الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آية أحمد: «السر» دفعني للتفوق

آية أحمد: «السر» دفعني للتفوق
10 يوليو 2010 19:43
النجاح والتميز لا يخلقان من عبث، بل هما كد وجهد وتعب، ومثابرة واستمرارية على امتداد أيام العمر، وينحصر في السنة الدراسية على امتداد العام واتساع أيامه، هذا حال بعض الطلبة الذين تميزوا بحصولهم على أحسن النتائج وأعلى العلامات، وهذا ما أكدته الطالبة آية أحمد عطا معالي التي حصلت على أعلى معدل بالثانوية العامة على صعيد منطقة أبوظبي التعليمية، وهي 99.9 في المائة، لم يكن من اليسير الحصول على هذه النقطة لولا جهودها وجهود أهلها التي تضافرت لتشكل توليفة متجانسة تكون حصيلتها هذه النتيجة. آية أحمد عطا معالي، تربت في كنف أسرة تشجع العلم والدراسة، من أم أكملت دراستها بعد أن أنجبت بعض أولادها، ومن أب لا يعرف فسحات أخرى غير مساحات حبه لأولاده التي يشغلها بهم ولهم بما يفيد ويعزز قدراتهم، هكذا كانت آية متميزة من الروضة الأولى إلى أن حصلت على الثانوية العامة بمعدل شرّف أهلها، عن ذلك تقول آية، وهي أردنية الجنسية، ومن مواليد العين: تعلمت بمدرسة المناصير الثانوية في العين، وهي مدرسة حكومية، وقد حصلت على هذه النتيجة في الثانوية العامة، بعد خوف كبير، ففي بداية العام كان ينتابني فزع وخوف من هذه التجربة، خاصة أنها محاطة بهالة كبيرة، وأنها تعتبر مرحلة فاصلة بين مرحلة تعليمية وأخرى، وهي تجربة تكون بالنسبة لكل طالب مصدر خوف وقلق، ورغم تميزي في كل سنوات دراستي السابقة، فإن القلق يظل دائماً ذلك الحافز الذي يصاحب الطالب. وتضيف آية: كان هذا الخوف في بداية السنة، أما خلال المرحلة الثانية فقط تبدد ليبدأ العمل، حيث عرفنا المخرجات الأساسية للامتحانات وكل ما يتعلق بالدراسة في هذه المرحلة، وهكذا بدأنا العمل بجد، وعن نفسي فإنني لا أراكم العمل أبداً، وعند رجوعي من المدرسة فإنني أراجع من جديد كل ما تعلمته في الصف، ولا أؤجل عمل اليوم إلى الغد أبداً، وأهم شيء يجب التركيز عليه خلال إلقاء الدرس هو الانتباه، وعند عدم الفهم يجب ألا يخجل الطالب من السؤال، لأننا كلنا هنا لنتعلم. لا دروس خصوصية وعن استعانتها بالدروس الخصوصية، تقول آية: لا أعتمد أبداً على الدروس الخصوصية، فقط أستعين بوالدتي في حالة عدم فهم بعض المواضيع في إطار اللغة الإنجليزية، لأن والدتي مدرِّسة لهذه اللغة، أما والدي فدعمه يكون معنويا، ويـؤثر بشكل كبير في حياتي الدراسية. وترجع آية بذاكرتها إلى الوراء وتتحدث عن تعليمها ما قبل المدرسة، وتقول إنها متميزة منذ كانت في الروضة الأولى، حيث لازالت تذكر معلمتها ومدى تشجيعها وتقديرها لقدراتها وتميزها منذ نعومة أظافرها، وتذكر أنها لازالت على علاقة بهذه المدرسة، حيث تقول إنها أول من لاحظ نبوغها، وكانت دراستها في الروضة أولى في مدرسة خاصة، ثم انتقلت إلى الحكومي حيث أعادت السنة لتكون في العمر القانوني وهو ست سنوات كعمر التمدرس في الحكومي. وتضيف آية: أذكر أن الشرارة الأولى لتميزي هو إعطائي شهادة تقدير لحفظ القرآن الكريم، هذا جعلني دائما أطمح إلى لتميز وحفزني للعطاء أكثر، أما عن السن الذي تعلمت فيه ربط الكلمات، فقالت إن ذلك بدأ بعد الصف الأول حيث كانت تتهجأ الكلمات وتجمعها بنفسها دون مساعدة أحد، وأن قراءتها للقصص بدأ في السن السادسة، وكانت تحب من القصص «ماجد» ولازالت من قراء المجلة إلى اليوم، أما ما تقرأه اليوم فهو بعض الروايات