“فيتبيت” يقيس مستوى النشاط اليومي وسرعته

قبل أقل من عقدين من الزمان، كانت وظائف تكنولوجيا الاتصالات تنحصر في إرسال واستقبال الرسائل والبرقيات المكتوبة، وتأمين الأحاديث الهاتفية بواسطة الهواتف الثابتة، ولكنّها الآن جعلت من أجهزة الاتصال بحدّ ذاتها منصّات ذكية لأداء مئات الوظائف. ومن بين أحدث الابتكارات في هذا المجال، مجسّ إلكتروني sensor لا يزيد حجمه عن حجم علبة كبريت يمكنه أن يقيس بشكل مستمر المسافات التي يقطعها مستخدمه كل يوم وسرعته في قطعها وكمية الطاقة التي استهلكها في هذا النشاط؛ ويرسل الجهاز هذه المعلومات والبيانات من دون انقطاع عن طريق شبكة الإنترنت اللاسلكية إلى قاعدة بيانات يمكن للطبيب الدخول إليها للوقوف على حالة زبائنه. وظهر في الأسواق مؤخراً جهازان جديدان محمولان للقياسات الرياضية الشخصية يمكن ارتداؤهما أو دسهما في الجيب هما:”فيتبيت” FitBit الذي يبلغ سعره 100 دولار (367 درهماً)، و”فيليبس دايركت لايف” DirectLife الذي يبلغ سعره 80 دولاراً (293 درهماً). وللجهازين شكلان مختلفان؛ حيث يأتي “فيتبتيت” على شكل حمالة مفاتيح ذات إطار معدني جميل بحيث يمكن تعليقه في حزام الخصر، فيما يكون “فيليبس دايركت لايف” على شكل علبة يمكن تعليقها بالرقبة بواسطة خيط أو وضعها في الجيب. ويتفق الجهازان في الهدف من ابتكارهما وهو قياس مستوى الحركة والنشاط اليومي للمستخدمين. ويتضمن “فيتبيت” جهاز قياس التسارع الذي يتميز بحساسيته البالغة لكشف أي حركة يقوم بها حامله، ومجسّ يقيس اتجاهات الحركة في الأبعاد الثلاثة والذي يوجد شبيه به في جهاز الهاتف المحمول “آبل آي فون”. ويضمن هذا التركيب الحصول على بيانات كاملة حول كل الحركات التي قام بها مستخدم الجهاز وطبيعتها وسرعة القيام بها. وتقدم هذه البيانات فكرة متكاملة حول كمية الطاقة التي يستهلكها الجسم عن طريق حرق الدهون والسكريات. ومن الإنجازات المثيرة التي يقدمها الجهاز لمستخدمه، عدد الخطوات التي خطاها في يوم كامل. وتكمن أهمية الجهاز في قدرته على إرسال البيانات المتعلقة بنشاط صاحبه إلى موقع متخصص على شبكة الإنترنت والذي يمكنه بعد ذلك استظهار الخطوط البيانية التي تعبّر عن تغير مستويات النشاط البدني لصاحبه خلال فترات معيّنة. ويعمل جهاز “فيتبيت” بواسطة بطارية، وهو جهاز مفيد جداً لكل من يريد مراقبة مستوى نشاطه اليومي، كما أنه ينطوي على فائدة خاصة بالنسبة للبدينين الذين يعتمدون على الحركات الرياضية لتخفيف أوزانهم. ومن المنتظر أن يتم تطوير أجهزة “المجسّات المحمولة” بحيث تتمكن أجياله المقبلة من قياس درجة حرارة الجسم وسرعة نبض القلب وضغط الدم وإرسال البيانات بشكل مستمر إلى قاعدة البيانات الطبية للمستشفى الذي يوجد فيه الملف الطبي للشخص الذي يستخدم الجهاز. وبهذه الطريقة يمكن للطبيب الوقوف على الحالة الصحية لمرضاه من مجرّد الاتصال بقاعدة البيانات. عن صحيفة “إنترناشونال هيرالد تريبيون” ومصادر أخرى