مواجهات بين اليهود والعرب في عكا لليوم الخامس

تجددت المواجهات بين مواطنين من العرب واليهود الليلة قبل الماضية وفجر أمس في مدينة عكا، وذلك لليوم الخامس على التوالي· وانتشرت أعداد كبيرة من رجال الشرطة الإسرائيلية في المدينة في محاولة لوقف تلك الاشتباكات· وتعتزم جماعة شبيبة يهودية متطرفة، إقامة خيمة ''عيد العرش'' اليهودي على مدخل عكا القديمة التي يسكنها العرب، بينما تواصلت الاتصالات بين زعماء من اليهود والعرب لتهدئة الوضع· وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن المصادمات أسفرت عن إصابة ثلاثة من الفلسطينيين بجروح بينما اعتقلت الشرطة تسعة أشخاص أثناء المواجهات· ونقلت الإذاعة عن مصادر الشرطة الإسرائيلية قولها إن متظاهرين يهوداً أحرقوا منزلين عربيين في حي تسكنه أغلبية يهودية شرق مدينة عكا قبيل فجر أمس· ولا يزال احد المنازل محاصراً منذ يومين من قبل اليهود· وقال مستشفى نهاريا إنه استقبل 14 جريحاً يهودياً· وأشارت الإذاعة إلى أن الشرطة استخدمت خراطيم المياه لتفريق نحو مئتي يهودي اتجهوا وهم يحملون الزجاجات والحجارة نحو منزل احد الفلسطينيين· وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الشرطة، بألا تتهاون مع مثيري الشغب، وقال أولمرت في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الإسرائيلي أمس: ''تبعث المشاهد في عكا منذ ''عيد الغفران'' وعلى مدى عدة ليالٍ منصرمة، على الألم''· وأضاف أن ''مجموعة صغيرة من المتشددين'' تحتجز سكان المدينة البالغ عددهم 53 ألف شخص كرهائن· وقال ''تلقت الشرطة تعليمات بعدم التهاون مع العنف''· والقي القبض على نحو 25 عربياً و25 يهودياً بالمدينة منذ يوم الأربعاء· وقال مسؤولون محليون إن 11 منزلاً على الأقل مملوكة لعرب، أحرقت منذ بدء أعمال الشغب· وتعهد قيادي مسلم من ''عرب إسرائيل'' بأن تمول حركته إصلاح المنازل العربية المحروقة· وأغلقت الكثير من المتاجر والمطاعم في البلدة القديمة وهي منطقة سياحية شهيرة أو حرمت من ممارسة أي أنشطة تجارية· وسلطت أعمال العنف الضوء على توترات كامنة بين اليهود و''عرب إسرائيل'' الذين يتعاطفون مع الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها إسرائيل، والذين يشكون منذ وقت طويل من التمييز ضدهم· وأعلن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد أن ''الشرطة ما زالت تنشر تعزيزات في المدينة حتى إشعار آخر''· ولا يزال حوالى 700 شرطي منتشرين في المدينة لفرض الأمن بين المجموعتين· وأوضح ''على خط موازٍ، نواصل الاتصالات مع الشخصيات العربية واليهودية في المدينة''· وقال النائب العربي الإسرائيلي عباس زكور في تصريح إلى الإذاعة العسكرية الإسرائيلية : ''نحن عرب عكا نحمل المسؤولية للسائق الذي خرج بسيارته عشية ''يوم الغفران''· كان من المفترض أن يقوم بكل ما هو ممكن للعودة إلى منزله من دون سيارة الى هذا الحي الذي تسكنه غالبية من اليهود''· وجاء كلام النائب العربي في ختام اجتماع مع مسؤولين آخرين من العرب في عكا ، بهدف السعي لإعادة الهدوء إلى المدينة· وقال زكور إنه يحاول التوسط للتوصل إلى هدنة يعلن خلالها ممثلون عن السكان العرب، إدانتهم لقائد السيارة الذي قادها في حى يهودي رغم عطلة العيد· وقبل رئيس البلدية وهو يهودي استقبال وفد من الشخصيات العربية بعد نشر بيان باسم عضو الكنيست العربي من القائمة العربية الموحدة عباس زكور دعا فيه إلى المصالحة· ونددت الفصائل الفلسطينية بالهجمات التي يشنها اليهود المتطرفون في مدينة عكا ضد المواطنين العرب، ووصفتها بأنها ''عنصرية ومتطرفة''· وتظاهر أنصار حركة ''حماس'' في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة الليلة قبل الماضية للغرض نفسه· واستنكرت حركة ''فتح'' في بيان أصدرته''الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين'' مؤكدة أن هذه الممارسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضي عام 1948 وليس من مدينة عكا فقط، داعية إلى وقف هذه ''الاعتداءات فورا''· وقال إسماعيل هنية القيادي في ''حماس'' إن الهجمات التي يشنها اليهود على منازل يملكها عرب في عكا، جزء من سياسة منظمة لإجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم· وقال سامي هواري وهو من سكان عرب إسرائيل يقيم في عكا ويرأس جماعة تعمل من أجل التعاون بين العرب واليهود لـ''رويترز'' ''إن التوترات ما زالت مرتفعة للغاية''·