الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ع حديد»..الفولاذ صار حنوناً

«ع حديد»..الفولاذ صار حنوناً
1 مايو 2015 23:17
هيفاء مصباح (دبي) ينجح الفن بتطويع المادة ويستثمرها كأداة في بث رسائل إنسانية بحسية عالية، فيبدو معه وكأن الفولاذ أصبح حنوناً في سرده الحروفية العربية.. هذا ما أراده الفنانان التشكيليان ماهر وكمي أبو الحسن من مادة الحديد، فعمدا الى تطويع الفولاذ ودمجه مع الاختراع الأكثر ثورية في تاريخ البشرية، وهي الطباعة لتأتي مجموعة معرضهما «ع حديد» بجمالية الفن الطباعي، فتؤكد أن الفن قادر على الوقوف في وجه التغول المادي. المعرض المقام في موزاييك جاليري في دبي يأتي بالتزامن مع احتفائه بمرور عام على تأسيسه. وحول فكرة المعرض، أوضح ماهر أبو الحسن أنه عبر التاريخ البشري، لم تحمل الكثير من الاكتشافات ذاك التأثير العميق على الحضارات، كالتأثير الذي نتج عن اكتشاف الفولاذ واختراع الطباعة، على الرغم من الاختلاف الكبير من ناحية الاستخدام والتطبيق لكلا العنصرين. فحضور الفولاذ كان دوماً رمزاً للقوة والسلطة، بينما أتت الطباعة مبشرة بعصور التنوير، وأدت الى تقريب المسافات الفاصلة بين الأفكار والثقافات والدول. وعن الجديد في التجربة يوضح ماهر أن الغرافيك على الحديد ليس فقط في اختيار الحديد كحامل للعمل الفني، بل في الاندماج الكامل بين هذا الحامل وعناصر اللوحة، وفي استلهام مجدد لنقوش الفولاذ الدمشقي العريق، ما يجعل من الصعوبة بمكان مقاومة الرغبة في لمس اللوحة وتحسس تفاصيلها، ما يقدم للمشاهد تجربة حسية وروحية متكاملة وفريدة من نوعها. ويشير إلى أن مشاركته جاءت بمجموعة من ثمانية أعمال «تدخل في إطار الاستكشاف المستمر لميزات الحرف العربي، وتوظيفه توظيفا جمالياً من ناحية الموضوع، أو من ناحية التكوين. أما أعمال كمي أبو الحسن الاثنتي عشر، فيمكننا تمييز مجموعتين، تضم الأولى أربعة أعمال تعتمد معالجة بصرية مبتكرة للخط الكوفي المربع، والثانية تشكيلات بصرية مجردة لأحلام امرأة بخيول حرة رغم قيود وكتل المعدن التي تلفها وتثقلها. ويقول الفنان كمي أبوالحسن: في لوحة «حلم امرأة 1» يلاحظ المشاهد كيف تتداخل خطوط الجسد الأنثوي مع تشكيل جسم الحصان، وتتلاقى نظرتاهما في حوار حالم على خلفية لونية تبحر بالمشاهد في عوالم حلم أزلي. وحول ميزة أعمالهما الفنية كأخوين يتشاركان في تقديم العمل الفني قال: إن هناك اختلافاً كبيراً في مواضيع كل منهما في الوقت الذي يتقاربان في التكنيك ومعالجة المادة والسطوح، وهو أمر ليس بمستغرب إذا علمنا أن تجربتنا في العمل المشترك تمتد لعقود مضت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©