الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

90 دقيقة تفصل دل بوسكي عن لقب «الرجل المعجرة»

90 دقيقة تفصل دل بوسكي عن لقب «الرجل المعجرة»
10 يوليو 2010 22:21
دخل مدرب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 وهو يحمل على كتفيه عبئاً بأنه يشرف على المنتخب الأفضل في العرس الكروي والمرشح الأوفر حظاً للظفر باللقب، فارتقى إلى مستوى المسؤولية التي ألقيت على عاتقه بعد خلافة لويس أراجونيس الذي قاد “لا فوريا روخا” إلى لقبه الأول منذ 1964 بعدما توج بطلا لكأس أوروبا 2008 على حساب نظيره الألماني (1 - صفر)، وأصبح على بعد 90 دقيقة من أن يصبح الرجل “الخالد” في أذهان شعب بأكمله. نجح رهان الاتحاد الإسباني على ابن سلمنقة المولود عام 1950 وها هو “لا فوريا روخا” على عتبة أن يرفع الكأس العالمية المرموقة للمرة الأولى في تاريخه والعقبة الأخيرة التي تقف في وجهه متمثلة بالمنتخب الهولندي الباحث عن المجد الذي كان قريبا منه في مناسبتين قبل أن يسقط في المتر الأخير. تسلم دل بوسكي مهامه في المنتخب بعد كأس أوروبا مباشرة ونجح في قيادته لمواصلة عروضه الرائعة ومسلسل نتائجه المميزة، ولم يلق أبطال أوروبا طعم الهزيمة بقيادته سوى مرتين فقط، الأولى على يد الولايات المتحدة في نصف نهائي كأس القارات العام الماضي (صفر- 2) عندما وضع منتخب “بلاد العم السام” حينها حداً لمسلسل انتصارات بطل أوروبا عند 15 على التوالي (رقم قياسي جديد) وألحق به هزيمته الأولى منذ سقوطه أمام رومانيا صفر- 1 في نوفمبر عام 2006 فحرمه من تحطيم الرقم القياسي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة، ليبقى شريكاً للمنتخب البرازيلي في هذا الرقم (35 مباراة من دون هزيمة)، علماً بأن الأخير سجله بين عامي 1993 و1996. أما الثانية فكانت في مستهل المشوار المونديالي على يد سويسرا التي سجلت مفاجأة مدوية بإسقاطها المنتخب الإسباني الذي استعاد توازنه بعدها وواصل زحفه حتى بلغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1950 متخلصاً في طريقه من البرتغال وباراجواي قبل أن يواجه ألمانيا في نصف النهائي فتغلب عليها مجدداً وبالنتيجة ذاتها التي فاز بها في نهائي كأس أوروبا. ودخل دل بوسكي ومنتخبه نهائيات جنوب أفريقيا وفي جعبتهما 11 انتصاراً متتالياً و24 من أصل المباريات الـ25 الأخيرة، ما جعلهم المنتخب الأوفر حظاً للفوز باللقب العالمي للمرة الأولى وهو ما زاد الضغط على لاعب وسط ريال مدريد وكاستيلون سابقاً، إلا أنه كان على قدر المسؤولية على الرغم من البداية المتعثرة وأصبح على موعد مع التاريخ. أثبت دل بوسكي أنه يجيد التعامل مع الضغوط خصوصاً أنه أشرف على أشهر وأنجح فريق في العالم وهو ريال مدريد من 1999 حتى 2003 فائزاً معه بلقب الدوري عامي 2001 و2003 ودوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2002 قبل أن يقال من منصبه عام 2003 من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز. يعد دل بوسكي شخصية فريدة من نوعها، وبينما اشتهر معظم أفراد أسرته في العمل في مجال السكك الحديدية، اختار شخصياً أن يخوض مغامرة