الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جنوب أفريقيا تعيش اللحظات الأخيرة من حلم المونديال

جنوب أفريقيا تعيش اللحظات الأخيرة من حلم المونديال
10 يوليو 2010 22:25
من سيكون الفريق الثامن؟، هذا هو السؤال الذي يحير الجميع في جوهانسبرج هذه الأيام حيث الجميع منشغلون بالتفكير في البطل الثامن أو البطل الجديد، وبعد سبعة أبطال سابقين آن الآوان أن تبحث كرة القدم عن فارس آخر وعن فريق سيكون هو بطل العالم لمدة أربع سنوات مقبلة، إسبانيا أو هولندا وكأس العالم ثالثهما. واليوم يسدل الستار على كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بإقامة المباراة النهائية والتي تجمع إسبانيا وهولندا، وقبل الجميع سيتقدم فابيو كانافارو قائد منتخب إيطاليا ونجم نادي الأهلي بالدخول إلى ملعب المباراة، وهو يحمل الكأس، وهو آخر من حملها عندما توج بها منتخب إيطاليا في البطولة الماضية، ليحملها اليوم قائد جديد سيكون إسبانيا أو هولنديا. واليوم ينتهي الحفل وتعود الحياة إلى طبيعتها السابقة بعد أن عاشت الدولة الأفريقية شهراً كاملاً من البهجة والسعادة وهي تستضيف العالم، واليوم سيكون المشهد غاية في الحزن عندما تقام المباراة الأخيرة وبعدها سيحمل الضيوف الحقائب ويرحلون. وفي الغد سيصحو مواطنو جنوب أفريقيا من الحلم الذي عاشوه طوال شهر كامل، لن تكون الشوارع مثلما هي ولن تشهد الأحياء تلك الاحتفالات التي عاشتها خلال الأيام الماضية، سيرحل الجميع ويتركوا لمواطني جنوب أفريقيا حفنة من الذكريات وصورة لن تسقط من عدسة التاريخ كانت هنا، كأس العالم أقيمت بنجاح منقطع النظير في القارة الأفريقية للمرة الأولى. وبدأت الاحتفالات بالفعل في شوارع وأحياء جوهانسبرج حيث انطلقت مسيرة كرنفالية أمس الأول في ضاحية سويتو والذي يشهد التاريخ أنها كانت بؤرة النضال والكفاح، وشهدت أشرس عمليات المقاومة ضد حكومة الفصل العنصري قبل عشرين عاما، ولكنها اليوم تضم درة التاج في ملاعب جنوب أفريقيا، حيث ملعب السوكر سيتي وقد كتب لها أن تكون اليوم محط أنظار العالم وتشهد المباراة الأهم والتي لا تتكرر سوى مرة في كل أربع سنوات. وتقام في العادة الاحتفالات في سويتو خلال اليوم الأخير من العام ولكن هذه السنة وبشكل استثنائي فقد تم تقديم الاحتفالات إلى هذه الفترة من أجل كأس العالم والمباراة النهائية، وكان الأطفال المشاركون في المسيرة في قمة البهجة وهم يغنون ويرقصون كما كان الناس يرفعون اللافتات وأعلام إسبانيا وهولندا بالإضافة بالطبع إلى علم جنوب أفريقيا. وينقسم الناس في جوهانسبرج ما بين الفريقين اللذين سيخوضان المباراة النهائية اليوم وقد تكون الأكثرية تساند منتخب إسبانيا لعدة اعتبارات وأهمها المستوى المتميز الذي يقدمه الفريق أما السبب الثاني فهو كما يقول صاحب أحد المقاهي أنه يضم في صفوفه لاعبي برشلونة وريال مدريد ولا يخفى على أحد الشعبية الهائلة لهذين الفريقين في العالم وجنوب أفريقيا بشكل خاص. أما الذين يشجعون هولندا فغالبيتهم من البيض أو “الأفريكانز” وهؤلاء هم الذين كانوا يحكمون البلاد في أيام العنصرية قبل أن تتحول إلى الديموقراطية، وهم ينحدرون من أصول هولندية على اعتبار أن الهولنديين هم الذين استوطنوا في كيب تاون عن طريق الشركة الهولندية الشرقية، ويفخر هؤلاء بأصولهم كثيراً، كما أن لغة “الأفريكان” وهي إحدى اللغات الإحدى عشرة المتداولة في جنوب أفريقيا هي في الأصل مشتقة من الهولندية. أما الرئيس السابق في جنوب أفريقيا ديكليرك والحاصل على جائزة نوبل للسلام فقد كان الأكثر دبلوماسية حيث أعلن أنه سيكون سعيداً لو فازت هولندا بكأس العالم على اعتبار أصوله التي تنحدر من هناك، كما أنه قضى أفضل عطلاته في إسبانيا وإذا فازت بالكأس فهذا الشيء سيسعده كذلك. وتبقى التساؤلات عن اللقب والهداف والكرة الذهبية وغيرها من الأمور التي تتعلق في الملعب أما ما هو خارج الملعب فذلك التساؤل الذي يمثل أهمية كبيرة لكل العالم وللفيفا وللجنة المنظمة ولجنوب أفريقيا بشكل خاص وهو عن حضور نيلسون مانديلا إلى المباراة وقيامه بتتويج الفريق الفائز بكأس العالم، والكل يتمنى أن يحدث هذا الشيء حتى تكون لقطة للذكرى وللتاريخ وللرجل الذي أحضر كأس العالم إلى جنوب أفريقيا بل هو الذي قدم حياته من أجلها ومن أجل شعبه.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©