محمد حامد (دبي)
ألماني ولكنه يملك أعلى درجات العاطفة، وهو ما يتضح في انفعالاته، وطريقة احتفاله بتسجيل فريقه للأهداف، وحرصه على الود الدائم مع اللاعبين، كما أنه يفعل ويقول ما يشاء وقتما يشاء وبالطريقة التي يريدها دون مواربة أو خوف، مما يجعله يملك شخصية جذابة على المستوى الإنساني قبل الجانب الكروي والتكتيكي، إنه يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول، الذي قال بكل وضوح إنه وقع في حب ليفربول قبل أن يتولى تدريبه، أي عشقه قبل أن يراه، على حد وصفه.
كلوب أكد في حوار مع مارتن صامويل عبر صفحات «دايلي ميل» البريطانية أنه قد لا يكون المدرب الأفضل في العالم، ولكنه جيد بما يكفي لتحمل مسؤوليات قيادة فريق كبير مثل ليفربول، وأضاف «بالطبع لا يمكنني تسجيل الأهداف، ولا يمكن منع المنافس من التسجيل في مرمى فريقي، لست المدرب الأفضل في العالم، ولكنني جيد بما يكفي لقيادة ليفربول، أعتقد أنني الشخص المناسب لتدريب ليفربول، لقد أحببت هذا النادي قبل أن أتولى تدريبه».
وأضاف «بالطبع كان في مقدورهم العثور على مدرب آخر، وكان في مقدوري تدريب فريق آخر، لقد تلقيت العديد من العروض عقب رحيلي عن دورتموند، ولكنني اعتذرت عنها جميعاً، وحينما جاء عرض ليفربول لم يكن بوسعي سوى الموافقة، وسريعاً شعرت بأنني في ليفربول مع العائلة والأصدقاء».
وأبدى كلوب إعجابه الشديد بالأجواء الكروية في إنجلترا، مضيفاً «الملاعب في كل مكان، إنها تتوسط الأحياء السكنية هنا في لندن مثلاً، وفي كل ركن من المدينة هناك فريق في البريميرليج، وحينما تسير في الشوارع تشاهد هذه الملاعب وما بها من أجواء مثيرة، إنها التقاليد الإنجليزية، حيث الشغف بكرة القدم، ولكن في ألمانيا قد يطلبون منك خفض أصوات الجماهير لأننا في ليلة الاثنين، ولديهم عمل في الصباح».
وكشف كلوب عن احترامه للتقاليد الكروية الإنجليزية، وعلى رأسها سلسلة المباريات المتتابعة التي تخوضها الأندية في نهاية شهر ديسمبر وبداية يناير من كل عام دون الحصول على راحة أو الاحتفال مع العائلة بالأعياد، وعن ذلك قال «لن أقول إننا في ألمانيا نفعل كذا وكذا، أنا هنا لأنني أعلم كل شيء عن ألمانيا، وهو ما دفعني إلى القدوم إلى إنجلترا لمعرفة ثقافة كروية جديدة، والاستمتاع بها، إنجلترا هي أم كرة القدم، ويجب أن نحترم التقاليد الكروية الإنجليزية».
وتابع كلوب «أحب عائلتي بالطبع، ولكنني أخوض مباراة في 24 و26 ديسمبر، ثم نستمر في اللعب أيام 28 و31 ديسمبر، وكذلك في الثاني من يناير، هذا هو النظام المتبع هنا في إنجلترا، صحيح أشعر بأنني في حاجة إلى 3 فرق لتحمل أعباء هذا الجدول، ولكنني أحترم النظام المتبع والتقليد الإنجليزي بخوض مباريات متتالية في هذا الوقت».
وتحدث كلوب عن صعوبة المنافسة في البريميرليج وقوة المسابقة، وعدم القدرة على توقع النتائج، وكذلك القوة البدنية وارتفاع النسق البدني لجميع المباريات مقارنةً مع دوريات العالم كافة، فقال «الفارق الأساسي بين الدوري الإنجليزي وبقية الدوريات أن جميع المباريات صعبة ومعقدة، في إسبانيا مثلاً يمكن لفريق برشلونة خوض 50% من المباريات بتشكيلة تضم عناصر احتياطية بالنظر إلى سهولة مواجهة بعض المنافسين، لدينا ليونيل ميسي مثلاً يمكنه أن يركض 4 كيلومترات، ولكنه يسجل 5 أهداف في نفس المباراة، إنها مباريات أقرب إلى تدريبات الاستشفاء، مثل هذه المباريات لا وجود لها في إنجلترا، فجميع المباريات صعبة ومعقدة ومجهدة».
وفيما يتعلق ببورصة الانتقالات والأرقام الفلكية التي تدفعها الأندية، قال إنه لا يهتم بالحصول على توقيع أفضل لاعب في العالم، ولن يقول أبداً إن جلب هذا اللاعب أو ذاك سوف يجعل ليفربول يفوز بالبطولات، فهو يؤمن جيداً أن سياسة النادي أكثر أهمية من أحلامه بالحصول على توقيع أفضل نجوم العالم، كما أن وجود ليفربول في دائرة المنافسة على البطولات سوف يجلب له هذه البطولات يوماً ما، فهو يؤمن بأن كرة القدم تتعلق بالجماعية والروح القتالية قبل الأسماء.
«شكراً كلـــوب»
دبي (الاتحاد)
حرص الآلاف من عشاق وأنصار فريق بروسيا دورتموند على وداع يورجن كلوب بطريقة أثارت دهشة الملايين حول العالم، ففي 23 مايو 2015 وخلال مباراة دورتموند مع بريمن في نهاية موسم الدوري، ظهرت لافتة كبيرة «تيفو» تغطي الجانب الأكبر من المدرجات، وقد كُتب عليها بالألمانية «DANKE JURGEN»، أي «شكراً يورجن».
ومن المعروف أن جماهير دورتموند هي الأكثر حضوراً في المدرجات مقارنة مع أي فريق آخر ليس في ألمانيا فحسب، بل في القارة الأوروبية بأسرها، حيث يبلغ متوسط الحضور الجماهيري في كل مباراة تقام بمعقل الفريق «سيجنال إيدونا بارك» يبلغ 80 ألفاً، مما جعل وداعية كلوب تثير إعجاب العالم، وسط إشادات بوفاء جماهيره وحرصها على شكر كلوب بطريقة لا تُنسى.
«الرجل العادي» يسحر الإنجليز
دبي (الاتحاد)
في مؤتمره الصحفي الأول عقب توليه مهام منصبه مديراً فنياً لليفربول، نجح يورجن كلوب في تقديم نفسه بطريقة ذكية، حيث قال «أنا الرجل العادي»، رداً على جوزيه مورينيو الذي وصف نفسه بـ«سبيشل ون» حينما تولى تدريب فريق تشيلسي، لوب لديه قدرة خاصة على جذب الصحافة الإنجليزية التي تبحث عن الجوانب المثيرة خارج الملعب قبل اهتمامها بما يحدث داخله.
كلوب البالغ 49 عاماً، بدأ مسيرته التدريبية مع ماينز الألماني في فبراير 2001، ثم قاد بورسيا دورتموند بين عامي 2008 و2015 ليتوج به بـ5 بطولات أهمها لقب الدوري عامي 2011 و2012 متفوقاً على العملاق البافاري بايرن ميونيخ ، وكان قرار كلوب بالعمل في البريميرليج مع ليفربول قبل 11 شهراً حدثاً مثيراً على المستويين الجماهيري والإعلامي في إنجلترا وألمانيا.
عدد اليوم