مهنية مختلفة عن بقية أقربائه، مفضلاً الاستجابة لرغباته الكروية ومواصلة مسيرته في عالم الساحرة المستديرة. ولم تخب طموحات دل بوسكي في مشواره العملي الذي ارتبط في مجمله بعملاق العاصمة ريال مدريد، حيث حقق نجاحات كبيرة على امتداد سنواته الطويلة في ملاعب كرة القدم فتوج بلقب الدوري المحلي كلاعب 5 مرات وبالكأس المحلية أربع مرات، قبل أن ينجح كمدرب بقيادة النادي الملكي إلى لقب الدوري مرتين ودوري أبطال أوروبا مرتين وكأس السوبر الأوروبية مرة واحدة والكأس القارية مرة واحدة أيضاً. طرق الاتحاد الإسباني باب دل بوسكي بعد كأس أوروبا 2008 ليخلف أراجونيس، فلبى ابن سلمنقة النداء الوطني ونجح في قيادة بلاده إلى نهائيات جنوب أفريقيا بطريقة رائعة لأن “لا فوريا روخا” حصد النقاط الكاملة في مجموعته الأوروبية الخامسة، متفوقاً بفارق 8 نقاط عن البوسنة الثانية. أعرب دل بوسكي عن أمله في أن يواصل مشواره بهذه الطريقة خلال النهائيات، وهو حذر لاعبيه من الوقوع في فخ المفاجآت خلال العرس الكروي العالمي الذي يقام للمرة الأولى في القارة السمراء: “إن السؤال الذي يتكرر بشكل شبه دائم يتعلق بوضع منتخبه كأفضل مرشح للظفر باللقب، حسنا، في ما نؤكد دائماً عدم اتفاقنا مع هذا الطرح، فإننا في الوقت ذاته لا ننكر أنه من المنطقي أن تصب أغلب الترشيحات في مصلحتنا بحكم تربعنا على العرش الأوروبي وتحقيق الفوز في عدد من المباريات المتتالية”. وواصل “إننا نعرف في قرارة أنفسنا إننا سنواجه خصوماً من العيار الثقيل، إذ لا توجد منتخبات صغيرة وضعيفة في كأس العالم، علينا أن نركز بشكل كامل من أجل تجنب الوقوع في فخ المفاجآت أمام سويسرا أو تشيلي أو هندوراس”، وهي المنتخبات التي واجهها أبطال أوروبا في الدور الأول. وأردف دل بوسكي الذي أشرف على بشكتاش التركي موسم 2004-2005 “أن الجميع في إسبانيا يتشوق لرؤيتنا نعتلي منصة التتويج في كأس العالم، لكن من يعتقد أن عدم الفوز باللقب العالمي يعتبر فشلاً ذريعاً فهو مخطئ تماماً، أن مثل هذه الطروحات تعتبر تفكيراً متطرفاً نوعاً ما”. من المؤكد أن دل بوسكي لم يخيب ظن الشعب الإسباني بأكمله بل أنه أوجد جواً توحيدياً في البلاد لدرجة أن مقاطعة كاتالونيا التي تطالب باستقلالها رفعت العلم الإسباني إلى جانب الكاتالوني في خطوة نادرة بعد وصول المنتخب إلى النهائي. ولم يدخل دل بوسكي، المدرب الخمسين في تاريخ المنتخب الإسباني، الكثير من التعديلات على طريقة لعب المنتخب والأسلوب الذي طبقه سلفه أراجونيس على الرغم من الاختلاف الجذري بين المدربين على الصعيدين الشخصي والإداري. وخلافا لأراجونيس الذي عرف عنه طابعه الحاد ومواقفه المثيرة للجدل في بعض الأحيان، ادخل دل بوسكي الهدوء والتحفظ والصبر إلى منصب المدرب، إضافة إلى التواضع. ويعتبر دل بوسكي نموذجا للمدربين الهادئين الذين بإمكانهم المحافظة على رباطة جأشهم في الأوقات الحرجة ويتمتع أيضاً بطبيعته المسالمة وبمقارباته المدروسة بالإضافة إلى قدرته على التعامل مع فرق تعج بالنجوم الكبار وهو ما سهل تسلمه السلس لرئاسة الإدارة الفنية للمنتخب من دون إهمال واقع أنه يعمل دائماً