وكتابها المفضل كتاب «السر».. وتذكر أن هذا الكتاب أعطاها الدافعية، وتقول عن ذلك: لابد أن كل واحد منا به من النجاح الداخلي ما يجب التنقيب عنه، والبحث بدواخله التي تحمل الكثير من التميز، هذا ما ساعدني في البحث عنه كتاب السر، فهو يعطي القوة والدافعية، والإيجابية، وأنا أحب هذا النوع من الكتب، وهو أحد الكتب التي ساعدتني كثيرا، إذ جعلني ابحث عن كل إيجابي عندي، ولم أقرأ الكتاب سابقا لأتميز، لكن كل معانيه ومفرداته كانت والدتي تلقنها لنا بشكل يومي وبطرق غير مباشرة، لخلق التميز في أعماقنا، ودفعنا للسعي وراءه يومياً، فإخواني كلهم الأوائل في دراستهم. أما عن العطل وكيف تقضيها آية، فتقول إنها من محبي المطبخ كثيراً، وهي بارعة في تجهيز التبولة ومحشو ورق العنب، كما أنها ماهرة في تجهيز أنواع من الحلويات والكيك. وعن رسالتها إلى كل البنات لحصد أحسن النتائج توضح: رسالتي إلى كل طالبة أنه ليس هناك مستحيل، فقط يجب أن يحاول كل واحد أن يصقل مهاراته في الاتجاه الصحيح، وأن الاستمرارية في التألق بمتابعة الدروس والمذاكرة يوميا، والقراءة أساسيات في حياة كل طالب، وتضيف أن شهادة أي امرأة هي سلاحها حيال عاديات الزمان. التميز أساسه الأسرة أما والدة آية أحمد، تغريد صدقي، مدرسة لغة إنجليزية، فتتحدث عن سبب تميز ابنتها وكل أولادها بالقول: آية ترتيبها الثاني بعد ابني الكبير، وهي متميزة منذ صغرها، حيث كانت تميز بين الألوان وهي لا تتجاوز سنتين، نطقت بكلمات وهي صغيرة، أنجبتها وأنا على مقاعد الدراسة، حيث كنت متزوجة وأتابع دراستي، وهذا جعلني أصر أنه لا شيء مستحيل، ومع الإرادة تعلمت وعلمت صغاري حولي، وتابعتها بشكل كبير وأخاها خلال تأسيسهم، وأنا مؤمنة جدا بأن التعليم أساسه البيت بكل حب وحنان، بطرق سلسة ومرنة بعيدا عن الضغط والعصبية، وآية لم يكن تعلميها أو تأسيسها صعباً لأنها تتمتع بذكاء عال جداً، والمراقبة ومتابعة الأولاد مسألة مهمة جدا، يجب ألا يغفلها الأهل، فمن يريد التميز لأولاده يجب أن يضحي ويتخلص من الأنانية والفردية، فهو يعمل للجميع وليس لنفسه، وتضيف أم آية أنها تابعت ابنتها وأمسكت بيدها إلى أن وقفت على رجليها دراسياً، وكان ذلك في الصف سادس حينها تفرغت لإخوانها الذين قدموا بعدها، وتقول إنها خلال تدريسها في البيت تنهج معها طرقا مجدية منها تذكر: أراجع معها الدرس ونحاول أن نخرج معا بخلاصات أساسية، ونقطا تمشي عليها، كما أحاول أن أجعلها تعيد كتابة هذه الخلاصات في بعض الأحيان، لأن الكتابة تجعل المرء يتذكر والمعلومة تحفر في الذاكرة. وعن الأنشطة الموازية للدراسة فقالت عنها أم آية: إن كل الأنشطة اللاصفية التي يقوم بها الطلبة مهمة جداً، وهي تعليم ذكي بعيداً عن الضغوط، وعن القراءة تقول إنها حببت لأبنائها الكتب، وانشأتهم على القراءة، وتضيف أنها كثيرا ما تقرأ الكتب التطويرية ومن بينها كان كتاب «السر» إذ تذكر: إن هذا الكتاب يؤكد أن قرار الإنسان بيديه إذا أراد أن يكون متميزاً، كما قرأت كتاب «الأرض الجديدة» وهو كذلك أثر في كثيرا وهو يتحدث عن أن الإنسان بإمكانه أن يخلق أرضا بدون حروب ولا تطاحنات إذا أراد ذلك، وتضيف أنها تحاول دائماً تحفيز أبنائها بشكل كبير، وتشجعهم على ملأ أوقات فراغهم بكل ما هو مفيد لهم، أما بالنسبة للبنات فإنها تحبب إليهم فن الطبخ، وتساعد في رسم ملامحه الأولى في عيونهم لعشقه ومن ثم الإبداع فيه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©