الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الإله عبد القادر: المسرح الإماراتي تجاوز إشكالية النص

3 مايو 2011 23:13
استضاف منتدى الاثنين المسرحي الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة الناقد العراقي الدكتور عبد الإله عبد القادر في محاضرة بعنوان “اتجاهات جديدة في التأليف المسرحي الإماراتي” بحضور أحمد بورحيمة وعدد من المسرحيين والمهتمين. في ثلاث ساعات تكلم عبد القادر بحس حكائي ملفت عن سيرة الكتابة المسرحية الإماراتية منذ البدايات الأولى وإلى اللحظة الراهنة، توقف عند شواغلها وخصائصها الأسلوبية وتأثير الحراك الاجتماعي على مضامينها وأشكالها. وبدا عبد القادر الذي انخرط في المشهد الثقافي الإماراتي منذ أوائل الثمانينيات قريباً جداً، ومتذكراً لتفاصيل صغيرة غالباً ما غفلتها ذاكرة الكتابة لسبب أو آخر؛ وخصوصاً عند ذكره رواد الكتابة المسرحية في الدولة، وقد فاق عددهم الأربعين كاتباً، ظهروا في أوقات متفرقة بدءاً من أوائل الستينيات، وأرسوا الملامح الأولى لمشهد الكتابة المسرحية، وأثروا المكتبة برؤاهم المبدعة، ومنهم إبراهيم بوخليف وأحمد راشد وسليمان الجاسم وسعيد الحداد وضاعن جمعة وعبيد الجرمان وسواهم. وكان عبد القادر استهل حديثه بالإشارة إلى أن تأسيس دولة الإمارات مطلع السبعينيات مثّل نقطة تحول كبرى في الطريق إلى النهضة الحضارية، إذ رافقه توجه لافت إلى إنشاء المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية، وفي هذا المشهد كان لوزارة التربية دورها الكبير في دفع إمكانيات النهوض والرقي، فلقد أرست نظاماً تعليمياً حديثاً ساهم كثيراً في رفد المجتمع بالعديد من المتعلمين الذين تتابعوا جيلا وراء جيل في رسم الصورة المدنية الحديثة للإمارات بخاصة في الفترة 1971 ـ 1975 التي شهدت تأسيس المسارح الأساسية في الدولة وتعاظم خلالها الاهتمام بالعمل الثقافي عموماً، والمسرح بصفة خاصة. وبرغم أن الحوافز كانت أقلّ مقارنة بالوقت الراهن إلا أن تلك الفترة عرفت دينامية مسرحية عالية بلغ تأثيرها إلى الخارج. وأفاد عبد القادر بأن الحركة المسرحية لغاية فترة الثمانينيات كانت بحاجة إلى كتّاب مسرحيين، إذ إن عددهم كان قليلاً ومن هنا جاءت الاستعانة بالمكتبة المسرحية العربية، وقُدمت مسرحيات لتوفيق الحكيم وسعد الدين وهبة وعبد العزيز السريع وسعد الله ونوس وغيرهم. وفي أوقات نادرة توجهنا إلى النصوص المسرحية الغربية المترجمة، حيث لجأ البعض إلى إعدادها أو “خلجنتها” حتى تتواءم مع جمهور من خارج سياقها، لكن التجربة لم تستمر طويلاً . تطورت الكتابة المسرحية الإماراتية في السنوات الأخيرة، بحسب عبد القادر، وخصوصاً مع تجربة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فلقد أغنى سموه المكتبة بنصوص مسرحية عديدة تبنى حوارها مع الحاضر بقراءة التاريخ، وهو توجه جديد في الكتابة المسرحية الإماراتية؛ إذ لطالما اعتمدت هذه الكتابة على موضوعات اجتماعية تتعلق بالزواج وغلاء المهور ورحلة الصيد في البحر..، لكن نصوص سموه أحدثت تحولاً باهتمامها بمقاربة قضايا في معظمها ذات بعد قومي، وبصفة خاصة اهتمامها بالقضية الفلسطينية. وقال عبد القادر انه خصص فصلاً كاملاً عن نصوص صاحب السمو في كتابه الذي سيصدر قريباً بعنوان “ستون عاما من العطاء المسرحي في الإمارات” نظراً لخصوصيتها الفكرية والجمالية. وأكد عبد القادر أن المسرح الإماراتي تجاوز إشكالية النص في السنوات العشر الأخيرة مع بروز مجموعة من الكتّاب والكاتبات الشباب.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©