أحمد السعداوي (أبوظبي) - شهدت العاصمة أبوظبي خلال أبريل الماضي زخماً من الفعاليات والأحداث المتعلقة بمصابي اضطراب التوحد، وجاءت تزامناً مع الاحتفالات العالمية بشهر التوحد الذي يقام في أبريل من كل عام بهدف إلقاء الضوء على هذا الاضطراب الآخذة نسبته في ازدياد عاماً بعد عام، ما يستدعي تضافر كل الجهود في مقاومته والحد من آثاره السلبية على الفرد والمجتمع. وضمن تلك الجهود التوعوية باضطراب التوحد والمشكلات المرتبطة به وطرق مواجهتها، استضاف كورنيش أبوظبي الأسبوع الماضي مسيرة توعية بمرض التوحد، نظمها مركز أبوظبي لتنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة، وشاركت فيها مؤسسات مجتمعية عديدة.
مشاركات المدارس
والمسيرة التي يتم تنظيمها للعام الخامس على التوالي، أقيمت تحت رعاية حرم سمو الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، سمو الشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، الرئيسة الفخرية لمركز تنمية القدرات لذوي الاحتياجات الخاصة في إمارة أبوظبي، وبحضور الشيخ طحنون بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، وحضور السيد فاضل المنصوري من مجلس أبوظبي الرياضي.
وقد انطلقت المسيرة من مقابل فندق الهيلتون على كورنيش أبوظبي وحتى «الهافانا كافيه»، وكان على رأسها الشيخ طحنون بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان وممثلي الشركات الراعية وبمشاركة نحو 1000 طالب وطالبة، يمثلون 8 مدارس بالإمارة، وهي مدرسة أشبال القدس الخاصة، مدرسة انترناشيونال كومينتي، مدرسة المنهل الخاصة، أكاديمية بولاريس الخاصة، مدرسة ابوموسي الأشعري، مدرسة الإمارات الخاصة، مدرسة الثروات الخاصة، مدرسة بيت المقدس، مدرسة الإمارات الخاصة، وعدد من مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة بأبوظبي، ومنها مركز النور، مركز القدرة، مركز أبوظبي للتوحد، مركز الإمارات للتوحد، مركز الخليج للتوحد، مركز نيوانجلاند.
دمج مجتمعي
وقال الشيخ طحنون بن خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، إننا نقف اليوم لنعبر عن أصدق مشاعر الحب والتضامن مع إخوان، شاء الله عز وجل أن يكونوا على هذه الحال، وأن نكون نحن خير عون لهم، وصوت الوجدان الذي يغمرهم برعايته ويحيطهم بحنانه.
وأضاف أن هذه الفئة في حاجة إلينا دوماً لأن نقف إلى جانبهم، بما نملك من مشاعر وأحاسيس، حيث أنهم في حاجة للكلمة الطيبة، والبسمة التي تحيل ليل حياتهم إلى إشراقة، يبصرون فيها أنفسهم، وقد انجلى عنها غبار الوحدة وتفتحت أمامهم سبل الحياة السعيدة، كما أن مساندة هذه الفئة ومنحها الأولوية، تأتي ضمن خطة إمارة أبوظبي للتطوير، ودمج هذه الفئة في المجتمع.
وأشاد طحنون بدور مركز تنمية القدرات في تقديم الخدمات والبرامج الحديثة والتي من شأنها دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع سواء الدمج الاجتماعي أو الأكاديمي أو الوظيفي بما يحسن من مستوى الأداء الفردي لذوي الإعاقة.
احتفال سنوي
من ناحيتها أشارت مديرة مركز تنمية القدرات سميرة سالم حرز الله، إلى أن عدد الأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات التوحد، آخذ في الارتفاع على مستوى العالم، حيث أشارت أحدث الدراسات والأبحاث إلى تزايد أعداد المصابين بالتوحد خلال السنوات القادمة ليصبح ضعف عدد المصابين بالسكر والسرطان والإيدز مجتمعين. وقالت: رغم تزايد الاعتراف في الاوساط العلمية ودوائر الرعاية الصحية بحالات التوحد، فإن مستوى الوعي لا يزال متدنياً، ولذلك اكتسب الاحتفال السنوي باليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد أهمية كبرى باعتباره فرصة للتعبئة من أجل التحرك وتقديم المساعدة والدعم النفسي والمادي.
وأوضحت أن هدف حملة التوعية بالتوحد بما فيها هذه المسيرة، هو نشر الوعي بالتوحد وتعزيز فهم القضايا المرتبطة بالعجز الناتج عن التوحد وتوفير فرص التكافؤ لهم، ولتحقيق هذا الهدف قمنا بإعداد مجموعة من الأنشطة والبرامج تتضمن محاضرات تثقيفية وتوعوية، وزيارات لعدد من المدارس ويوم مفتوح للطلاب.
عدد اليوم
