(أبوظبي - الاتحاد)
دخل الطبيب البريطاني بيتر مدور، لبناني الأصل، تاريخ العلوم من باب علم المناعة وزراعة الأعضاء.
وولد مدور في البرازيل عام 1915، وانتقل مع والديه إلى إنجلترا، وأنهى دراسته الثانوية في جامعة أكسفورد عام 1935، وحصل على منحة دراسية لتفوقه، وحصل على دعم لأبحاثه من مؤسسة «سينيور ديمي شب»، وحصل بعد ثلاث سنوات على جائزة «إدوارد شايمان للبحوث»، بعدها حصل على لقب زميل، لنجاحه في بحوث في مجال تحولات المواد العضوية داخل أعضاء الحيوانات، وحاز جائزة نوبل في الطب لعام 1960 مناصفة مع الأسترالي السير فرانك بورنت لاكتشافهما التحمل المناعي المكتسب، ليصبح أول عربي يحصل على «نوبل» في هذا المجال.
في عام 1944 حصل على مرتبة أستاذ مساعد في علوم الحيوان في كلية سانت جون بجامعة أكسفورد، وعمل في مجال بحوث أدت إلى اكتشاف البنسلين مع العالم الأسترالي السير هوارد فلوري، وأصبح فيما بعد أستاذاً في علوم وتشريح الحيوان في جامعة لندن.
استطاع مدور في الأربعينيات أن يوضح خفايا التفاعلات المتعلقة بالمناعة، عن طريق زراعة أنسجة وأعضاء الحيوانات، فلقد حاول نقل نسيج من أنسجة جسم الحيوان إلى آخر على غرار عملية نقل الدم لكنه لم ينجح، واستنتج بأن رفض الجسم للأنسجة الغريبة «ظاهرة من ظواهر المناعة»، كما استطاع أن يثبت بأن الحيوانات تحمل في أجسامها خلايا «مضادات مناعية»، تؤدي إلى رفض الجسم لزراعة الأنسجة والأعضاء الغريبة، وفي عام 1951 استخدم الكورتيزون، ليخمد المناعة لكن النتائج لم تكن مرضية.
وقام باستخدام عقار جديد عام 1959 هو «الازاثيوبرين»، والذي أثبت كفاءة عالية في مجال المناعة. وكان مدور منح عام 1958 الميدالية الملكية رفيعة الشأن، وكرمته الملكة إليزابيث بمنحه لقب سير عام 1960، وفي عام 1962 أسند له منصب المدير العام «للمؤسسة الوطنية البريطانية للبحوث الطبية»، وتوفي عام 1987 عن عمر 72 عاماً، مخلفاً وراءه مجموعة كبيرة من الكتب المهمة مثل «حدود العلم».
عدد اليوم
