الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عُمانية تدير مخيماً سياحياً صحراوياً

عُمانية تدير مخيماً سياحياً صحراوياً
30 ابريل 2012
يوسف البلوشي (مسقط) - حلت وصال الحارثية بنت العشرين عاماً، التي ما زالت على مقاعد الدراسة الجامعية، مكان والدها الذي غيبه الموت، لتشغل منصب مدير عام مخيم «ألف ليلة»، وهو المخيم الصحراوي الذي طالما ارتاده السياح والزوار في قلب الصحراء العُمانية في منطقة بدية بشرق عمان. وهو مخيم ذائع الصيت ويقع في مقدمة المخيمات في السلطنة وسط الصحراء، وبالتحديد في رمال الشرقية، حيث بدأت وصال، التي تدرس إدارة الأعمال في جامعة السلطان قابوس، عملها. وبدت وصال، التي تعتبر فتاة عصامية مثل والدها الذي بدأ في بناء المخيم قبل ثماني سنوات تقريباً، متماسكة في التحدث عما يجيش في نفسها من الآمال، وما يعترضها من تحديات لإكمال مسيرة العمل في المخيم كأحد المنتجعات السياحية العُمانية التي يشد لها السياح من كل بلدان العالم، تحلم بالعيش بعيداً عن الضوضاء والتلوث بكل أشكاله، وترغب في إدارة المخيم بطموحات جديدة ترسخ العلامة التجارية للمخيم وتعزز الجودة والمستوى في الخدمات. تحاول وصال في الوقت الراهن التوفيق بين دراستها وبين إدارة المخيم، فتأتي إليه يومي الخميس والجمعة للإشراف والاطلاع على كل صغيرة وكبيرة، وعدم ترك الأمور للموظفين، مؤكدة أنها تضع كل التفاصيل الدقيقة في الاعتبار لإنجاح المشروع ومواصلة تقدمه. وتضيف أن التحديات التي تواجهها تتمثل في كونها عنصراً نسائياً يدير مشروعاً سياحياً في وسط الصحراء، وهو تحدٍّ قد يكون فرصة لإثبات الذات والتغلب على التحديات التي تقف في طريقها. وعما تواجهه في المخيمات من مشاكل قالت «هناك فئات شبابية مزعجة تأتي على دراجات وتتزلج في الرمال مسببة إزعاجاً للسياح وأخطاراً على حياتهم، وهذه الفئات تشكل تحدياً على المخيم الذي يتصف بالهدوء، وهو ما يجب وقفه في سبيل إبقاء المخيمات واحات آمنة وهادئة على مدار الوقت». وتقول وصال إنها تحلم بأن تتفرغ بعد إكمال دراستها الجامعية لإدارة المخيم وتطويره، لتحقق أهداف والدها في أن يبقى المخيم على مستوى عال يعزز السياحة في البلاد. وتضيف أنها ليست غريبة على هذا المشروع، تربت فيه منذ نعومة أظفارها ومع بداياته في وضع اللبنات الأولى للمخيم، وعايشت خطوات تطويره شيئاً فشيئاً، إلى أن أضحى اليوم من أبرز المنشآت الإيوائية في مجال التخييم. وتوضح «المخيم يتسع لمائتي شخص تقريباً، وبعض الأحيان تضاف خيم جديدة لمواكبة أي زيادة»، لافتة إلى أن أكثر الجنسيات التي ترتاد المخيم هي من الجنسيات الألمانية والسويسرية والفرنسية والأوروبية بشكل عام، وبدأت الآن جنسيات من شرق آسيا والخليج. وتضيف أن هناك طلبات من العُمانيين في أوقات الإجازات، حيث بدأت تترسخ لديهم ثقافة التخييم بعيداً عن المدن. وقالت «نحن نركز على السياحة الداخلية بالطبع، وهي أساس العمل في القطاع السياحي، ونأمل أن تشهد تطوراً متلاحقاً في الفترات القادمة». وتقول وصال إن نسبة الأشغال تصل إلى 80% في الموسم الشتوي من شهر نوفمبر إلى أبريل من كل عام، وكذلك هناك حجوزات من شركات تقيم اجتماعات وحفلات ترفيهية لموظفيها هذا الموسم، وهو ما يرفع من إيرادات المخيم، التي بالطبع تصل إلى معدلات منخفضة في فصل الصيف، رغم أن الجو في فصل الصيف، خاصة في المساء رائع. وتضيف أن المخيم يركز على السياحة الهادئة التي توفر الاسترخاء للسياح والهدوء، مضيفة أن هناك بعض الأنشطة كالتزلج على الرمال وركوب الخيل والجمال والرقصات التقليدية وتوفير مرشدين سياحيين لبعض فئات السياح التي تطلب هذه الخدمة لعدم رغبتها في المغامرة في عبور 40 كيلومتراً عبر الصحراء، وغيرها من المزايا، مشيرة إلى أن المخيم يوفر خدمات تقدم من خلال المواطنين القاطنين بالقرب من المخيم في إطار المسؤولية الاجتماعية للمخيم، وكذلك إتاحة الفرصة للحرفيات لبيع المشغولات اليدوية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©