الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل متظاهرين بينهم نجل شقيق موسوي في إيران

مقتل متظاهرين بينهم نجل شقيق موسوي في إيران
28 ديسمبر 2009 01:59
شهدت إيران أمس مواجهات دامية بين قوات الأمن وأنصار المعارضة خلال إحياء ذكرى عاشوراء، تضاربت الأنباء حول حصيلة ضحاياها، حيث أعلنت المعارضة مقتل 9 أشخاص بينهم ابن شقيق القيادي المعارض مير حسين موسوي، بينما أعلنت السلطة سقوط 5 قتلى واعتقال 300 شخص في المواجهات التي شملت طهران وتبريز وأصفهان وشيراز ونجف آباد. وقال مساعد رئيس شرطة طهران الجنرال أحمد رضا رادان في تصريح بشأن الاشتباكات في طهران أوردته وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية “قُتل عدد من الأشخاص خلال الحوادث. لقد وقع شخص عن جسر وتوفي اثنان في حادثي سيارة وآخر بالرصاص. بما أن الشرطة لم تستخدم السلاح، تثير الوفاة بالرصاص شكوكاً وهي رهن التحقيق”. وأضاف أنه تم اعتقال أكثر من 300 شخص. وقالت الشرطة المحلية في بيان رسمي “إن 5 أشخاص قُتلوا بطريقة مريبة خلال الاشتباكات وتجري الشرطة تحقيقاً في الأمر، وقال التلفزيون الإيراني الحكومي “إن صدامات اندلعت في بعض المواقع عندما تواجه مشاركون في إحياء ذكرى مقتل الحسين، ومثيرين للشغب ضاعفوا استفزازاتهم وقاموا بأعمال التخريب، وقتل وجرح العديد من الجانبين خلال المواجهات”. وأضاف أن “مهاجمين مجهولين” هم من قتلوا ابن شقيق موسوي. إلى ذلك، فقد أثر الصحفي السوري رضا الباشا الذي يعمل مع تلفزيون دبي أمس في طهران أثناء تغطية تظاهرات للمعارضة كما أفاد زميل له في وكالة “فرانس برس”. من جانبها ذكرت مواقع إلكترونية للمعارضة الإيرانية على شبكة الإنترنت أن رجال الأمن قتلوا 5 متظاهرين في طهران و4 آخرين في تبريز. وكانت المعارضة الإيرانية اعلنت أن متظاهرين من انصارها خاضوا مواجهات عنيفة مع قوات الأمن التي تم نشرها منذ فجر أمس في طهران تحسباً لتصاعد الاضطرابات في ذكرى”عاشوراء”، بعد الصدامات الواسعة التي شهدتها أنحاء واسعة من العاصمة الإيرانية أمس الأول واستمرت حتى المساء. كما أكدت المعارضة أنها تنوي تنظيم تظاهرات جديدة مناوئة للنظام في عدد من ميادين طهران وسط أنباء غير مؤكدة نقلها الموقع نفسه، تفيد بـ”تمرد” الشرطة على أوامر بإطلاق النار على المحتجين. وذكر موقع “رهسبز” الإصلاحي أن 4 متظاهرين على الأقل قتلوا في هذه المواجهات مبينا أن 3 منهم سقطوا بـ”إطلاق نار مباشر” من جانب قوات الأمن على جادة الثورة (انقلاب) التي تمتد حوالى 10 كيلومترات وتعبر طهران من الشرق إلى الغرب، حيث تركزت كل التظاهرات أمس. وبدوره، أكد موقع “برلمان” نيوز إن ابن أحد أشقاء الزعيم المعارض موسوي قتل خلال اشتباكات مع قوات الأمن في طهران أمس لكنه لم يحدد إن كان القتيل ضمن الضحايا الأربعة. وأضاف الموقع الإصلاحي على الإنترنت “قتل علي موسوي في اشتباكات وقعت ظهر أمس وما زال جثمانه في مستشفى طهران” مما يشي بأن هناك إشارة تحذير واضحة لأبرز زعماء المعارضة الإيرانية الذي لم يعترف بعد بإعادة انتخاب الرئيس نجاد لتشكيكه في نزاهة انتخابات يونيو الماضي. وفي وقت لاحق اكد مستشار موسوي علي رضا بهشتي مقتل ابن شقيق موسوي وقال في برقية «اعبر عن اسفي وعميق مواساتي لاستشهاد ابن شقيقي علي حبيب موسوي أمس». وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين انتهزوا فرصة المسيرات المرتبطة بذكرى عاشوراء أمس في الشوارع ليتدفقوا على جادة انقلاب مباغتين في بعض الأحيان قوات الأمن حسبما أفاد شهود عدة في المكان. وجرت مواجهات عديدة بعضها عنيف جدا بين قوات الأمن والمتظاهرين على هذه الجادة التي شهدت تظاهرات كبيرة في يونيو الماضي احتجاجا على إعادة انتخاب نجاد. وأضرم المتظاهرون حرائق عدة ليحموا أنفسهم من الغازات المسيلة للدموع وإبطاء هجمات الشرطة التي قاموا برشقها بالحجارة. كما أقاموا حواجز في بعض الأحيان قرب ساحة ازادي غرب طهران. وردد المتظاهرون هتافات بينها “سنقاتل وسنموت لكننا سنسترد إيران” و”انه شهر الدم والباسيج سيسقطون” ملمحين بذلك إلى عاشوراء وإلى الميليشيا التي تستخدمها السلطات الإيرانية إلى حد كبير لقمع المتظاهرين. وخرج المتظاهرون مرات عدة عن سيطرة قوات الأمن على