الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جورج نصر يروي تاريخ السينما اللبنانية

جورج نصر يروي تاريخ السينما اللبنانية
13 أكتوبر 2008 01:39
حافل هو الأرشيف السينمائي اللبناني بأفلام تحمل هوية لبنانية واضحة، وغني هو لبنان بمواهبه الفنية التي نشأت على يديها صناعة سينمائية رائدة في مصر، ولكن رغم ذلك مازالت السينما اللبنانية ترسم بريشة ''الهواة''! فما هو تاريخ هذه السينما؟ وكيف نشأت وتطورت؟ يعود تاريخ صناعة السينما في لبنان إلى عام ،1929 والتي تعتبر أول محاولة سينمائية لبنانية ولكن بتمويل أجنبي، فكان فيلماً كوميدياً صامتاً أنتجه أحد الهواة الإيطاليين، ثم أنشئ أول استديو في لبنان عام 1933 الذي أنتج فيه عام 1938 أول فيلم سينمائي ناطق· وكان معظم العاملين في صناعة السينما في ذلك الوقت من الأجانب، ولكن ما لبث هذا الأستديو أن توقف عن العمل مع بدء الحرب العالمية الثانية· إلا أن السينما اللبنانية عادت لتنطلق عام 1943 عندما قدم المخرج علي العريس فيلميْ ''بياعة الورد''، ثم ''كوكب أميرة الصحراء'' عام ،1946 ولكنها توقفت كلياً حتى عام 1957 بسبب غياب التمويل، كما يقول المخرج والمنتج جورج نصر· ويتابع نصر: ''وفي عام 1957 قدمت ثلاثة أفلام لبنانية أولها ''زهور الصحراء'' لميشال هارون، و''عذاب الضمير'' لجورج قاعي، وفيلم من إخراجي حمل عنوان ''إلى أين''، ولكننا واجهنا صعوبة وضع هذه الأفلام في صالات العرض التي كانت تحتكرها الأفلام الأميركية والمصرية· وفي عام 1960 قدم المخرج محمد سلمان فيلمه اللبناني الأول ''مرحباً أيها القمر''، ولكنه بعد ذلك اتجه إلى تمصير السينما اللبنانية، حيث قدم أكثر من 50 فيلماً نجح معظمها تجارياً''· سينما تجارية وعلى الرغم من صعوبات التوزيع والتمويل التي كانت تواجه السينما اللبنانية في ذلك الوقت، إلا أنها كانت تنتج تقريباً ستة أفلام سنوياً، ولكن عندما أمم الرئيس جمال عبدالناصر السينما المصرية عام 1962 جاء عدد كبير من السينمائيين المصريين إلى لبنان لعمل أفلامهم، كما يروي نصر: ''أما الموزعون اللبنانيون الذين تمرسوا في توزيع الأفلام المصرية في الخمسينات أصبحوا منتجين· ووصل عدد الأفلام اللبنانية - المصرية المنتجة سنويا إلى 25 فيلما ولكنها كانت دون هوية أو جنسية''· أفلام المقاومة وفي الستينات، ظهرت الأفلام الغنائية ذات الطابع البدوي من خلال المجموعة التي قدمتها الفنانة سميرة توفيق، ولكن يقول نصر: ''مع انطلاق المقاومة الفسلطينية والعمل الفدائي عام ،1965 ظهرت أفلام روائية طويلة تناقش قضايا المقاومة والثورة والنضال الفلسطيني، إلا أن هذا لم يمنع تقديم أفلام لبنانية ذات طابع اجتماعي مثل ''الأخرس والحب'' لأبطاله اميل بحري وريمون جبارة ومنير معاصري''· غزارة إنتاجية ومن المفارقة، أنه خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975 أنتج 35 فيلماً سينمائياً تناولت حياة اللبنانيين الاجتماعية والسياسية خلال الحرب ومعاناتهم فيها، ''هذا عدا عن إنتاج أفلام أجنبية في لبنان تحدثت عن الحرب'' حسب نصر الذي يجزم بأن حركة السينما اللبنانية كانت ناشطة خلال الحرب الأهلية· لذلك، تبدو السينما اللبنانية بشكل أساسي ''سينما حرب'' انطلاقاً من تجارب مخرجين مثل برهان علوية إلى مارون بغدادي وجوسلين صعب ورندا الشهال، ولكن مع انتهاء الحرب الأهلية جاءت ''الكريزة المالية''، كما سماها نصر، والتي أدت إلى توقف الحركة السينمائية في لبنان وإقفال العديد من الاستديوهات بعد إفلاسها· ''ولكن هذا لم يمنع تقديم بعض الأفلام لمخرجين شباب عادوا إلى لبنان بعد أن عاشوا في أوروبا لدراسة السينما، فقدم عدد منهم أفلاماً عن الحرب الأهلية، ولكنها جاءت سطحية، لأنهم لم يعيشوا الحرب بل عرفوها من وسائل الإعلام والرواة· وآخرون قدموا أفلاماً بعيدة عن الحرب والتي جاءت أيضاً سطحية بسبب بعدها عن الواقع الاجتماعي اللبناني''· فائدة التلفزيون ولكن منذ عامين حتى الآن، تشهد الساحة السينمائية اللبنانية حركة ناشطة وغزارة في الإنتاج السينمائي المنوع بين الكوميديا والرومانسية والدراما الاجتماعية مثل ''تحت القصف'' لفيليب عرقتنجي، و''سكر بنات'' لنادين لبكي، و''فلافل'' لميشال كمون وغيرها، الشيء الذي اعتبره نصر ''بشارة خير''، وأرجعه إلى التلفزيون الذي دخل في لعبة الإنتاج السينمائي· ''فالأفلام التلفيزونية أقل كلفة من غيرها، فإذا نجح الفيلم جماهيريا يعتبر شيئاً جيداً، وإذا لم ينجح يعرض على الشاشة الصغيرة، ولكن رغم الدعم التلفزيوني للسينما اليوم مازال هناك غياب سوق لتوزيع الفيلم اللبناني''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©