الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نادي تراث الإمارات يحوز بطولة الألعاب الشعبية

نادي تراث الإمارات يحوز بطولة الألعاب الشعبية
30 ابريل 2012
ما زالت أشجار التراث الإماراتي العميقة الجذور تلقي بظلالها الوارفة على جميع الأطياف الإنسانية التي تضمها سماء الإمارات، وذلك عبر الأنشطة التراثية المتنوعة التي ينظمها نادي تراث الإمارات بصفته الراعي الرئيس للتراث على هذه الأرض، وكان آخر هذه الأنشطة بطولة الدولة للألعاب الشعبية الثالثة، التي انتهت أمس الأول، بعد تكريم الفائزين في كرنفال تراثي حاشد على كورنيش أبوظبي. البطولة التراثية الثالثة، التي أقيمت فعالياتها على مدار ثلاثة أيام، تحت شعار “تراثنا ماضٍ متألق ومستقبل يزهو به الوطن”، صاحبها اهتمام شعبي كبير حيث شارك فيها ثمانون لاعباً يمثلون عشرة فرق من مختلف إمارات الدولة، تباروا في إبراز المكون التراثي لشعب الإمارات عبر العصور. في ختام البطولة توجت الفرق الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى وهي نادي تراث الإمارات ممثلا بفريق مركز أبوظبي للشباب ونال درع البطولة وميدالية ذهبية، وحل في المركز الثاني فريق شباب مركز الشارقة ونال درعا وميدالية فضية، فيما جاء في المركز الثالث فريق كشافة رأس الخيمة، ونال درعا وميدالية فضية، كما تم في الاحتفال الذي أقيم على كورنيش أبوظبي تكريم المستشار التراثي في النادي علي الرميثي تقديرا لجهوده ودوره في نشر وتعليم الألعاب الشعبية لأبناء الدولة، كما تم تكريم جميع رؤساء الوفود المشاركة وأعضاء لجنة التحكيم، كذلك تكريم جميع المشاركين بشهادات تقدير. قبة مسطاع أقيمت البطولة تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، وحضر فعاليات اليوم الختامي علي الرميثي، المدير التنفيذي للأنشطة، وسعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة والسباقات بالإنابة، وعدد من مدراء المراكز التابعة للنادي وأولياء أمور الطلبة المشاركين بالإضافة إلى جمهور كبير توافد على الكورنيش لمتابعة اليوم الختامي والاستمتاع بواجبات الضيافة العربية التي وفرها نادي التراث للجمهور عبر بيوت الشعر وتقديم القهوة العربية وغيرها من أساليب الضيافة. إلى ذلك، قال الرميثي إن النادي معني بشكل قوي بتطوير مفهوم الألعاب الشعبية وترسيخ أفكارها في أذهان الناشئة بمواجهة خطر الألعاب الإلكترونية المستوردة، مؤكدا أن دعم واهتمام سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان له أثر كبير على نجاح البطولة وتطورها للعام الثالث على التوالي على مستوى حجم المشاركة والتعاون المؤسسي وتنوع الألعاب المتنافس عليها، حيث أمكن لنا مع الوقت تأسيس العديد من الفرق المتخصصة في مجال الألعاب الشعبية، والتي تمثل النادي في العديد من المنافسات التراثية على مستوى المنطقة. وبعد منافسات جرت داخل جزيرة السمالية وعلى كورنيش أبوظبي، بين الفرق المشاركة صعد إلى الأدوار النهائية أربعة فرق كان أعضاؤها نجوماً تلألأ بريقها على رمال كورنيش العاصمة الجميلة لدى تقديمهم إبداعاتهم مع لعبة “قبة مسطاع”، التي جرت حولها مجريات وأحداث البطولة. وبدأت الاحتفالية الختامية مع ألعاب شعبية مصحوبة ببعض الأهازيج الجميلة قدمتها زهرات المنتسبات لمراكز نادي تراث الإمارات، أعقب ذلك لقاء تنافسي بين فريق كشافة رأس الخيمة وفريق مفوضية كشافة دبي، انتهى بفوز فريق كشافة رأس الخيمة، أعقب ذلك عرض مدهش لفنون اليولة قدمه لاعبو فريق منطقة رأس الخيمة التعليمية، تلاه مشاركة فعالة من إمارة أم القيوين من خلال فقرة تراثية قدمتها فرقة الطموح الكشفية، التي عرضت على الجمهور منافسة في لعبة الكرابي، بعدما قام مشرف الفريق بشرح أسس وقواعد اللعبة على الجمهور لتعريفهم بها. تتويج البطل ثم كان اللقاء الأكثر سخونة في هذه الأجواء التراثية