منى الحمودي (أبوظبي)
أطلقت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» النموذج الجديد الخاص بالرعاية التمريضية الذي تمت صياغته بهدف توفير تجربة أفضل للمرضى وعائلاتهم، وذلك خلال اليوم الثاني لمؤتمر «صحة» الدولي الخامس للتمريض والقبالة والمهن الطبية المساندة.
وتسعى هذه المبادرة إلى تطوير نموذج موحد للرعاية التمريضية، يعمل على تقديم خدمات متكاملة ذات جودة عالية للمريض على مستوى جميع المنشآت الصحية التي تديرها الشركة البالغ عددها 14 مستشفى و55 مركزاً صحياً، إلى جانب الخدمات الصحية الأخرى المقدمة عبر إمارة أبوظبي.
وتسعى شركة «صحة» من خلال هذه الخطوة تماشياً مع رؤيتها بالريادة في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة والمتميزة بأعلى معايير الجودة والسلامة الدولية.
وفي هذا السياق، أعلن الدكتور مطر راشد الدرمكي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، تشكيل نموذج تقديم الرعاية على الأساس النظري? ?والممارسات القائمة على الدليل، إلى جانب المعايير المعترف بها. وأضاف: «تم تشكيل النموذج بهدف «معاملة المرضى مثلما نتعامل مع أفراد عائلتنا»، ومن أجل استيعاب التنوع الثقافي، والتأكد من أمانة وأخلاقيات وارتباط الأطباء السريريين، فضلاً عن إدخال التحسين المستمر على كل الأعمال التي نجريها، كما يسعى النموذج إلى بناء بيئة عمل تتسم بالسعادة والاستخدام الحذر والفعال للموارد، إضافة إلى التطوير المهني والابتكار، والتعلم والتقدير».
وتابع: «إذا استطعنا تعزيز الإنتاجية وتنفيذ فريق العمل مهامه في جوٍّ من العلاقات التي تتسم بالإيجابية والعمل الجماعي، فإننا نتوقع ارتفاع معدل رضا المرضى والموظفين، إلى جانب تحسين سلامة المرضى وجودة الرعاية، وتلبية الاحتياجات المتصلة برعاية المرضى في الوقت والأسلوب المناسبين، والتأكد من تدفق الإجراءات الخاصة بالمريض بشكل فعال من خلال نظام الرعاية الصحية».
وأشار إلى أن نموذج الرعاية التمريضية يهدف إلى تقديم المساعدة إلى كل المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لشركة «صحة» من أجل تقديم منهج متوافق ورعاية تمريضية موحدة. وسيتم تطوير الابتكارات المتعلقة بأفضل الممارسات ومشاركتها بانتظام مع المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لشركة «صحة»، وذلك بغية التأكد من حفاظ كل الخدمات على أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية في جميع الأوقات.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «صحة» أن من خلال هذا المنهج، سيتم العمل على القياس والإبلاغ والتعلم والتكيف بشكل جماعي كنظام واحد يعمل على تشجيع المنافسة والتميز السليم،وسيتم تطبيق العديد من الهياكل والعمليات والأدوات في النموذج بشكل منتظم، ومع مرور الوقت سيتم قياسها وإعادة تقييمها وتنقيحها ودمجها من أجل ضمان مستوى عالٍ من معايير الممارسة.
ولفت الدكتور مطر الدرمكي إلى ضرورة التواصل والتعاون والتنسيق مع الأطباء والزملاء الآخرين من الطاقم الطبي والإداري من أجل نجاح هذه الاستراتيجية، مشدداً على أهمية دورهم في المساعدة والدعم، إلى جانب تشجيعهم والترحيب بمساهماتهم المستمرة من أجل ضمان تقوية روح العمل الجماعي الذي تسعى شركة «صحة» إلى تحقيقه في كل خطوة من خطوات هذه الرحلة.
وأشار إلى أن نموذج الرعاية التمريضية سيساعد على إشعار مستخدمي نظام الرعاية الصحية بمستوى الرعاية الذي يتوقعونه من الممرضات والقابلات كلما قاموا بالاستفادة من خدمات شركة«صحة»، وسيصبح المرضى وعائلاتهم والمجتمع ككل مساهماً مهماً وشريكاً مخولاً في العلاج والرعاية.