الرغم من الغازات المسيلة للدموع والعيارات التحذيرية، وعلى الرغم من مساعدة عدد كبير من رجال الأمن الذين ارتدوا ملابس مدنية والباسيج الذين كانوا يطاردون ويضربون المتظاهرين حتى في الشوارع المجاورة. وقال احد الشهود ان “الشرطة قامت بضرب متظاهرين لجأوا إلى منازل قريبة من ساحة الإمام الحسين” في القسم الشرقي من جادة إنقلاب. وأشار شاهد آخر إلى ان عناصر أمن على متن دراجات نارية طاردوا متظاهرين بعيدا عن ساحة إنقلاب “إلا انهم تجمعوا من جديد في شارع قريب وهناك جاء آخرون لينضموا إليهم”. وذكر موقع “جرس” المعارض أن قوات الشرطة رفضت إطاعة أوامر بإطلاق النار على المحتجين المطالبين بالإصلاح خلال اشتباكات دارت أمس وسط طهران. وقال الموقع “ترفض قوات الشرطة أوامر قادتها بإطلاق النار على المتظاهرين بوسط طهران... بعضهم يحاول إطلاق النار في الهواء عندما يضغط عليهم قادتهم.” والمتظاهرون مزيج من الشبان والمتوسطي الأعمار وبينهم عدد كبير من النساء. وردد عديدون “الموت للدكتاتور” الصفة التي اطلقوها على نجاد منذ إعادة انتخابه. كما رددوا “يا حسين، مير حسين” في تأييد لزعيم المعارضة مير حسين موسوي . وفي وقت لاحق مساء أمس، أفاد موقع “جرس” المعارض على الإنترنت أن 4 محتجين على الأقل قتلوا وأصيب العديدون في مدينة تبريز شمال غرب البلاد خلال اشتباكات بين أنصار المعارضة وقوات الأمن أمس. وكما تحدث الموقع نفسه عن اشتباكات شرسة بين الأجهزة الأمنية والمناوئين للنظام في مدينتي اصفهان ونجف آباد مسقط رأس المرجع الديني المعارض البارز الراحل حسين على منتظري، وجرت مواجهات أخرى عنيفة أيضا في عدة مدن إيرانية، خصوصا اصفهان ونجف آباد وشيراز وبابول. وجاءت التظاهرات رغم تحذير الأجهزة الأمنية بأنها لن تتهاون مع أي محاولة لاستغلال مناسبة عاشوراء لأغراض حزبية سياسية بعد أن حظرت السلطات الإيرانية كافة الأنشطة المرتبطة بمراسم تشييع المرجع الراحل منتظري الذي توفي مطلع الأسبوع الماضي في مدينة قم. من جهة اخرى نظم آلاف من أنصار السلطة الإيرانية تظاهرة مضادة وسط طهران أمس، حيث قتل 4 متظاهرين بحسب المعارضة في مواجهات مع قوات الأمن، وفق شهادات جمعتها وكالة فرانس برس. وسار المتظاهرون في قسم من جادة الثورة (انقلاب) وسط طهران حيث كانت قوات الأمن أجلت منه قبيل ذلك المتظاهرين المعارضين للسلطة حسب هؤلاء الشهود. وردد المتظاهرون “جاء كل هذا الجيش حبا بالمرشد” الأعلى للجمهورية علي خامنئي. وكانت تظاهرات مماثلة نظمها مؤيدو نجاد أثناء الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت عقب الإعلان عن إعادة انتخاب الرئيس الحالي بولاية رئاسية ثانية في 13 يونيو الماضي وشهدت احتكاكات وصدامات دامية بين مع أنصار المعارضة. واندلعت مواجهات عنيفة مساء الأول بين الشرطة والمتظاهرين في مسجد جاماران شمال طهران حيث كان من المقرر أن يلقي الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي خطبة، مرددين هتافات مناهضة للحكومة. وقامت عناصر شرطة مكافحة الشغب تساندهم عناصر من الباسيج اعتقال عدد من المحتجين. وبحسب موقع رهسبز المعارض فإن “أجهزة الأمن منعت” خاتمي من إلقاء الخطاب وحاصرت المسجد. واشنطن وباريس تنددان بحملة العنف ضد المدنيين واشنطن، باريس (وكالات) - ندد البيت الأبيض أمس بما وصفه بـ “حملة القمع الظالمة” التي تمارسها الحكومة الإيرانية بحق المدنيين، مشيراً إلى أن الحكومة الأميركية تقف إلى جانب المحتجين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر في بيان “إن الأمل والتاريخ في صف الساعين بصورة سلمية لنيل حقوقهم العامة وهذا هو الوضع بالنسبة إلى الولايات المتحدة”. ونددت الحكومة الفرنسية بـ”الاعتقالات العشوائية وأعمال العنف” التي استهدفت المتظاهرين في طهران. وقال بيان لوزارة الخارجية “إن الصدامات التي تخللت تظاهرات نظمتها المعارضة أدت وفق آخر حصيلة إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل كما أوقعت العديد من الجرحى”. وأضاف “إن فرنسا تندد بالاعتقالات العشوائية وأعمال العنف ضد أشخاص يتظاهرون لمجرد الدفاع عن حقهم في حرية التعبير وتطلعهم إلى الديمقراطية”.
المصدر: طهران
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©