الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اليابان تطبق مبادرة «كمبيوتر لوحي لكل تلميذ»

اليابان تطبق مبادرة «كمبيوتر لوحي لكل تلميذ»
10 يوليو 2010 19:52
في عام 1998، كان رائد ثورة المعلومات “بيل جيتس” من أوائل المتنبئين بأن يأتي اليوم الذي ستحتلّ فيه أجهزة الكمبيوتر الشخصية الدور الأساسي في العملية التربوية. وتحت عنوان “كمبيوتر لكل تلميذ”، قال جيتس في كتابه “العمل وسرعة التفكير في عصر النظام العصبي الرقمي” إن في وسع هذه الأجهزة أن تدعم جهود المعلمين والطلاب أكثر مما تستطيع أي من الفرق الخبيرة العاملة في هذا الميدان. ويوحي “طراز ويب في الحياة” الذي أكثر جيتس من الحديث عنه في كتبه ومحاضراته، أن بالإمكان النظر إلى التلاميذ في عصر النظام العصبي الرقمي على أنهم “خدم المعرفة” ما دام التعليم ينطوي على عملية اكتساب المعارف. وسوف يصبح المعلمون قادرين على استخدام الإنترنت ليتعاونوا فيما بينهم حتى يسمحوا للتلاميذ باكتشاف الظاهرة المدروسة بطرق جديدة تماماً. ويمكن للحواسيب الشخصية أن تمثل حافزاً قوياً لتحقيق الأهداف التربوية التي يسطرها الآباء والمربّون والحكومة والتي تهدف إلى تحقيق التعليم الجماعي وتنمية أسس التفكير النقدي للتلاميذ، وتعليمهم المهارات العملية ذات الأهمية البالغة في معالجة شؤون الحياة. بدأت بعض المدارس في العديد من دول العالم بالاستفادة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي يتسلّح بها التلاميذ في غرف الصف. وعلى الرغم من أن معظم المدارس أصبحت تكافح لتأمين المصادر المالية لهذه الأدوات الجديدة، فلقد أثبتت سرعة التطور التي تشهدها صناعة الحواسيب والبرمجيات أن من شأنها أن تحقق تراجعاً محسوساً في تكاليف اعتماد هذه الطرق والأساليب. السلاح التربوي الجديد وضمن هذه الأطر ذات الأهداف التربوية الطموحة، بدأت العديد من الشركات العالمية المتخصصة بصناعة الكمبيوتر ببناء أجهزة الكمبيوتر اللوحية الرخيصة التي تساعد وزارات التربية في كل من الدول المتطورة والنامية على تنفيذ مبادرة “كمبيوتر لكل تلميذ”. وكانت التطورات التقنية المتلاحقة التي شهدتها صناعة أجهزة الكمبيوتر الشخصي المحمول “اللاب توب” قد ساعدت أكثر وأكثر على إمكان بلوغ هذا الهدف، وخاصة بعد أن ظهرت منها أجهزة “الكمبيوتر اللوحي” tablet comp ters عندما أطلقت شركة “آبل” الجهاز “آي باد” في شهر مارس الماضي. ومع النجاح الكبير الذي حققه الجهاز، سارعت العديد من الشركات الأخرى المتخصصة بصناعة الكمبيوتر إلى إطلاق نماذج جديدة من هذه الأجهزة الجديدة. وشهدت العاصمة اليابانية طوكيو أول من أمس الجمعة، إطلاق أجهزة جديدة عدة من الكمبيوتر اللوحي ضمن فعاليات معرضها العالمي للكتاب. وكان من أهمها الجهاز الذي اشتركت في تطوير شركتا “إنتل” الأميركية المتخصصة بصناعة المعالجات المصغّرة، وشركة “توشيبا” اليابانية المتخصصة ببناء أجهزة الكمبيوتر. وأطلق عليه اسم “سي إم1” CM1 وهو مخصص لتلاميذ المدارس الابتدائية. وقال خبراء ومراقبون