الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة العالمية تقود الإنفاق الاستهلاكي في الدولة إلى الانكماش

الأزمة العالمية تقود الإنفاق الاستهلاكي في الدولة إلى الانكماش
13 أكتوبر 2008 00:26
تتراجع أسعار المواد الغذائية بنسب تتراوح بين 15 و20% نهاية الشهر الحالي، بحسب توقعات اقتصاديين في أسواق التجزئة ربطوا بين انخفاض أسعار النفط، والانعكاس السلبي للأزمة المالية العالمية على سلوك المستهلكين، ما يدفعهم الى تخفيض حجم إنفاقهم الاستهلاكي، الذي يزيد 7 أضعاف عن السائد في الدول العربية· وتشير التوقعات إلى أن حجم إنفاق الفرد على السلع الغذائية والاستهلاكية سيتراجع بنسبة 10%، وعلى السلع الرأسمالية بنسبة 50%، نتيجة لانحسار أوجه الإنفاق غير الضرورية في ظل الأزمة التي أتت على مكاسب اقتصادات عدة دول رئيسية وأطاحت بالعديد من الشركات العملاقة في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا· ويشكل الإنفاق الخاص (العائلي) في الدولة بحسب بيانات العام الماضي نصف الناتج المحلي الإجمالي بواقع 320 مليار درهم، ونما بنسبة 122% خلال 5 سنوات، بينما ينشط سوق القروض الاستهلاكية (الشخصية) ويحقق قفزات مطردة نتيجة الإقبال على الاستهلاك، إذ ارتفع رصيد القروض الشخصية بنسبة 48% خلال الربع الثاني من العام الجاري لتصل 54 مليار درهم· وكانت أسعار النفط سجلت انحفاضاً حاداً في الآونة الاخيرة، وفقدت أكثر من 10 دولارات في يومين، ضمن سلسلة تراجعات بدأتها بموجة تصحيح عكسي قلصت مكاسب البرميل وهبطت به من 147 دولاراً للبرميل قبل 3 أشهر إلى 77 دولاراً أمس الأول· ورغم ذلك، لا يربط المحلل الاقتصادي الدكتور محمد العسومي توقعات انكماش الإنفاق بانخفاض السيولة، وإنما بتراجع الرغبة في الإنفاق تبعاً للنظرة المتشائمة التي تسيطر على نفوس المستهلكين· وقال: ''النتائج الأولية للأزمة ستنعكس انخفاضاً في الطلب، وبالتالي تراجعاً في مستويات الأسعار''· وأوضح رئيس الاتحاد التعاوني الاستهلاكي ماجد الشامسي أن ''الأسواق المحلية ليست بعيدة عن تبعات تلك الأزمة''، لا سيما وأن نحو 85% من المواد الغذائية يتم استيرادها من الخارج· وزاد: ''تلك الأزمات عادة ما تدفع إلى تقليص حجم المشتريات، أي تلقي بآثارها على سلوك المستهلك''· وتعود الأزمة المالية العالمية إلى ضعف الجهاز المصرفي والاستثماري لا سيما في الولايات المتحدة الذي انخفضت قدراته التمويلية وجفت منابع السيولة التي يحتاجها، في عدوى انتقلت إلى أسواق أوروبا وآسيا في أعقاب موجة انكماش سيطرت على الأسواق كجزء من تداعيات أزمة الرهون العقارية الأميركية التي خلفت ديوناً متعثرة بأحجام مؤثرة أرغمت الحكومات على التدخل لإنقاذ مصارف وشركات عملاقة مرتبطة بتلك الأزمة· وعلى إثر ذلك، تلقت أسواق الأسهم الرئيسية ضربات قاسية خلال الجلسات القليلة الماضية بسبب كثافة طلبات البيع وغياب طلبات الشراء، الأمر الذي امتد ليشمل معظم أسواق العالم· إلى ذلك، توقع الشامسي أن يتراجع حجم الإنفاق بنحو 10% على السلع الاستهلاكية والغذائية، فيما يكون التأثير أكبر على السلع الرأسمالية التي يتوقع أن تفقد 50% من مشتريها خلال المرحلة المقبلة·وتلقت جمعية أبوظبي التعاونية وعوداً من الموردين بانخفاض أسعار سلة من السلع خلال الاسبوعين المقبلين، من ضمنها الأرز والحليب والطحين واللحوم، بحسب نائب مدير عام الجمعية فيصل العرشي· وذكر أنه ''لا يمكن التنبؤ بنتائج الأزمة العالمية بشكل دقيق، ولكنها بلا شك ستؤثر على حجم الاستهلاك العالمي والمحلي كذلك''· وتعهد العرشي بتخفيض الأسعار في حال انخفضت قيمة عقود التوريد لأية سلعة· ولكن تلك التنبؤات لا علاقة لها بالوضع الاقتصادي سواء فيما يخص الشركات أو الجهاز المصرفي أو الاقتصاد الرسمي، بل هي مرتبطة بالشق النفسي المتعلق بالمستهلكين، بحسب العسومي· وكان حجم مبيعات التعاونيات بلغ نحو 3,3 مليار درهم في العام الماضي، مع توقعات أن يصل حجم المبيعات الى 4 مليارات درهم بنهاية العام الحالي، بزيادة تبلغ 21%، كما تنتج التعاونيات نحو 1000 سلعة استهلاكية، منها 260 سلعة غذائية، ويصل عدد أعضائها 38 ألف عضو · وعزا العسومي ارتفاع أسعار السلع الغذائية خلال الاشهر الماضية إلى ارتفاع أسعار النفط، ما يعني تراجع تلك الاسعار مع انخفاض أسعار النفط الذي تخلى عن حاجز 80 دولاراً أمس الاول· وأشارت تقارير اقتصادية خلال الاسبوع الحالي إلى توقعات بحدوث انخفاض في أسعار السلع الاساسية في دول منشأ تلك السلع مثل الذرة وفول الصويا والأرز، حيث تتراوح تلك النسبة بين 10 و15%· ودعا المستثمر علي الكمال المستوردين إلى ''استثمار الأزمة'' من خلال الاتفاق على خطة استراتيجية لتخفيض أسعار السلع الواردة، حيث سيصبح ضخ السيولة من خلال التجار والموردين بالدولة ومجلس التعاون· وتوقع الكمالي حدوث تغييرات في سلوك المستهلكين، بالتركيز على السلع الأكثر أهمية والأساسية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©