من جهته، أكد البروفيسور جيد ويليامز مستشار التمريض والمهن الصحية المساندة في شركة «صحة»، حصول نموذج الرعاية التمريضية الخاص بشركة «صحة» على كثير من المعلومات من جانب عديد من الموظفين والمرضى وأعضاء من مجتمع إمارة أبوظبي.
كما قام فريق البحث باستعراض الموضوعات من أجل التأكد من أن النموذج قائم على الدليل والمنافع المُثبتة، وأضاف قائلاً: لقد عمل الفريق جاهداً للتأكد من مواءمة عناصر النموذج مع مجتمعنا من حيث الثقافة والسياق، كما نرجو أن يكون المجال التمريضي في شركة «صحة» علامة يؤمن ويثق بها مجتمعنا، واختتم حديثه قائلاً: إن اليوم هو يوم عظيم للتمريض والمجتمع، لذا يجب علينا التطلع إلى الأفضل في المستقبل.
وقالت سماح محمود المدير التنفيذي بالإنابة لإدارة التمريض في مستشفى الرحبة، رئيس المؤتمر، إنه تم تدريب ما يزيد على 600 من الطاقم التمريضي على نموذج الرعاية التمريضية الخاص بشركة «صحة» والذين سوف يقومون بتدريب باقي الممرضين على هذا النموذج الذي يسعى إلى توحيد الخدمات التمريضية في جميع منشآت شركة «صحة» وفقاً للمعايير المطلوبة التي تسعى لتحقيق أعلى درجات الرضا والدقة والحرفية في مجال الرعاية الصحية.
وقالت سماح محمود المدير التنفيذي بالإنابة لإدارة التمريض في مستشفى الرحبة، إن هناك دراسة لإنشاء مشروع ماجستير في العناية المشددة بالتعاون مع كلية «فاطمة للعلوم الصحية»، ومن المتوقع أن يخرج المشروع أول دفعة ابتداء من العام 2018،
حيث يرتبط السلم الوظيفي بالتطور الدراسي لطاقم التمريض وهو السلم الذي يبدأ من ممرض وممرض مسؤول وممرض مسؤول أول، ومشرف تمريض ومدير قسم التمريض ومدير مساعد تمريض انتهاءً إلى مدير تنفيذي أو أعلى.
وقالت إن مهنة التمريض مهنة نبيلة تمنح العاملين فيها الأمان الوظيفي، وتوفر جميع السبل والإمكانيات للنمو الوظيفي، مشيرة إلى أن شركة «صحة» تعمل باستمرار لتشجيع المرأة الإماراتية للعمل في مجال الرعاية الصحية، وذلك من خلال التعاون مع الجامعات في الدولة، إضافة إلى المرونة في وقت العمل وطبيعته مع المرأة.
من جانب آخر تسعى شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» إلى تنفيذ ثلاثة برامج أكاديمية للدراسات العليا لتأهيل الطاقم التمريضي بمستشفياتها وذلك لتطوير مهاراتهم المهنية، وضمان أفضل خدمات الرعاية الصحية للمرضى، حيث توفر لهم عدة برامج أكاديمية منها تخصص الماجستير في تمريض الغسيل الكلوي، والماجستير في العناية المشددة، إضافة إلى البورد الأميركي في الجودة للتمريض.
وقال الدكتور عبدالرحمن محمد العولقي، نائب المدير التنفيذي للأطباء والفنيين في دائرة العمليات في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»: إن شركة «صحة» بالتعاون مع إحدى الجامعات الأسترالية المعترف بها أتاحت للعاملين في التمريض فرصة استكمال دراسة ماجستير التمريض في الغسيل الكلوي، ومن المتوقع أن يتم تخريج أول دفعة من البرنامج في العام 2017،مشيراً إلى أن هذه الفرصة من شأنها أن تعمل على دعم الممرضين والممرضات للترفع في السلم الوظيفي وذلك اعتماداً على مؤهلاتهم وشهاداتهم الأكاديمية والعلمية.
وحول البورد الأميركي في الجودة للتمريض لفت إلى أن شركة «صحة» أتاحت لطاقم التمريض إمكانية الحصول عليه وذلك سعياً منها للتطوير المهني للممرضين، مشيراً إلى أن البرنامج يبدأ في شهر أكتوبر من العام الحالي. وبذلك تصبح دولة الإمارات أول دولة في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية تؤهل كوادرها للحصول على تلك الشهادة.
عدد اليوم
