر والسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في المعرض قفزة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة، على الرغم من تداعيات أحداث الربيع العربي، ما يعكس التوجه الايجابي الذي تنتهجه دول المنطقة نحو الاستفادة من قطاع السياحة باعتباره محركا اقتصاديا مؤثرا. وقال مارك «شهدت منطقة الشرق الأوسط استثمارات بلغت نحو 38 مليار دولار لتطوير مشاريع سياحية وترفيهية، فيما تشير التوقعات إلى ارتفاع الاستثمارات إلى 41 مليار دولار خلال 2012». وأوضح أن الإمارات تصدرت دول المنطقة في الاستثمارات بالقطاع، وهو ما يؤكد استمرار النمو بوتيرة متسارعة في المنطقة، مشيرا إلى أن قطر والسعودية وعمان من بين الدول التي استقطبت أحجاما كبيرة من الاستثمارات في تطوير البنية التحتية للسياحة. وتوقع مارك بأن يحقق المعرض نجاحا كبيرا وسط مؤشرات إيجابية بقوة صناعة السفر والسياحة في المنطقة والاستثمارات الهائلة التي تنفذها لتطوير البنية التحتية للسياحة بهدف استقطاب الزوار من مختلف مناطق العالم. وأضاف أن الإمارات تتطلع إلى تحقيق نمو بنسبة 9% في عدد الزوار الوافدين في 2012 مستفيدة من الاضطرابات الجارية في أماكن أخرى في المنطقة، لافتا الى أن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي بينت أن الإمارة سجلت ارتفاعا بنسبة 10% في عدد نزلاء الفنادق في 2011 مقارنة بالعام الماضي مستقبلة 9,3 مليون زائر. وارتفعت فترة الإقامة في الفنادق بنسبة 12% إلى 3,6 أيام، بينما بلغ عدد زوار الفنادق في أبوظبي أكثر من 2,1 زائر في 2011 مقارنة مع 1,8 مليون في 2010. ومن جانبه، قال صالح الجزيري مدير الترويج الخارجي والوفود في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي إن السياحة في الإمارة مستمرة في التطور والنمو بالرغم مما يعانيه الاقتصاد العالمي من عدم استقرار، مشيرا إلى أن ذلك يحدث نتيجة لقدرتها على أن توفر للسياح خدمات وتسهيلات تفوق توقعاتهم، حيث حققت دبي العام الماضي نتائج جيدة من حيث عدد نزلاء المنشآت الفندقية وعدد الليالي السياحية والعائدات الفندقية. وأفاد بأن العائدات الفندقية العام الماضي بلغت 15,9 مليار درهم بزيادة 20% عن العام 2010، والذي سجل 13,2 مليار درهم، وبلغ عدد الليالي السياحية في المنشآت الفندقية في دبي العام الماضي 32,8 مليون ليلة مقابل 26,6 مليون في العام الأسبق بنمو 32%، منوها إلى أن نتائج الربع الأول من هذا العام والتي سيتم الإعلان عنها خلال معرض سوق السفر تشير إلى وجود نسبة ارتفاع كبيرة. والى ذلك، قال سالم عبيد الله نائب رئيس أول للعمليات التجارية لأوروبا والاتحاد الروسي في طيران الإمارات، خلال المؤتمر الصحفي «يلعب معرض سوق السفر العربي دورا محوريا ومتواصلا في دعم وتطوير صناعة السفر والسياحة في المنطقة من خلال استقطابه لشخصيات بارزة من خبراء وصناع قرار متخصصين في الصناعة من مختلف دول العالم وتوفير الأرضية المناسبة لاطلاعهم على ما توفره المنطقة من فرص وأعمال في هذا المجال». وأضاف «يشكل المعرض منصة مثالية لتسليط الضوء على خطط الناقلة، المستقبلية لاسيما ما يتعلق بالمحطات الجديدة التي تخطط الشركة لافتتاحها في 2012 والمبادرات الترويجية المبتكرة». وقال سالم «لا تقتصر أهمية سوق السفر العربي على كونه حدثاً سنوياً، بل يعد جانباً مكملاً لصناعة السفر والسياحة، ويتيح تعزيز مكانة الإمارة كوجهة عالمية ومركز رئيس للأعمال والتجارة». وأشار إلى أن الناقلة تدعم حركة السياحة من خلال رحلاتها إلى 123 محطة في 73 دولة عبر قارات العالم الست، حيث توفر خدمات سفر لملايين المسافرين عبر العالم في كل عام. ونوه إلى أن طيران الإمارات تشهد نمواً هائلاً من خلال إطلاق محطات جديدة بفضل توسيع أسطولها وتشغيل طائرات حديثة. من جانبه، قال علي أبو منصر رئيس مجلس ادارة ذي فيجن دستينيشن مانجمنت «ترتبط الشركة بشراكة مع سوق السفر العربي لتوفير الخدمات الداعمة للمعرض، نظرا لما له من أهمية كبيرة كمنصة عالمية لتوفير الفرصة للالتقاء بالشركاء ولعرض منتجات وخدمات جديدة». وأضاف «قطاع السفر في منطقة الخليج يشهد نموا لافتا ويتسم بالحيوية في حين يمثل هذا الحدث منصة هامة لجمع كبار اللاعبين في قطاع السفر من أجل ترجمة ذلك بصورة إيجابية وللاستفادة من الفرص التي يوفرها القطاع في المنطقة وتطويرها للأفضل». ومن جهته، قال فيليب بونو مدير عام فندق ابن بطوطة جيت في دبي، إن معرض سوق السفر العربي يمثل أهمية كبيرة في سياق الترويج لصناعة السفر والسياحة كقطاع اقتصادي رئيسي يعول عليه في المنطقة. وأضاف «لاشك أن سوق السفر العربي يمثل مقياسا لأداء قطاع السفر والسياحة في المنطقة، ومن خلال المشاركة الكبيرة للعاملين في هذا القطاع الحيوي في المعرض، يتضح مدى ما يتمتع به القطاع من قوة تبعث على التفاؤل على الرغم من تداعيات أحداث الربيع العربي التي لا تزال مستمرة منذ 18 شهراً». ويجمع الحدث تحت سقفه على مدى 4 أيام مختلف الجهات والشركات المتخصصة في صناعة السفر والسياحة الإقليمية والعالمية بما فيها الوجهات السياحية وشركات الطيران ووكلاء السفر ومنظمي الرحلات السياحية وشركات الفنادق والمنتجعات السياحية وشركات تقنية المعلومات المتخصصة في حجوزات السفر والعروض السياحية. ويتضمن برنامج معرض سوق السفر العربي على مدى أربعة أيام عدد من الفعاليات المخصصة للعاملين في قطاع السفر والسياحة بمشاركة نخبة من الخبراء والشخصيات الرائدة في صناعة السياحة حيث يتناولون خلالها مختلف القضايا الأساسية التي تهم القطاع. وتشمل الفعاليات سلسلة من الندوات وورش العمل بما فيها برنامج «يوم وكالات السفر» الذي يقام برعاية جريدة «تي تي إن» ويركز على آخر التطورات والمنتجات التقنية في صناعة السفر والسياحة، وحلقة حول الوظائف وفرص العمل التي يوفرها القطاع مع إتاحة الفرصة للشركات والجهات العارضة للترويج للوظائف المتوفرة لديها وتشجيع الشباب على الاستفادة منها. ومن المبادرات الجديدة للمعرض دعوة وزراء السياحة في دول المنطقة لجلسة خاصة لمناقشة مختلف المواضيع والتطورات ذات العلاقة بصناعة السفر في الشرق الأوسط.