الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«رحلات المقيظ».. مخاطر السفر وتحديات الطقس

«رحلات المقيظ».. مخاطر السفر وتحديات الطقس
18 يوليو 2017 01:08
أحمد السعداوي (أبوظبي) يواصل الباحث التاريخي الدكتور أحمد خوري، ما بدأناه عن القيظ ورحلاته وأهميته في الذاكرة الشعبية لأهل الإمارات، متحدثاً عن الصعوبات التي يواجهها أهل المناطق الساحلية في رحلات المقيظ البعيدة التي تصل أحياناً إلى 90 كيلومتراً من مناطق استقرارهم على سواحل الإمارات إلى الداخل، حيث الواحات الزراعية والمياه والأفلاج ومرتفعات الجبال، بما تتميز به من انخفاض درجات الحرارة وبالتالي الاستمتاع بطقس معتدل خلال أشهر الصيف الحارة. ندرة المياه يقول خوري: «إن هناك العديد من الصعوبات التي كانت تواجه «المقيظون» خلال هذه الأسفار، وأهمها شدة الحرارة وقلة المياه، والتي كانوا يتغلبون عليها بالبحث عن ملاذ آمن من حرارة الشمس تحت الأشجار القليلة المتناثرة في الأماكن البرية في صحراء الإمارات، أو بشرب المياه حتى تخرج على هيئة عرق يبلل الملابس التي يرتدونها، ومع امتزاجها بالهواء تتحول إلى مكيفات طبيعية تقلل من تأثير الحرارة على أجسامهم، وتعينهم حتى يقترب مغيب الشمس، وتصبح درجات الحرارة معقولة خلال الرحلة التي كانت تستغرق من 7 إلى 12 يوماً حسب بُعد المكان المقصود عن الساحل، خاصة أن أقرب مكان يحوي مياها في الطريق من أبوظبي إلى العين هو منطقة الختم التي تبعد عن سواحل أبوظبي مسافة 80 كيلو متراً تقريباً». الخطر الأكبر أما الخطر الأكبر أثناء الارتحال، يتمثل في قُطّاع الطرق الذين قد يتعرضون لمتاع المسافرين وأغراضهم، ولذلك كان بعض أفراد القافلة يحملون معهم أسلحة خفيفة، مثل الخناجر والسيوف والبنادق. ويلفت خوري، إلى أن الحماية الأهم في الطريق تتمثل في حماية القبائل الموجودة في تلك الأماكن، والتي تتم عبر أصحاب الجمال «الكريان»، لأنهم خبراء بالأسفار والطرق، ويخبرون القبائل التي كانت تمر عليها قوافل المقيظون حتى يقوموا بحمايتهم في المناطق التي تقيم فيها هذه القبيلة أو تلك. ومع ذلك، فإنه في حال وصول أحد قطاع الطرق أو اللصوص إلى أي من تلك القوافل، فإنه لا يتعرض بأي سوء لأي من أفراد القبيلة، ويقتصر فعله فقط على الاستيلاء على بعض الأغراض التي يحملونها معهم أو إحدى المطايا. نقص الفيتامينات ومن صعوبات السفر أيضاً التي يشرحها الباحث التاريخي، حدوث بعض الأمراض الناجمة عن نقص الفيتامينات، بسبب ندرة الفواكه والخضراوات، والاعتماد بشكل رئيس على الأسماك المجففة والحليب والتمر والقهوة والحبوب. كما أن الحركة أو التنقل يشكل صعوبة كبيرة في حال وجود عائلات وأطفال، حيث تكون المسؤولية أكبر ربما لمرض أحدهم المفاجئ أو شدة التعب الذي يواجهونه في الطريق. غير أن أفضل وسائل التغلب على هذه المخاطر، هو السفر الجماعي لعدد من العائلات والأفراد، وهنا يكون الجميع في مأمن، في وقت يستطيعون التعامل مع أي خطر أو طارئ يتعرضون له، سواء في رحلة الذهاب أو العودة التي تكون محملة بكثير من الهدايا، لعل أشهرها المشغولات الذهبية والفضية، إضافة إلى حمل بعض البنادق الخفيفة لأغراض الحماية، كما يحرص المقيظون في العودة على حمل بعض ثمار الفواكه والخضراوات التي يندر وجودها على الساحل مثل الهامبا واللومي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©