السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبدعات يحلقن بلغة "الضاد" في ملتقى اللغة العربية

مبدعات يحلقن بلغة "الضاد" في ملتقى اللغة العربية
28 ديسمبر 2009 01:47
يمتد عمر اللغة العربية آلاف السنين، وتعد أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، وتنبع أهمية العربية في أنها أقوى الروابط والصلات بين المسلمين، ومن أهم مقوّمات الوحدة بين المجتمعات. وقد دأبت الأمة منذ القدم على الحرص على تعليم لغتها ونشرها، فالعربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أضحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم وثقافتهم الإسلامية، وللتواصل مع التراث العربي والإسلامي. إلا أن المتغيرات الثقافية العالمية والإقليمية والمحلية فرضت واقعاً جديداً وضع اللغة العربية أمام تحديات ومخاطر عديدة تهدد سلامتها ومكانتها وتأثيراتها، ودورها الثقافي والحضاري في الحفاظ على هوية الأمة وتراثها التاريخي. وانطلاقاً من أهمية هذه المكانة، وتجسيداً لأهمية الحفاظ على اللغة العربية نظمت المجالس الطلابية في مدرسة المواهب النموذجية للبنات في أبوظبي "ملتقى العربية" تحت شعار: "بالإرادة.. لغتنا لها السيادة".. وذلك بالتعاون مع عدد من المدارس في أبوظبي ومجلس الأمهات في المدارس المشاركة، وإقامة حفل فني تضمن عددا من الفعاليات الطلابية، وإلقاء القصائد التي تتناول ثراء وأهمية اللغة العربية، وتنظيم ندوة حول مضمون ودلالات شعار الملتقى، ومطارحة شعرية بين الطالبات بعنوان "اللغة الخالدة"، وإجراء عدد من المسابقات الثقافية بين الطالبات، وتكريم الطالبات والأمهات المشاركات في الملتقى الذي شاركت فيه مدارس الريم النموذجية، ومدرسة حفصة بنت عمر. كما ألقت الطالبتان آمنة وليد العامري وشيماء أحمد الشحي محاضرة تتناول تأثير العمالة الأجنبية والخدم السلبي على اللغة العربية، إلى جانب توزيع المنشورات والملصقات التعبيرية بالمناسبة. لفت الانتباه عن أهمية الملتقى تقول الطالبة غيداء خالد البريكي "بالصف الثاني عشر": "نحن نحاول من خلال مبادرتنا في المجالس الطلابية تنظيم هذا الملتقى للفت الانتباه إلى أهمية اللغة العربية باعتبارها لغتنا الأم التي تحفظ تاريخنا وتراثنا وإرثنا الحضاري والتاريخي، فضلاً عن كونها لغة القرآن الكريم، ولغة أهل الجنة، والإشارة إلى المخاطر والتحديات التي تواجهها لغتنا العربية إزاء حملات التغريب والتشويه الحضاري، ومدى تأثرها بالعوامل الثقافية الأخرى، وكيفية تنبيه المجتمع إلى خطورة اندثار أو تشويه اللغة بفعل عوامل عديدة، ومحاولة لفت الانتباه إلى الأبعاد الوطنية والقومية من حفاظنا على اللغة العربية، ولا سيما في المدارس، إنها رسالة تنبيه وتحذير إلى المجتمع كافة بما يحدق بلغتنا العربية من مخاطر، والدعوة إلى أهمية الحفاظ على هذا الكيان بما يوازي أهميته وقيمته كعنوان لهويتنا الوطنية التي نعتز بها". كما تضيف أحلام ابراهيم الحمادي "بالصف الثاني عشر": "نحن ننظم هذا الملتقى في إطار النشاطات اللامنهجية بالمدرسة من منطلق الإحساس بأهمية الموضوع، فاللغة العربية تتعرض لمؤثرات سلبية بفعل العولمة، ومؤثرات أخرى أهمها اهتمام البعض باللغات الأجنبية كالإنجليزية على حساب اللغة الأم، أو الابتعاد عن التعليم باللغة العربية وتفضيل المناهج الإنجليزية، أو اعتبار البعض أن تعلم الإنجليزية والتحدث بها نوع من الوجاهة والمباهاة والفخر على حساب لغتنا الأم". وتشير ميثاء محمد الظاهري: "البعض يحرص على تعلم واتقان الإنجليزية حتى يسهل عليه التعامل مع الأجانب المقيمين بالدولة، أو لتيسير معاملاته مع الجهات المختلفة كالبنوك أو الشركات لكن على حساب إهمال اللغة العربية. إلى جانب تأثير العمالة الآسيوية والخادمات وقضى اللغة أو اللهجة المشوهة في التعامل اليومي بما يؤثر بالضرورة