كلمات الشارع.. وقصائد أخرى

صورة كوب الشّاي في لحظة ما ينكسر كوب مليء بالشاي لأسباب تبدو معقولة ثم تصير تلك الحادثة البلهاء مثل بركة ماء كبيرة داخل الرأس في الغالب هناك أشياء تقع لا يمكننا التلاعب بآثارها لتبدو مجازية لأنها طبقات من الحقائق النفسية المطمورة وستظل علامة مزدوجة على تطوّر الإنسان وهشاشته علامة على الخوف من أن تظل هذه الصورة صورة كوب الشاي تنطّ في كلّ حين حتى حينما أريد الذهاب إلى الحمّام أو فيما أريد تقبيل زوجتي! الرجل الذي ينتظر في الغرفة الواسعة المطليّة باللون الأزرق دخل رجل لا يبدو عليه الاستعجال أخذ يمشي باتجاه شيء يعرفه كانت صورة كبيرة لامرأة في حوض البانيو وقف أمامها طويلاً ثم قال لها كلمة وبقي ينتظر! لا شكّ سيدلّ هذا على الحب أو ربّما على السأم مثلما تدلّ الحياة على نفسها سواء داخل الماء أو خارجه حيث يمكن أن نرى ذلك في عين السمكة أو في أقصى المكان حيث الرجل الذي ينتظر. في مكان كهذا تولد هذه الكلمات داخل الجسد يقول العارفون: إنَّ الحياة التي رأيناها مجرَّد أشكال متحرّكة في لعبة الخيال وإنّ ما يحضر فعلاً في هذا العالم المتوهّج صنعته طبقات كثيفة من الخير والشّر هذا ما وقع تقريباً عندما ظهر قرص الشمس الملتهب على شكل برتقالة سامّة حيث ولد الإنسان من أطياف ذلك القرص. هكذا تولد الكلمات عادةً داخل الجسد وفي مكان كهذا يحدث أن تتجذّر صورة المأساة الصلبة في الأعماق وعلى السطح، سوف يزهر بعد ذلك النسيان! الغريق كنت جالساً في البيت أشاهد فيلماً وثائقياً عن تاريخ الماء واليابسة، وعن تحطّم السفن حلقات من الدخان كانت تعبر وجهي في الليل وكانت السماء صافية من شبَّاك المطبخ لكن فجأة أخذت تلك الصورة تهتز بقوّة والمياه تتجمّع من حولي وكأني لن أتمكّن من العودة ثانية إلى الحياة لقد صرتُ حقيقة أخرى وأنا أؤدي مع الممثلين دور الغريق! كلمات الشارع الذين يسكنون العشوائيّات ليسوا بهذا الفقر إنّنا نراهم كلّ يوم في الواقع أو في السينما لا تخلو عادةً مساكنهم المتهالكة من الضحك فهم يلعبون ويحلمون بشكل جيِّد هكذا تمرّ الصورة من أمامك عبر عدسة الليل أو النهار وقد تعثَّر فيها الصوت لكنّك ستفهم تلك الكلمات، الكلمات الحقيقية التي لا تختفي لأنها جاءت من الشارع! ................................. العراق - بلجيكا