الفريدة، ممثلاً في نهائي البطولة والذي جرى بين فريق نادي تراث الإمارات مع فريق شباب الشارقة، والذي انتهى لصالح نادي التراث، ليتوج بطلاً في النسخة الثالثة من بطولة الألعاب الشعبية، بعد أن استطاع جمع أكبر نقاط في المنافسات منذ انطلاق البطولة في جزيرة السمالية، كما استحوذ على انتباه الجمهور لما أظهره لاعبوه من إتقان لفنون اللعبة مصحوباً بلياقة بدنية عالية أهلتهم للوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من المسابقة ثم الفوز بها. إلى ذلك، قال أمين خليفة، مشرف الأنشطة في نادي تراث الإمارات، إن البطولة هدفت إلى ترسيخ مفهوم ثقافة التراث الوطني في أوساط الناشئة والشباب وتعريفهم بالأدوار الاجتماعية والتربوية للألعاب الشعبية وحفزهم على إحيائها بالممارسة بما يعزز القيم والعادات الأصيلة والهوية الوطنية في نفوسهم، ولذلك حرص مشرفو فريق نادي التراث على تجميع اللاعبين قبل انطلاق البطولة بنحو ثلاثة أسابيع، وتم إخضاعهم لتدريبات وتمارين حول لعبة “قبة مسطاع” وكل ما يتعلق بها من قواعد وأسس وكيفية ممارستها بأداء قوي يؤهلهم للفوز في البطولة، وهو ما نجح فيه منتسبو المراكز التابعة للنادي. وعن لعبة قبة مسطاع، يقول خليفة إنها لعبة جماعية ذات طابع حماسي وتحتاج إلى قوة ولياقة بدنية عالية، حيث أنها تنمي لدى اللاعبين ملكة دقة التصويب واستقبال الكرة أثناء مجريات اللعب. تتم اللعبة بين فريقين، يتكون كل فريق من 4 - 6 لاعبين، ويشترط ألا يقل عمر اللاعب المنازل عن 15 سنة، أما أدوات اللاعب فهي “المسطاع” وهو مضرب خشبي يتراوح طوله بين 60 - 75 سم، والكرة التي تصنع من الجلد أو الخيش. قواعد اللعبة أوضح خليفة أن قواعد اللعبة تقوم على ما يلي: يختار الفريقان حكماً فيما بينهم ليدير هذه اللعبة ثم تجري القرعة لتحديد اللاعب من الفريق الذي يبدأ بالرمية الأولى “الإرسال”، حيث يقف فريقه على أحد خطي الملعب والتي تسمى بمنطقة السطع “الإرسال” وتسمى بمنطقة “الاستقبال”. ويقف كل لاعب من الفريقين على نقطة المركز وهو مكان موضع الكرة. ويبدأ الإرسال بأن جميع لاعبي الفريق المرسل في منطقة الإرسال، حيث يقف هو في منتصف خط الإرسال ويقوم اللاعب بسطع الكرة إلى منطقة الاستقبال. أما قوانينها فتتمثل، وفقه، في أنه يجب أن تصل الكرة خارج الخط الذي يقف خلفه الفريق المستقبل. لا يجوز للمرسل تجاوز خط الإرسال إلا بعد خروج الكرة من منطقة الإرسال في اتجاه خط الاستقبال ومن داخل الخطين الجانبيين، وهنا يحق له دخول الملعب والوصول إلى منطقة الاستقبال والرجوع إلى فريقه ويمكنه أن يقف بمنطقة الاستراحة “المثنى”، وفي هذه الحالة لا يجوز إصابته لاعتباره في مكان الأمان. إذ لمست الكرة أثناء جري المرسل في الملعب من الفريقين المضاد فيعتبر ميتاً كأنه لم يرم. وعن شروط المشاركة في البطولة، أوضح خليفة أن المشاركة تقتصر على مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، ويمثل كل جهة مشاركة في البطولة فريق واحد مؤلف من ثمانية لاعبين ومدرب وإداري، وتقتصر المشاركة على الناشئة والشباب من مواليد 1996 - 1997 - 1998 بحسب جوازات السفر، ويتم تجهيز الفرق المشاركة بملابس الألعاب الشعبية، ويتحمل نادي تراث الإمارات الإعاشة والإقامة في جزيرة السمالية. قيمة التراث من لاعبي نادي التراث الذين فازوا بالبطولة قال فهد الظاهري (15سنة) إن مشاركته في هذه البطولة والإسهام في الفوز بها سيظل من أفضل الذكريات والأحداث في حياته، كونه أسهم مع أشقائه أعضاء الفريق في إبراز شكل فريد من أشكال التراث لا يعرفه الكثيرون حتى من أبناء الإمارات أنفسهم، وهذا سيدفعه بالطبع إلى الحرص الدائم على كل ما يمت للتراث بصلة، ويجعله أكثر حرصا على نقله لأبنائه عندما يكبر، وكذلك يجعله يشعر بالقيمة الجميلة لهذه الألعاب التي كان يمارسها الآباء والأجداد حتى وقت قريب. من