الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنجز أول دراسة عن حلي الأطفال

أنجز أول دراسة عن حلي الأطفال
28 ديسمبر 2009 01:55
يطرح فنان الحلي والمصاغ اليدوي د. عبدالعال محمد خلال أيام مجموعة من إبداعاته التي قدمها عبر رحلة طويلة مع عالم الحلي وصياغة المعادن في مهرجان الفن التطبيقي بمناسبة مرور 170 عاما على إنشاء كلية الفنون التطبيقية بالقاهرة وتتضمن عرض عدد من أعماله السابقة إلى جانب أحدث مجموعاته من الحلي اليدوية المتفردة والتي تبرز التقنية العالية تحمل أعمال د. عبدالعال محمد أبعادا فلسفية ورؤى فكرية ومعظمها مصاغ من الفضة عيار 95 وتضم أطقما متنوعة تعتمد على المعدن الخالص ومرونة ودقة التصميم والتشكيل وأخرى مطعمة بالأحجار الكريمة ونصف الكريمة. وعن انحيازه للفضة في أعماله يقول الدكتور عبدالعال، الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية، إن الفضة لها خواص مميزة وهي من العناصر التي تطهر جسم الإنسان من السموم والميكروبات إذا استخدمت بشكل يلامس البشرة. وكان العرب يستخدمون الدراهم الفضية في قرب الماء لتطهرها من الميكروبات كما أن جزءا من ثقافة التزين هي القدرة على التغير المستمر في المظهر من خلال الحلي ذات القيمة الفنية والسعر المناسب. وقال إن الذهب رغم أنه معدن نفيس ولا يضر الإنسان فقد تراجع الإقبال عليه بسبب الارتفاع المستمر في أسعاره وأصبح استخدامه قاصرا على مناسبات محددة. وأكد أنه يجد نفسه مشدودا لتنفيذ بعض القطع بسبائك خاصة من الذهب بألوان ونسب متنوعة تتوافق مع التصميم والرسالة التي تحملها قطعة الحلي. التراث والبيئة حول تأثره بالتراث العربي والإسلامي ومفردات البيئة الشعبية، أوضح عبدالعال أن مفهوم ثقافة التزين يعتمد على أن يختار الإنسان قطعة الحلي أو الزينة التي تعبر عنه وتعكس ثقافته وحضارته ومستواه الاجتماعي والأهم أن يشعر بالانتماء لها وهذه هي ميزة المصاغ والحلي اليدوية كفن راق فهي تختلف عن الحلي التي تعتمد على التقليد والنقل من ثقافات أخرى. وقال إن فنان الحلي يعتمد على الاختيار الصحيح والمناسب وهذا هو الفارق بين أعمال الحرفي والهاوي والفنان الفطري وإبداع الأكاديمي لأن الخلفية العلمية تصقل الفنان بدراسات علمية وهندسية وإنسانية واقتصادية بالإضافة إلى مواكبته للتقدم التكنولوجي مثل المينا وطلاءات الترسيب الكهربي. وأضاف أن فن الحلي اليدوي لا يرتبط بموضات سريعة متغيرة ولكنه يقدم موضات خاصة بالبيئة التي ينتمي لها الفنان ومنذ عام 2000 لمعت الفضة واستعادت مكانتها في العالم كله باعتبارها معدنا محايدا وجد معظم الفنانين أنه الأنسب للربط بين الماضي والمستقبل خاصة وان هذا العام وما تبعه سيطر فيه اللون الرمادي على ملابس الرجال والنساء وفقا لرؤية معظم مراكز الموضة العالمية. توظيف التكنولوجيا رأى د. عبدالعال أن أهم ما يميز مجموعته الجديدة الاستفادة من التطور التكنولوجي في الآليات القديمة المستخدمة مثل سباكة "الشمع" التي توارثتها الأجيال منذ أيام الفراعنة وهي أحد الأساليب التي اعتمد عليها في عدد من القطع المصنعة من الفضة الخالصة لكن بتقنيات حديثة كما لجأ إلى ابتكار أسلوب خاص في التعامل مع السبائك. ورفض عبدالعال وضع قيود على فن الحلي، مؤكدا أن القدرات الابتكارية لا تعرف الحدود ولذلك تظهر دائما خامات جديدة وربما غير مألوفة طالما أنها تعطي شكلا مثيرا للانتباه ويحقق متعة التزين والإحساس بالرضا للفنان، مشيرا إلى أنه استلهم من الخزف الإسلامي الثري بالمفردات الشكلية العديد من الابتكارات في قطع الحلي. وأطلق د. عبدالعال على مجموعته اسم "لويحات صدرية"، مشيرا إلى أنه اختار هذا الاسم بعد أن وجد معظم القطع عبارة عن أشكال تعلق على الصدر وكل منها بمثابة لوحة صغيرة. وأكد أن التعليقات أول قطعة حلي عرفها الإنسان وبعدها جاءت أشياء أخرى مثل الخاتم الذي كان عبارة عن ختم وتحول من القيمة النفعية إلى القيمة الجمالية والخلخال والأسورة حيث ابتكرهما الإنسان القديم كقيد. أما "الدملوج" الذي ترتديه الفتيات الصغيرات حول الجزء العلوي من الذراع فقد دخل عالم الزينة بعد أن فقد وظيفته الأساسية كحامل للاسم المكتوب. وأضاف أنه من حيث الشكل تصنف الحلي إلى نوعين معلقات ومحلقات والمعلقات مثل القرط والدلاية والسلاسل والبروش والمحلقات مثل الخواتم والشوبك والأساور والأحزمة. الأطفال يحبون التزين بالألوان المشرقة حول دراسته الشيقة عن "حلي الأطفال" التي حظيت باهتمام معظم فناني الحلي في مصر والعالم العربي باعتبارها دراسة غير مسبوقة. قال عبدالعال محمد:"اهتم دائما بأن تكون قطع الحلي التي أصنعها معبرة عن فلسفة معينة متوافقة مع من يرتديها وتشغلني هذه الفكرة طوال الوقت وحتى عندما أصنع تصاميمي المختلفة أفكر فيمن سترتديها وكيف سترتديها بمعنى هل ستكون ملامسة للبشرة أم من فوق ملابس". وبين:"السبب الذي دفعني لهذا البحث هو إحساسي بإغفال حق الطفل في اختيار الحلي المتوافقة مع تكوينه وميوله، وطالبت بأن يتخلى الآباء والأمهات عن فرض الرأي على الطفل ويتركوا له حرية التعبير عن ذاته واختيار ما يحب بعيدا عن الأشكال التقليدية والنماذج التي يفرضونها مثل قرن الفلفل والخميسة. وتؤكد الدراسة أن الطفل يحب التزين بالألوان المشرقة ويفضل معظم الأطفال الأشكال المجسمة الخفيفة. وتدعو الدراسة إلى أهمية أن يستمتع الطفل بما يرتديه من حلي دون أن تكون عبئا عليه لذلك يفضل أن تصنع من الفضة بدلا من الذهب الذي يغلب على حلي الأطفال ويعرضهم للخطر طمعا في قيمته المادية الغالية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©