على سلامة اللغة عند الأطفال، ووددنا من هذا الملتقى أن نلفت الانتباه إلى خطورة الأمر، وتكثيف الجهود نحو أهمية الحفاظ على اللغة العربية". اللغة المشوهة وتشير شيماء أحمد الشحي إلى أهمية اللغة العربية فيما يتعلق بالأطفال الصغار وتقول: "إن المشكلة الأبرز في المجتمع تشويه اللغة العربية التي يتعلمها الأطفال الصغار بسبب تأثير الخادمات والمربيات في المنازل، حيث يقضون معظم أوقاتهم معهم، ولانشغال كثير من الأمهات فإن الطفل يقضي أهم مراحل حياته طول اليوم مع المربية أو الخادمة ويتعلم منهما اللغة العربية المكسرة أو المشوهة، ويصعب عليه تعلم اللغة السليمة في المدارس بعد ذلك. ونحن نلفت الانتباه في هذا الملتقى نحو خطورة الظاهرة، وننشد توعية الأمهات حول الالتفات إلى الأمر والاهتمام بتعليم الصغار اللغة العربية السليمة". الحفاظ على الهوية ابتسام علي الحواني "الأخصائية الاجتماعية في مدرسة المواهب النموذجية" تقول: "مما لاشك فيه أن اللغة العربية باتت غريبة في وطنها بفعل عوامل عديدة منها خارجية ومنها ما ترجع أسبابه إلى عوامل داخلية خاصة بالأفراد في المجتمع، وهذه المؤثرات السلبية معروفة، وأصبحت اللغة العربية الأم في خطر، ومن ثم كانت مبادرة الطالبات نحو تنظيم هذا الملتقى، ولا سبيل للحفاظ على هويتنا الوطنية إلا بحماية اللغة العربية من هذه المؤثرات وتوعية المجتمع بها، ويأتي ملتقى اللغة العربية ضمن الفعاليات المتعددة التي نعتزم تنفيذها بالمدرسة. وعلى مستوى كافة المراحل الدراسية، وهذا النشاط يعد ضمن الفعاليات والمشاريع التي نعتزم المشاركة بها ضمن مسابقة حميد بن راشد، كما سنشارك أيضاً في معرض الخط العربي بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتنظيم دورات، والمشاركة في "سوق عكاظ" بالتعاون مع مجلس الأمهات وهي أنشطة تستهدف تنمية الحس الوطني نحو اللغة العربية وأهميتها، وتخصيص يوم في الأسبوع لتناول الموضوع خلال اليوم المدرسي، وهي في النهاية أفكار بنّاءة وطموحة وإيجابية لبناتنا في المدرسة ومنها أسبوع "نسمو بلغتنا العربية" وغير ذلك من أنشطة متعددة". هويتنا العربية.. في لغتنا تؤكد أمل عبدالقادر العفيفي مديرة المدرسة أهمية مبادرة تنظيم ملتقى اللغة العربية من قبل مجلس الطالبات قائلة: "لا يختلف اثنان على أن جوهر هويتنا العربية التي نعتز بها يكمن في لغتنا العربية الأم، وهي مصدر اعتزازنا وفخرنا كعرب ومسلمين، ولقد دأبت طالبات المدرسة على التركيز في نشاطاتهن اللامنهجية على تناول قيمة من القيم، وفي هذا العام كان اختيارهن لملتقى اللغة العربية من خلال إحساسهن بأهمية اللغة، والحفاظ عليها، وتوعية المجتمع بالمخاطر التي تتعرض لها من تشويه وإهمال. فلا أحد ينكر أهمية تعلم اللغات الأجنبية ولا سيما الإنجليزية من أجل العلم أو التواصل والحوار مع الآخرين، لكن ليس على حساب اللغة الأم، ومن ثم فإن الملتقى يطرح فعاليات عديدة متنوعة تعالج وتتناول هذه الجوانب، وذلك بالتعاون مع مدارس أخرى، ومما لا شك فيه أن تبادل الأفكار والرؤى بين الطالبات والأخصائيات الاجتماعيات والادارة المدرسية ومجلس الأمهات يثري ويطور الأفكار المطروحة، ويعزز القيم الاجتماعية والأخلاقية الموجودة، ويعمق الصلة بين التراث والموروث الثقافي وبين الجيل الحالي والأجيال القادمة. ومن ثم فإننا نركز هذا العام من خلال مشاركات جوائز الشيخ خليفة التربوية على الاهتمام باللغة العربية وتطوير مناهجها من الصف الأول بالمرحلة الأساسية حتى المرحلة الجامعية، ونولي اهتمامنا بالجوانب التي تثري وتدعم هذا الاتجاه مع تقييم موضوعي لحالة اللغة العربية في كل مرحلة، ومن ثم كان الاهتمام أيضاً بالجانب الميداني، وتنظيم الفعاليات والمشاريع والمسابقات التي تركز على اللغة العربية".
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©