جانبه، أبدى زميله عبدالله الحوسني (16 سنة) سعادته بوجوده ضمن الفريق الفائز وقدرته على تقديم شيء بسيط إلى الوطن، ممثلاً في إحياء هذا اللون الجميل من الألعاب الشعبية، والذي يمنح من يمارسه لياقة بدنية عالية ويجعله أكثر رشاقة، بدلاً من الألعاب الإلكترونية التي يمارسها معظم الشباب هذه الأيام التي تحمل أضراراً أكبر بكثير مما تحمله من منافع. ومن الفرق التي أسهمت بشكل إيجابي في إنجاح البطولة بما قدمته من أداء راق فرقة مجموعة الطموح الكشفية، والتي تحدث عنها المشرف عمر حسن (20 سنة) وهو طالب بجامعة الإمارات. وقال إن الفريق تابع لمفوضية كشافة الشارقة ويتكون الفريق شأن كل الفرق المشاركة في البطولة من 8 لاعبين منهم 6 أساسيين واثنان احتياطيان، وجميعهم طلاب في المرحلة الإعدادية. وأورد حسن أنه قبل البطولة لم يكن لديه معلومات كافية عن اللعبة، غير أنها لعبة شعبية لها قوانين وتختلف من مكان إلى آخر داخل الدولة، ولكن بعد الاشتراك في البطولة عرف أن اللجنة المنظمة وضعت قواعد واحدة للعبة تطبق على جميع الفرق، ومن خلال التواجد المستمر والمعسكر الذي أقاموه لمدة ثلاث أيام في جزيرة السمالية قام هو ولاعبو الفريق بتدريبات مستمرة أدت لإتقانهم لهذه اللعبة والتعرف على خباياها، ومن ثم المشاركة القوية في فعاليات البطولة. وأكد حسن أن ممارسة اللاعبين لهذه اللعبة يساعد في تأصيل روح التراث لديهم والتعرف على الكيفية التي كان الآباء والأجداد يمارسون بها أشال الرياضة والترفيه من خلال إمكانيات بسيطة، موضحا أنه وزملاؤه أعضاء الفريق يشعرون بالفخر كونهم من خلال المهرجان الختامي قاموا كأبناء للإمارات بتعريف الوافدين والمقيمين وزائري الدولة بالتراث الإماراتي في إطار جذاب وشيق. ألعاب الفتيات كان الحضور النسائي مميزاً في هذه الفعالية الكرنفالية عبر مركز أبوظبي النسائي ومركز السمحة النسائي، اللذين أشرفا على العروض الفولكلورية، التي قدمتها الزهرات الصغيرات المنتسبات لهذين المركزين، ومنهن مريم ناصر، الطالبة في مدرسة الأصايل ومنتسبة لمركز أبوظبي النسائي، والتي قالت إنها شاركت مع زميلاتها في تقديم لعبة “خريريفة مجيرفة”، ولعبة “يا خالتي”، وأكدت ناصر أنها تشعر بالسعادة خلال ممارسة تلك الألعاب الجميلة مع زميلاتها والتي تجعلها تعرف أنواع الألعاب التي كانت تلعبها والدتها وصديقاتها عندما كانت في مثل سنها. زميلتاها خديجة وحنان المهيري أبديتا شعورهما بالبهجة للمشاركة في هذه الألعاب، وقالتا إنها أجمل بكثير من الألعاب التي يمارسانها داخل المراكز التجارية ومدن الملاهي، كونها تمارسها في الهواء الطلق وبصحبة عدد كبير من البنات، ما يجعل اللعبة شيقة وممتعة للجميع. ومن فتيات مركز السمحة النسائي، قالت وصايف الهاجري (7 سنوات) إنها أسهمت مع البنات في تقديم ألعاب شعبية متنوعة منها “شبير شبير” و”الديب والام”، موضحة أنها ألعاب جعلتها تكون صداقات مع كثير من البنات من المنتسبات لمراكز النادي. معرض الصور على هامش المهرجان الختامي، قام علي الرميثي والحضور بجولة على معرض الصور، الذي أشرفت على تنظيمه إدارة الأنشطة والسباقات، الذي يعكس نشاطات النادي خلال العام، كما اطلع على الجناح الخاص بالكتب والمنشورات والملصقات التي تبرز برامج ومشاريع النادي التراثية المقدمة لأبناء الدولة في إطار رسالته الرامية إلى ربط الجيل الجديد بتراث وموروث الآباء والأجداد ضمن برامج وفعاليات ذات صلة بتعزيز الهوية الوطنية. والتقى الرميثي خلال جولته برؤساء الوفود المشاركة في الحدث، حيث وجه لهم الشكر والتقدير على مشاركتهم النوعية، التي أسهمت في إنجاح البطولة وإبراز الألعاب الشعبية بصورة تؤكد على عمق وأهمية المورث الشعبي، ورسالته في بناء جيل متسلح بتراثه الوطني إلى جانب مجاراة تطور العصر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©