الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة الاقتصادية تدفع زيمبابوي إلى عصر الظلام الإعلامي

الأزمة الاقتصادية تدفع زيمبابوي إلى عصر الظلام الإعلامي
13 أكتوبر 2008 00:49
يقول محللون إعلاميون إن الأزمة الاقتصادية في زيمبابوي تدفع البلاد إلى الغرق في ''عصر الظلام الإعلامي'' حيث أثر معدل التضخم الذي تقدر نسبته بعدة ملايين في المئة وانهيار البنية الاساسية على توزيع الصحف وعمل الاذاعة والتليفزيون· فقد صارت الصحف مسألة مكلفة بالنسبة للجميع باستثناء أقلية صغيرة بينما تحاصر الانقطاعات المتكررة للكهرباء خدمات الاذاعة والتليفزيون الخاضعة لسيطرة الدولة وذلك حسبما أوضح مشروع مراقبة الاعلام في زيمبابوي وهو مشروع مستقل عن الحكومة· يذكر أن اللجنة الدولية لحماية الصحفيين ومقرها نيويورك صنفت زيمبابوي كواحدة من بين أسوأ عشر دول من حيث قمع حرية الاعلام· ويقول أندريو مويسي منسق مشروع مراقبة الاعلام: إن الخريطة الاعلامية للبلاد خاضعة بالفعل لهيمنة أبواق الحكومة حيث تتسم ''تغطياتهم للموضوعات بالانحياز والانتقاء حتى إبان هذه الحقبة المهمة من تاريخ البلاد '' في إشارة إلى اتفاق تقاسم السلطة المتعثر بين الرئيس روبرت موجابي ورئيس الوزراء المعين مورجان تسفانجيراي· ففي ظل إدارة موجابي تدهورت البلاد خلال السنوات الثماني الاخيرة حيث أخذت تضربها الازمات المتمثلة في النقص الشديد للسلع الغذائية والارتفاع الفلكي لمعدل التضخم وعملة عديمة القيمة تقريباً وذلك بعد أن كانت تعد واحدة من أكثر البلاد الافريقية اتساما بالرخاء الاقتصادي· وقفز سعر صحيفة هيرالد الحكومية المدعومة من الدولة وهي تعد الصحيفة القومية الوحيدة إلى 3 آلاف دولار زيمبابوي يوم السبت الماضي مقابل 10 دولارات زيمبابوي في أول أغسطس الماضي عندما ألغى البنك المركزي عشرة أصفار من العملة، ويبلغ سعر الدولار الاميركي نحو 4500 دولار زيمبابوي· وفي هذا الصدد قال مويسي: ''في أي دولة أخرى تمثل الصحيفة أرخص الاشياء في بند الانفاق للمواطنين أما هنا من الذي لديه الاستعداد بالتضحية برغيف خبز لكي يقـرأ الهـيرالد أمــــا الصحـــــف المســـــــتقلة التـــي لا تتلقى أي دعم في البلاد وهي زيمبابوي اندبيندينت وصنداي ستاندارد وفاينانشيال جازيت فتباع الان بـ 4500 دولار زيمبابوي مما يجعلها تدخل في باب ''السلع الفاخرة''· وقد منع النظام القائم ظهور أي وسيلة إعلام الكترونية مستقلة في حين أن الاذاعة والتلفزيون التابعين للدولة تشع بالعداء ضد معارضي مجابي، وحتى التليفزيون الحكومي يشعر الان بوطأة التردي الاقتصادي، فقد اعترف في أبريل الماضي بأن تغطيته لا تصل إلا إلى 45 في المئة من البلاد بسبب المعدات المتهالكة التي عفا عليها الزمن· وقال مويسي لقد صار الخبر مسألة بعيدة المنال بصورة متزايدة بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء ولفترات طويلة وهذا ينطبق على وسائل الاعلام الرسمية والاذاعات الاجنبية الخاصة التي تبث من الخارج ووكالات الانباء الالكترونية والبريد الالكتروني· وأردف يقول: ''المحظوظون فقط ممن لديهم مولدات كهرباء - وهذا يتوقف على مدى توفر الوقود و تتاح لهم الخدمة الاعلامية بشكل منتظم إلى حد ما''، أما مواطنو الريف الذين يفتقرون للكهرباء من الاساس فقد أصبحوا منفصلين نهائيا عما يدور في العالم بعد أن اختفت أجهزة المذياع زهيدة الثمن من المحال والارتفاع الهائل في أسعار البطاريات الجافة· والادهى من ذلك تفاقمت هذه العزلة الاعلامية بعد أن أمر راي كوكوندي وهو حاكم سابق لواحد من أكبر الاقاليم بشمال شرق البلاد بمصادرة أجهزة الراديو التي تعمل بالموجة القصيرة لمنع المواطنين من الاستماع إلى محطات الاذاعة الخاصة التي تبث إرسالها من خارج البلاد· وقال مويسي: ''إن الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن خنق الاعلام يؤدي إلى انتعاش الشائعات والتخمينات·· والسلطات تشكو مر الشكوى من هذا الوضع المحزن الذي آلت إليه الامور رغم أن كله من صنع أيديها'
المصدر: هراري-جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©