تابعوا هذا الحدث إن “سي إم1” يأتي في إطار الحرب التنافسية للسيطرة على الأسواق الواعدة لأجهزة الكمبيوتر المدرسية والتي تلمع فيها أسماء شركات كبيرة مثل “إتش بي” الأميركية و”فوجيتسو” اليابانية وغيرهما. وقالت مصادر “توشيبا” إن “سي إم1” يحتكم إلى خصائص مشتركة تجمع بين الكمبيوتر اللوحي وجهاز “اللاب توب”؛ وهو مصمم خصيصاً لتلاميذ المدارس الابتدائية والمراحل الأولى من المدارس الإعدادية. وهو مجهّز بلوحة مفاتيح تتصل بشاشة اتساعها القطري 10.1 بوصة تعمل بتقنية اللمس بالأصابع ويمكنها الدوران حول محور ثابت بزاوية تبلغ 180 درجة. والجهاز مزوّد أيضاً بقلم إلكتروني للكتابة على الشاشة يمثلّ إضافة تربوية مهمة لأنه يسمح للتلاميذ بالتعبير الشخصي عن أفكارهم بواسطة الخطوط والرسوم. ويعدّ “سي إم1” أو كمبيوتر لوحي مجهّز بممحاة إلكترونية يمكنها الانزلاق على محور مستعرض مثبّت على حافة الجهاز. ولعل الصفة الأكثر أهمية في الكمبيوتر اللوحي “سي إم1” هي التي تكمن في قدرته على الاتصال بطريقة لاسلكية بالسبورة الإلكترونية التي يشترك في متابعتها كل تلاميذ الصف؛ وتتيح هذه التقنية لكل تلميذ المشاركة بنشاطاته الشخصية مع التلاميذ الآخرين وبإشراف المعلّم. وتم تجهيز الكمبيوتر اللوحي “سي إم1” بمعالج من طراز “إنتل أتوم إن450” تبلغ سرعته 1.66 جيجاهرتز. فيما عمدت شركة توشيبا إلى تصميم الجهاز بناء على خبرتها العريضة في بناء أجهزة “اللاب توب”. وعمدت “توشيبا” أيضاً إلى تعزيز خصائص الجهاز بإضافة خاصة القدرة إلى مقاومة الصدمات وتجنّب الأضرار الناجمة عن سقوطه على الأرض، وأضافت إليه بطارية جديدة تماماً تتميّز بطول فترة العمل بشحنة واحدة. ويعمل الجهاز بنظام التشغيل “ويندوز7 بروفيشونال 32 بيت” وتبلغ سعة ذاكرة الدخول العشوائي 160 جيجابايت وذاكرة القرص الصلب 2 جيجابايت، ويتضمن بوابتين لذاكرة الفلاش. ويأتي الجهاز “سي إم1” في وقت تعمل فيه مبادرة “لابتوب لكل طفل” One Laptop Per Child العالمية على التعاون مع شركة “مارفيل” الأميركية لإنتاج كمبيوتر لوحي جديد تحت اسم “موبي” Moby بحيث يمكن بيعه للتلاميذ بسعر 100 دولار أميركي. ويستخدم “موبي” معالجاً من طراز “آرم” ARM بدلاً من “إنتل”. ومن المعلوم أن سوق الكمبيوتر الشخصي المدرسي يتميز بحساسيته المفرطة للسعر وخاصة في الدول النامية. وقبل سنتين، فشلت صفقة مشتركة أعدتها مبادرة “لابتوب لكل طفل” وشركة “إنتل” لإنتاج 1.8 مليون جهاز كمبيوتر لبيعها للهند بسبب ارتفاع سعر الجهاز. وعمدت شركة تدعى “إن كومبيوتينج” NComp ting لاستغلال الفرصة عندما تمكنت من بناء كمبيوتر لوحي يمكن أن يباع بسعر 70 دولاراً ففازت بتلك الصفقة. واليوم يباع جهاز “مبادرة لابتوب لكل طفل” بسعر 170 دولاراً، وهو يعدّ سعراً مرتفعاً في دولة مثل الهند. التدريب الحاجة الملحّة يتطلب النجاح في اعتماد الحواسيب الشخصية كأدوات تعليمية، المشاركة الفعالة للمعلمين ذاتهم بهذا المشروع الطموح. ومن دون اللجوء إلى تدريب المعلمين وإعدادهم