السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انشغال الأمهات يؤخر التعرف على أعراض التوحد

انشغال الأمهات يؤخر التعرف على أعراض التوحد
30 ابريل 2013 20:30
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - لم تتوصل الأبحاث والدراسات العلمية التي أجريت حتى الآن لنتيجة قاطعة حول الأسباب المباشرة للتوحد، إلا أنها انصبت نحو التأكيد على وجود خلل وظيفي ما في المخ لأسباب جينية وراثية وحيث تزداد نسبة الإصابة بين التوائم المتطابقة أكثر من التوائم المتشابهة، مما يؤكد عامل الوراثة، فضلا عن خلل في التركيب الكروموسومي لخلايا جسم الطفل، وهناك العوامل البيولوجية أو العضوية العصبية، ويعتقد أن هناك علاقة بين التوحد وإصابة الأم ببعض الأمراض الفيروسية وفي مقدمتها الحصبة الألمانية، أو تعرض الأم لجرعات إشعاعية أثناء فترة الحمل، أو لنقص الأوكسجين الواصل إلى مخ الطفل لأي سبب من الأسباب، أو لتناول الأم بعض العقاقير الطبية، أو لحدوث رشح شامل في الرحم أثناء الحمل، أو التفاف الحبل السري حول مخ الجنين، أو ارتفاع في سكر الدم، أو إصابة مخ الطفل نتيجة «انحشاره» أثناء الولادة، أو إصابة الطفل بالالتهاب السحائي عقب الولادة، أو لإدمان الأم على المخدرات أو العقاقير المخدرة• مشاكل أخرى الدكتورة نجوى عبد المجيد محمد أستاذ الوراثة البشرية، ورئيس قسم بحوث الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، تقول أنه وُجد أن التوحد يظهر أيضاً لدى هؤلاء الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى، لكن الأمر الغالب هو أن يكون لدى الطفل الاستعداد الجيني مع وجود إهمال لدى الأهل للطفل في مرحلة حرجة من مراحل نموه المبكرة. كأن يُترك لفترات طويلة وحده، أو أمام التليفزيون، أو مع مربية تلبي له احتياجاته بشكل تلقائي دون أن يطلب. ومن ثم يحتاج الأهل أن يستشيروا طبيب أمراض التخاطب لمعرفة ما إذا كان طفلهم لديه تأخر في نمو اللغة في حال إذا كان طفلهم قد مر بأي طارئ خلال الحمل أو أثناء الولادة أو بعدها، أو كان الوالدان من الأقارب، خاصة إذا وُجدت في الأسرة اضطرابات تخاطبية، أو أنه لم يتفوه بأيه أصوات كلامية حتى ولو غير مفهومه قبل 9 أشهر، ولم تنمُ عنده المهارات الحركية «الإشارة- التلويح باليد- إمساك الأشياء» في سن 12 شهراً، أو أنه لم ينطق كلمات فردية في سن 12- 18 شهراً. أو أنه لم ينطق جملة مكونة من كلمتين في سن 24 شهراً. أما بخصوص التوحد بالذات، فعلى الأهل التركيز على أن طفلهم ليس لديه اضطراب سلوكي من اضطرابات المحور الاجتماعي أوالمحور اللغوي اللفظي أوغير اللفظي ومحور النشاط الحركي.لكن هذا لا يعني في ظل عدم توافرها أن الطفل يعاني من التوحد، لأنه لابد وأن تكون هناك تقييمات من جانب متخصصين في مجال الأعصاب، الأطفال، الطب النفسى، التخاطب، التعليم. العامل البيئي أما عن علاقة بين العوامل البيئية وإعاقة التوحد، فتقول الدكتورة نجوى: «لقد أكدت كثير من البحوث على وجود علاقة بين الإعاقة والتلوث البيئي، ولا تزال الجهود البحثية تجرى لإزالة كثير من الغموض حول هذه العلاقة• وتلفت النظر إلى أهمية التشخيص الدقيق والمبكر، لأن ذلك يساعد كثيراً في عملية التدخل العلاجي أو التأهيل، وهو يتم بواسطة فريق علاجي متكامل يضم مختلف التخصصات، من الطب النفسي، والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، وطبيب الأطفال، والعلاج المهني، والتعليمي، وأخصائي التخاطب والنطق، من أجل تقييم شامل ودقيق لكل حالة على حدة• وتؤكد الخبرات والدراسات والأبحاث الميدانية أن للتدخل المبكر أهمية كبيرة في إنجاح البرنامج العلاجي والتأهيلي والتعليمي المناسب. فعلى الأمهات العاملات على وجه التحديد ألا يعتمدن بشكل كامل على المربيات والخادمات، مما يؤخر التعرف على الأعراض، فالخادمة لا يكن همها منصباً إلا في إسكات الطفل، أو نومه، وغالباً عدم اهتمامها ودرجة وعيها لا يساعدانها على التعرف على العرض، بينما الوضع يكون مختلفاً إن أعطت الأم وقتها لطفلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©