الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لغة قوم

1 مايو 2015 23:16
ما أن انتهت صديقتنا من حكاية المرأة الفرنسية الإنسان، حتى جاءتها المكرمة وجاءها ما يطيب الخاطر لا في حفيدة «صنشانيل» بل في نفسها، فهي على وشك أن تتحول إلى ما يسمونه لغويا إنسانة شمولية. فإلى جانب أنها علمت بحال بنات جنسها الغربيات، أتاها من يحمل لها بشارة سارة تقول بأن تعلُّم رطانة أجنبية أو أكثر وممارستها من أجل التواصل والقراءة وليس كنوع من الإعجاب يجعل نظرتك للعالم شمولية. والحقيقة أن هذه واحدة من كرامات الباحثين الذين عددوا للعالم ما يربو على أصابع اليد من الفوائد التي يحصل عليها من يتعلم لغة قوم، نذكر منها على سبيل المثال الحصول على وظيفة واكتساب معرفة وتغيير الشخصية والوقاية من الخرف. واليوم يضيف الباحثون في النشاط الدماغي هذه الفائدة: فكلما تحدث الإنسان بلغات أكثر كلما صار موسوعيا. ولا مشكلة في أن يبدأ بالإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية. يقول أحدهم إنه أجرى تجربة على عدد من الأشخاص الإنجليز والألمان، بعضهم يتحدث اللغتين وبعضهم يتحدث لغة واحدة، وبموجب التجربة شاهد هؤلاء فيلم فيديو يظهر فيه أشخاص يقومون بنشاط معين كالمشي ثم طلب منهم وصف ما يشاهدونه، وبينما هو يتفاجأ بالألمان أحاديي اللغة لا يكتفون بوصف الشخص الذي رأوه في الفيلم بل يسعون إلى إضافة تصوراتهم، كأن يقول أحدهم إنه يشاهد امرأة تسير نحو سيارتها أو رجلا يقود دراجته باتجاه السوق، إذا بالإنجليز أحاديي اللغة يقتصرون في وصفهم على عبارات مثل امرأة تسير ورجل يقود دراجة. وبينما يضيف الألماني شيئا من الشمولية بالتركيز على الحدث وما وراءه تضيق لغة الإنجليزي الاقتصادية بالتركيز على الحركة لا أكثر. المهم كما يرى أخصائي الرطانة هذا هو أنه اكتشف أن اختلاف قواعد اللغة يتجاوز حدودها ليضرب بجذوره عميقا في أدمغة مستخدميها، ويضرب مثالا على ذلك بأنه اختبر مجموعة أخرى من ثنائيي اللغة الإنجليز والألمان فاكتشف أن الألمان وهم في بلادهم عندما يتحدثون بالإنجليزية يقومون بوصف الحدث وما وراء الحدث لكنهم ما أن يكونوا في بريطانيا حتى يتحولوا إلى إنجليز! وبشهادة هؤلاء فإنهم يشعرون بأنفسهم كأشخاص آخرين وهم يتحدثون بلغات أجنبية، ولا تدري كيف؟ اللهم لاتبلي صديقتنا الأنجلو فرانكو آراب!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©