لتكنولوجيا العصر الجديد فلن تكون للحواسيب تأثيراتها المنتظرة. وقد نلاحظ الآن بأن معظم الحواسيب الشخصية أخذت الآن باعتلاء سطوح مكاتب مديري المدارس ونظّارها وبعض معلميها من دون أن تستعمل إلا في القليل النادر. وتحتاج المدارس الآن إلى أن تنتقل من مجرد اعتبار الكمبيوتر الشخصي مادة تعليمية بحد ذاته إلى تحقيق عملية الربط المتينة بينه وبين العملية التعليمية برمتها وإجراء التكامل والانسجام بين الحواسيب الشخصية والحياة الحديثة. وأصبحنا نرى الآن كيف أن المزيد والمزيد من المدارس بدأت تقتنع تماماً بأن المشاركة الفاعلة للمعلمين في استخدام الحواسيب في العملية التعليمية سيكون لها تأثيرها الهائل على القطاع التربوي برمته. ويمكن للكمبيوتر أن يكون الأداة التعليمية الجديدة والقوية في أيدي المعلمين الذين قرروا لتوهم الانصراف عن استخدام اللوح الأسود والطباشير. وسرعان ما تبين للخبراء التربويين أن في وسع المعلمين أن يقدحوا مخيلات تلاميذهم لتحليل عناصر الموضوع المدروس عن طريق تقديم الصور والأشكال التوضيحية والأفلام المتحركة بواسطة الكمبيوتر والإنترنت. ولعل أبرز الأمثلة عن الدور التوضيحي المهم للكمبيوتر والإنترنت في المجال التعليمي هي التي تتجسد في الصور العلمية اليومية التي تبثها وكالة الطيران والفضاء (ناسا) والمواقع المتخصصة بنشر أخبار العلم على الإنترنت. التعلّم عن بعد يعدّ الكمبيوتر المدرسي أداة مهمة لتحقيق فكرة “التعلم عن بعد” التي تمثل فرصة مؤاتية للتلاميذ المعاقين أو المرضى للبقاء على اتصال بغرف دروسهم، وهم قابعون في أسرّتهم في المستشفيات أو في بيوتهم. وكانت المدارس الراقية تضطر في السابق إلى إرسال “المعلمين الخصوصيين” لتدريس التلاميذ المرضى في بيوتهم بمعدل ثلاثة أيام في الأسبوع. ويمكن القول الآن بشكل عام إن من شأن التعليم عن بعد أن يصرف المعلمين الخصوصيين من أعمالهم إلى الأبد. وتتلخص عناصر عمل نظام “التعليم عن بعد” بتثبيت كاميرة فيديو موصولة بكمبيوتر شخصي وشاشة استظهار رقمية عالية الوضوح في غرفة نوم التلميذ من أجل تحقيق الاتصال الكامل والحي بينه وبين غرفة الدرس وبحيث يمكنه أن يطرح الأسئلة أثناء طرح الدروس ويستمع إلى إجاباتها بشكل فوري. وما من أحد على الإطلاق يمكنه أن يتكهن بالأبعاد الاجتماعية والتربوية التي ستقود إليها هذه التطورات الهائلة التي نشهد فيها بداية اندثار الأساليب التقليدية في وظيفة التربية والتعليم وأساليب إلقاء وتلقي الدروس، إلا أن من المؤكد أنها ستكون سبباً في حدوث ثورة حقيقية في طريقة نقل المعارف والمعلومات إلى التلاميذ. ولا بد أن يؤدي ذلك أيضاً إلى إلغاء دور المدرسة ككيان حضري مادي يتألف من الأحجار والأسوار والمقاعد والألواح السوداء. ولا شك في أن تطور الكمبيوتر اللوحي سيقود هذه المسيرة، وهذا ما صرّح به ستيف جوبس المدير التنفيذي لشركة “آبل” عند إطلاق الجهاز “آبل آي باد” في شهر مارس الماضي. عن موقع tabletpcreview.com ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©