للمحافظة على وحدة وأداء لاعبيه الموهوبين. والتزم دل بوسكي بالحكمة التي تقول إنه “ لا يجب العبث بتركيبة رابحة” واتخذها كمبدأ له منذ أن تسلم مهامه مع المنتخب وكان التغيير الوحيد الذي أجراه خلال مشواره مع المنتخب حتى الآن هو تطعيمه ببعض المواهب الشابة من أجل المحافظة على الاستمرارية في النتائج والتنافس والنشاط على الأمد الطويل. “لن يعمينا النجاح”، هذا ما قاله دل بوسكي بعد التأهل إلى النهائي، مضيفاً “لا يوجد هناك أصعب أو أغلى من الفوز بكأس العالم، لكن علينا أن نلعب المباراة النهائية، لا يمكننا أن نتباهى أو أن نصاب بالغرور، أنا أدير مجموعة من الشبان يملكون خبرة كبيرة، يعلمون ما هي كرة القدم، الخسارة أمام سويسرا كانت صعبة جداً علينا. لكننا نؤمن بقدراتنا وشخصيتنا، نحن ننمو واعتقد أن هذا ما أتى بالنهائي إلينا”. من المؤكد أن دل بوسكي يملك الأسلحة اللازمة لكي يحقق آمال الشعب الإسباني بالصعود إلى منصة التتويج اليوم لأن “لا فوريا روخا” يتميز بلعبه الجماعي الرائع والقدرات الفنية المذهلة للاعبيه، وهو يتحدث عن هذه المسألة قائلاً: “إن كرة القدم رياضة جماعية بامتياز، لكنك تحتاج إلى الفرديات أحياناً من أجل صنع الفارق واختراق الدفاعات، نحن نملك مهارات فردية متميزة في كل خطوطنا، بدءاً بالحارس ومروراً بالوسط وانتهاء بالهجوم، إذ تضم صفوفنا لاعبين مهاريين بارزين”، وسواء نجح الإسبان في رفع الكأس من عدمه، فإن دل بوسكي سيبقى دائماً في الأذهان بأنه المدرب الذي نجح في فك عقدة بلد بأكمله في العرس الكروي العالمي ونجح في قيادة “لا فوريا” روخا إلى أبعد ما نجح فيه أي من المدربين الـ49 الذين تناوبوا على رأس الهرم الفني للمنتخب الوطني. بوسكيتس: علينا شل تفكير شنايدر بوتشفستروم (د ب أ) - أعرب لاعب خط الوسط الإسباني سيرخيو بوسكيتس عن اعتقاده أن لديه الطريقة السرية للقضاء على خطورة نجم خط الوسط الهولندي ويسلي شنايدر في المباراة التي تجمع الفريقين اليوم في نهائي كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، مشيراً إلى أنه يجب عدم منح شنايدر الفرصة للتفكير. وقال بوسكيتس في بوتشفستروم "شنايدر أظهر مدى روعته كلاعب بالفوز مع الإنتر بثلاثية "الدوري والكأس الإيطالية ودوري أبطال أوروبا" في الموسم الماضي". وأضاف "من أجل إيقافه، نحتاج إلى التماسك كوحدة واحدة وعدم السماح له بالحصول على وقت، حتى للتفكير، هذا ما فعلناه مع الألماني مسعود أوزيل". وأعرب لاعب خط وسط برشلونة عن اعتقاده أن المنتخب الإسباني لعب أفضل مباراة له في البطولة أمام المنتخب الألماني في الدور قبل النهائي، ولكنه يأمل تقديم عرض أفضل في النهائي. وأضاف بوسكيتس قبل المباراة التي تقام في ستاد "سوكر سيتي" في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا"عندما تصل إلى المراحل الأخيرة من بطولة لا يكون هناك منافس سهل. وأعلن بوسكيتس أيضاً أن غرفته تعرضت إلى السرقة صباح يوم المباراة أمام ألمانيا، ولكنه رفض الإدلاء بتفاصيل لأنه لا يريد "أي نوع من الاضطرابات قبل مباراة الدور النهائي".
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©